محمد عبدالعزيز الصفيان يكتب:


تعتبر روائح المدن جزءًا لا يتجزأ من الثقافة والهوية الفريدة لكل مدينة، إنها تحمل معانٍ وذكريات وتعكس الطابع الثقافي والتاريخي للمكان.
بعض المدن تشتهر بروائحها المميزة، مثل عبق البهارات المتعطرة في مدينة مراكش بالمغرب، أو رائحة القهوة الطازجة والكرواسون في شوارع باريس، وهكذا.. حيث تتكون روائح المدن من مجموعة عوامل متنوعة، بدءًا من التربة والنباتات المحلية، وانتهاءً بالأطعمة المميزة والمخابز والمحلات التجارية وحتى روائح الأشجار والأنهار، وتعتبر روائح المدن جزءًا حيويًا من تجربتنا الحضرية، حيث تعزز الشعور بالانتماء وتضفي جوًا مميزًا على المكان.
ومن الجوانب الثقافية الهامة للروائح المدنية هو استخدامها في صناعة العطور والبخور والمنتجات الروائح الأخرى، حيث تُعتبر بعض المدن مراكز عالمية لصناعة العطور، وتستخدم روائحها في خلق تجارب ساحرة وفريدة للزوار.
ويتمتع السعوديون بالعديد من الروائح التقليدية والمميزة التي تعزز هويتهم الثقافية.
من بين الروائح التي تعتبر مميزة للسعودية هي رائحة العود والبخور، يعتبر العود من أشهر وأفخر أنواع الخشب وله رائحة قوية وفاخرة، ويعتبر استخدام العود والبخور من العادات الشائعة في المنازل والمساجد والمناسبات الاجتماعية.
على الرغم من أن الروائح التقليدية للسعودية ليست على نطاق واسع معروفة في العالم، إلا أنها تحظى بشعبية كبيرة في المدن السعودية والخليجية وبعض الدول العربية والإسلامية وتعتبر جزءًا من هوية الثقافة السعودية، ومع زيادة التفاعل والتبادل الثقافي بين البلدان، يمكن أن تصبح الروائح السعودية أكثر انتشارًا وشهرة بالعالم في المستقبل.
روائح المدن، جزء لا يتجزء من التجربة الحسية المتعددة التي يعيشها الأفراد أثناء زيارتهم للعديد من المدن التي تتمتع بتراث ثقافي غني وتاريخ طويل يعكسان روائحها الفريدة.
كما تشتهر المدن السعودية بتنوعها الثقافي والتاريخي، مما ينعكس بوضوح في الروائح التي تحملها، على سبيل المثال، مدينة مكة المكرمة تعتبر المقصد الديني الأهم في العالم الإسلامي، وبالتالي فإنها تضم روائحًا معتكفة ودينية تنعش الروح وتترك انطباعاً عميقاً على الزائرين
ولإبراز ثقافة روائح المدن في السعودية، ينبغي أن يتم التركيز على الحفاظ على التراث الثقافي والعراقة الثقافية، يجب تعزيز أسواق العطور العربية والبخور التقليدية وتوفير ما يكفي من التعليم والتدريب للحفاظ على هذه الصناعة الفنية.
من أجل تعزيز وجذب السياح، يمكن إنشاء معارض فنية مخصصة لروائح المدن، حيث يمكن للزوار اكتشاف المكونات المحلية المستخدمة في صناعة العطور والعود، وتجربة إنتاجها بأنفسهم، وكذلك تنظيم جولات سياحية لزيارة ورش عمل العطور ومصانع البخور سيكون أيضًا فكرة رائعة لإبراز هذه الثقافة الفريدة.
@alsyfean