المنظمات الأيديولوجية تحول اتباعها إلى آلات، تسلب عقولهم وتملأ مخيخاتهم بالأوهام.
حزب الله اللبناني، من أسطع النماذج التي تغيب الأتباع إلى درجة مهينة، إذ سرت في لبنان مقولة «فدى صرماية السيد» و«صرمايتك على راسي».إلى هذه الدرجة من الإذلال تبلغ سطوة الإعلام الدعائي.ولا غرابة، فالذي يشاهد قناة «الميادين» التابعة لحزب الله، يقتنع أن مشاهديها مغيبون، إذ تصب، ليلياً، سيولاً من الأوهام في مخيخاتهم.
مدير القناة غسان بن جدو التونسي الذي تحول إلى صفوي ولائي، أمضى سنوات وهو «خلية نصف نائمة» يستخدم قناة الجزيرة في تلميع فج لحسن نصرالله. وبعد أن غزت ميليشيات الحزب سوريا، «استيقظ» وكشف ولائيته واستقال. وبأموال الحزب أسس قناة الميادين، على نهجه في تأليه نصرالله وتقديس حزبه.
وتجلت مهارات بن جدو الضاربة في نشر ثقافة «الصرماية» حتى جعل من الإعلامية التونسية كوثر البشراوي تفقد عقلها وتتحول إلى ولائية تقبل، على الهواء، «حذاء مقاتل».
ولبن جدو مهارات اخرى، إذ يختار مذيعين وحتى ضيوف القناة بنفس مقاساته النمطيه الفجة. ومن مناقبه أن يفبرك قصصاً وهمية تونس الولائيين، مثل حكاية نكاح الجهاد في المعارضة السورية.
قبل أيام استمعت إلى واحد من أفخر ضيوف الميادين، اسمه حسن شقير، ينطلق «آليا»، مثل روبوت: العدو الصهيوني منهار، ولم يحقق أهدافه، و«سماحة السيد» عبقري الأمة، وحزب الله لم ينزل بعد بثقله ليجهز على إسرائيل، وفنون من التعمية والتغييب، حتى أنقلب السحر على الساحر وانكشف وهن السيد وحزبه. ولا يستحي ضيوف بن جدو أن يتحدثوا بهذا الهراء على الهواء، بعد الضربات الموجعة للحزب، وفقدانه الصف الأول من قادته، ومئات من أعضائه يتساقطون ومقراته وأسلحته تشتعل فيها النيران، وألوف قتلى وجرحى، وأكثر من مليون هربوا من ضاحية بيروت ومن الجنوب الذي حولت الوحشية الإسرائيلية قراه إلى أنقاض.
إذاً، الذي قتل نصرالله وهزم الحزب هو غسان بن جدو وغيره من الغوغائيين الذين نفخوا نصرالله حتى تغطرس وتجبر وأطلق خطابات حلمنتشية ووعود خرافية، وأقدم على قرارات متخبطة أدت إلى هزيمة موجعة أجهزت على نصرالله نفسه، وخلفائه ومساعديه.
*وتر
المغيبون ضحايا منابر الضرار
الأيتام يضجون، أذ يلتهم لهيب النار الأمشاج..
والثكالى النائحات يحيين مآتم أحبة رحلوا سريعاً
والأرامل يخضبن أسوار المقابر بالدموع..
@malanzi3