عبدالعزيز العمري – جدة

أكد مختصون على أهمية تعزيز الوعي الدولي بأهمية الحد من مخاطر الكوارث الطبيعية والبشرية التي تمثل تهديدًا لحياة الأفراد والبنية التحتية والاقتصادات في مختلف الدول.

وأوضحوا في حديثهم لـ "اليوم"، بمناسبة اليوم الدولي للحد من الكوارث، أن هذا اليوم يمثل فرصة هامة لتشجيع الجهود الدولية الهادفة إلى تحسين الاستعدادات، وتعزيز القدرة على الاستجابة والتكيف مع الكوارث المحتملة، من خلال التعاون بين الحكومات والمنظمات والمجتمعات.

وأكد الدكتور فيصل بن عبدالرحمن أسره، أستاذ الهندسة البيئية المشارك والملحق الثقافي في سفارة خادم الحرمين الشريفين في أنقرة، أن الاحتفال باليوم الدولي للحد من الكوارث الذي يُقام في الثالث عشر من أكتوبر من كل عام، يُعد مناسبة عالمية هامة لتعزيز الوعي الدولي بأهمية الحد من مخاطر الكوارث الطبيعية والبشرية التي تُشكل تهديدًا على حياة الأفراد والبنية التحتية والاقتصادات في مختلف الدول.
د فيصل أسره


ويهدف هذا اليوم إلى دعم الجهود الدولية الرامية إلى تحسين الاستعدادات والاستجابة والتكيف مع الكوارث المحتملة، والعمل على تقليل الخسائر البشرية والمادية.

وأشار الدكتور أسره إلى أن الجمعية العامة للأمم المتحدة كانت قد أطلقت هذا اليوم في عام 1989، بهدف تحفيز الحكومات والمنظمات والمجتمعات على التعاون لمواجهة التحديات المشتركة الناتجة عن الكوارث. وأوضح أن من بين الأهداف الرئيسية لليوم الدولي للحد من الكوارث زيادة الوعي بالمخاطر التي قد تُهدد المجتمعات والبيئات المختلفة، وتشجيع المؤسسات على تبني سياسات وقائية، وتعزيز التعاون بين الدول لمجابهة الكوارث التي تهدد الإنسانية.

وبيّن الدكتور أسره أن الاحتفالية السنوية تتناول موضوعات متنوعة ترتبط بجهود الحد من الكوارث، مثل الحد من الخسائر البشرية والاقتصادية، وتعزيز ممارسات التنمية المستدامة لحماية البيئة من التدهور، مشيرًا إلى أن التركيز مؤخرًا كان على تقليل عدد الوفيات والإصابات الناتجة عن الكوارث وتقليل الأضرار الاقتصادية الناتجة عن التأثيرات السلبية للكوارث على البنى التحتية والممتلكات، وكذلك التركيز على تعزيز قدرة المجتمعات على التكيف والمرونة.

وأكد الدكتور أسره على أهمية دور اليوم الدولي للحد من الكوارث في تعزيز التعاون بين الدول والمنظمات لتحقيق الأهداف المشتركة في مجال الاستعداد والاستجابة للكوارث. وأوضح أن الكوارث التي يُسعى للحد من آثارها تشمل الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والأعاصير والفيضانات والجفاف، والكوارث البشرية مثل الحرائق والحوادث الصناعية والتلوث البيئي، والكوارث الصحية كالأوبئة والأمراض المنتشرة عالميًا.


حماية وتمكين الشباب


من جهتها قالت د. موضي العتيبي، أستاذ علم البيئة النباتية المشارك بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، اليوم هو الثالث عشر من أكتوبر وهو يوافق اليوم الدولي للحد من الكوارث والذي سيكون موضوعه لهذا العام 2024 دور التعليم في حماية وتمكين الشباب من أجل مستقبل خال من الكوارث.
د. موضي العتيبي


وأوضحت أن هذا اليوم يمثل فرصة هامة لتعزيز الوعي حول أهمية المحيط الحيوي و حمايته لنا وللأجيال القادمة ومن هذا المنطلق لا نغفل دور التعليم والمناهج الحديثة التي ترفع مستوى الحس البيئي لدى الأطفال والشباب وتعزز المسؤولية حول الحفاظ على البيئة ومكوناتها من الكوارث التي قد تدمرها و لا يمكن استعادها بعد ذلك.


نظام الإنذار المبكر


ولفتت د. العتيبي إلى أن الاحتفاء بهذا اليوم، الذي تنظمه الأمم المتحدة، يهدف إلى تمكين الجيل القادم من أجل مستقبل قادر على الصمود، حيث أن هذا يوافق أهداف التنمية المستدامة و التي تعمل كخطة لتحقيق مستقبل أفضل وأكثر استدامة للجميع.

وأكدت على أهمية تفعيل نظم الإنذار المبكر، وتدريب الأفراد على سبل الوقاية، معتبرة أن هذه العناصر تعد ركائز أساسية في حماية الأرواح وتقليل الخسائر. كما دعت إلى تعزيز التعاون بين الجهات الدولية والمحلية لمواجهة تحديات الكوارث بشكل أكثر فعالية. وأضافت أن بناء مجتمع قوي ومستعد للتصدي لمخاطر الكوارث يساهم في تحقيق التنمية المستدامة والاستقرار الاجتماعي، مشددةً على أن مسؤولية الحد من الكوارث تتطلب تضافر جهود الأفراد والمؤسسات لتحقيق بيئة آمنة ومستدامة للجميع.

رفع مستوى الوعي بالكوارث


من جانبه أكد مدير برنامج الاستدامة البيئية السعودي، د. عادل بن محمد الغامدي، على أهمية رفع مستوى الوعي والاستعداد لمواجهة المخاطر الطبيعية. وقال: "الكوارث لا تعرف حدودًا، وتأثيرها يطال المجتمعات والأفراد في كل مكان. إن تعزيز التعاون الدولي واعتماد استراتيجيات فعّالة يمكن أن يسهم في تقليل الخسائر البشرية والمادية".
د. عادل الغامدي


وأشار الغامدي إلى أن "التخطيط المبكر وإدارة المخاطر يمثلان حجر الزاوية في حماية الأرواح والممتلكات"، مؤكدًا على ضرورة تضافر جهود الحكومات والمجتمعات لتعزيز البنية التحتية، وتحسين نظم الإنذار المبكر، وتطوير برامج تعليمية حول كيفية التعامل مع الكوارث.

كما شدد على أن كل فرد يلعب دورًا محوريًا في بناء مجتمع أكثر أمانًا واستدامة. وقال: "من خلال التوعية والمشاركة الفعّالة، يمكننا أن نبني مستقبلًا أقل عرضة للكوارث وأكثر قدرة على التعافي منها. لنعمل سويًا من أجل عالم يتمتع بالأمان والمرونة".