عبدالله الغنام


هل الصحة النفسية مهمة؟ نعم، ودون أدنى شك، وهي أمر ضروري لأداء مسئولياتنا اليومية والحياتية بشكل عملي وصحيح، فحتى الإنتاج والإبداع، والعطاء والتعامل مع الآخرين، والنوم براحة، والاستيقاظ بنشاط، والشعور بمتع الحياة، وممارسة الرياضة والرحلات، وغيرها من النشاطات والأعمال المتعددة التي نقوم بها تتأثر بالحالة النفسية، بل أن الواجبات الدينية تتأثر أيضا بها «الحالة النفسية» من ناحية الجودة! وحسن القيام بأدائها.
ونتحدث عن هذا الموضوع لأن يوم 10 من شهر أكتوبر الحالي 2024م يوافق «اليوم العالمي للصحة النفسية» والشعار لهذه السنة هو: «الصحة النفسية في مكان العمل»، ونحن نعلم أننا نقضي ثلث اليوم أو أكثر في أماكن العمل، وهو أمر لا بد أن يكون له تأثير قوي على نفسياتنا إما للأحسن أو للأسوأ؟! وفي هذا شأن تقول منظمة الصحة العالمية «WHO»: «ولمّا كان 60٪ من سكان العالم يمارسون عملا، فإن من الضروري اتخاذ إجراءات عاجلة تهيئ بيئة عمل تكفل الوقاية من مخاطر اعتلالات الصحة النفسية وحماية ودعم الصحة النفسية في العمل.
وأما الحقائق الرئيسية وبحسب المنظمة فهي: «يؤثر الاضطراب النفسي على شخص واحد من كل 8 أشخاص في العالم، تنطوي الاضطرابات النفسية على اختلالات جسيمة في التفكير أو ضبط المشاعر أو السلوك، هناك أنواع كثيرة ومختلفة من الاضطرابات النفسية، توجد خيارات فعالة في مجالي الوقاية والعلاج، لا تُتاح لمعظم الناس رعاية فعالة، أي ما يقارب 970 مليون شخص «12%» في جميع أنحاء العالم مصابين باضطراب نفسي، وكان القلق والاكتئاب الشكلين الأكثر شيوعاً من تلك الاضطرابات.
وأعتقد أن أول خطوة هي الاعتراف بالمشكلة وعدم إنكارها، ومن المهم كذلك أن نعرف أن بعضا من الاضطرابات النفسية كالجروح البسيطة التي تلتئم مع الوقت أو بالحديث إلى صديق مقرب حكيم! وأما بعضها الآخر فلا بد من الاستشارات الطبية من المختصين سواء بالعلاج النفسي أو بالعلاج السلوكي المعرفي، وهي كالأمراض الأخرى إن تركتها وأهملتها تتفاقم وتزداد، وإن اهتمت بها وحرصت على حلها من البدايات يسهل علاجها.
ومن ناحية أخرى، لا بد من التفريق بين قراءة كتب التطوير الذات وبين الكتب النفسية المتخصصة، فكتب تطوير الذات ليست لعلاج الاضطرابات النفسية! هي كتب ومراجع من أجل التحفيز المعنوي والنفسي، ومن أجل التخطيط بالطرق الصحيحة، ومعرفة رسم الأهداف وقياسها على أرض الواقع، وأما المشكلات النفسية فلها أهلها المتخصصين فيها، وفي علاجها بالطرق العلمية.
وبحسب موقع وزارة الصحة، وفي معرض حديثها عن هذا اليوم العالمي ذكرت: «إن ممارسة النشاط البدني وتمارين الاسترخاء، والابتعاد عن الضغوط، ومرافقة الإيجابيين، وطلب المساعدة عند الحاجة، يعزز الصحة النفسية، ويرفع جودة الحياة»، وللمعلومية والفائدة فقد عرضت الوزارة قائمة للأمراض النفسية والعقلية منها: اضطرابات الأكل، توقف التنفس أثناء النوم، التوتر «الضغط النفسي»، الاكتئاب، النوم القهري، الضغوط النفسية، الفصام، اضطراب ثنائي القطب، الأرق، اضطراب الوسواس القهري، الصحة النفسية.
ومن الجدير بالذكر أننا نعيش في عصر كثر فيه النصائح والارشادات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فأغلب الناس صار يتحدث في كل فن حتى في الصحة النفسية والبدنية!! ولذلك علينا أن أخذ المعلومة من المصادر الرسمية والمتخصصة حتى نتفادى الأخطاء الفادحة، والنكسات والأضرار الجسدية والمعنوية والنفسية.
وباختصار شديد، الصحة النفسية شأنها كشأن الصحة البدنية لا بد من الاهتمام والعناية بها، بل قد يكون تأثيرها أشد وأعمق!
@abdullaghannam