اليوم: نورهان محمود

تواجه شركة صناعة الطائرات الأمريكية "بوينج" خطر خفض التصنيف الائتماني بعد شهر واحد من إضراب نقابتها العمالية، كما تسببت في انتشار عدة مشكلات تشغيلية لدى خطوط الطيران التي تتعامل معها حول العالم، بسبب تأخر استلام الطائرات الجديدة. وفق ما ذكرت شبكة بي بي سي البريطانية.

تجدد الإضراب بين عمال «بوينج»

توصلت شركة بوينج الشهر الماضي إلى اتفاق مؤقت مع مسؤولي النقابات بشأن زيادة الرواتب بنسبة 25% على مدى أربع سنوات لكن أعضاء النقابات صوتوا ضد الاتفاق والشروع في الإضراب الذي بدأ في الثالث عشر من سبتمبر وهو الأول منذ نحو ستة عشر عاما في الشركة.
واقترحت الإدارة في وقت لاحق زيادة الرواتب بنسبة 30% على مدى أربع سنوات لكنها لم تتمكن من سد الفجوة مع مطالب النقابة وسحبت الاقتراح بعد ذلك.

خسائر بوينج

وقال محللون إن بوينج قد تخسر أكثر من 100 مليون دولار من إيراداتها اليومية بسبب ما يحدث معها من مشكلات بسبب الإضراب.
اقرأ أيضاً: «بوينج» مهددة بالإضرابات العمالية بعد الخسائر التشغيلية الفادحة
ويؤثر الإضراب على إنتاج طائرات 777 و767 بالإضافة إلى طرازات 737 ماكس وهو ما يؤثر على طلبيات الدول والشركات المتعاقدة مع بوينج من خارج الولايات المتحدة الأمريكية.

تأثير يتعدى أمريكا

تنتج بعض الشركات اليابانية أجزاء لهياكل الطائرات والأبواب وبعض المكونات الأخرى لشركة بوينج وقد أثيرت مخاوف من أنها قد تتكبد خسائر إذا استمر الإضراب.
اقرأ أيضاً: "بوينج" توقف رحلات اختبار طائرات 777 إكس.. لهذا السبب
وبعيدًا عن التحركات والتأثيرات المعلنة الفورية على شركة بوينج فإن إنهاء برنامج الطائرات 767 في عام 2027 عندما يتم استيفاء الطلبات الحالية سيضر بتكلفة الوقود.
استفادة «إيرباص»
كما إن تأجيل دخول الطائرة 777 إلى الخدمة حتى عام 2026 والطائرة 777-8F إلى عام 2028 من شأنه أن يفيد شركة "إيرباص" من خلال مبيعات الطائرة A350.
وتستهدف شركة إيرباص إنتاج 10 طائرات من طراز A350 شهريًا بحلول عام 2026 وقد نفدت جميع خطوط الإنتاج تقريبًا في ذلك الوقت ثم تجاوزت الإنتاج في عام 2027.

عواقب وخيمة

كما إن إنهاء استخدام طائرة 767F له عواقب وخيمة على شركة بوينج فهذه الطائرة متوسطة الحجم هي العمود الفقري لشركات الشحن الجوي لشركات مثل: فيديكس ويو بي إس ودي إتش إل و أمازون برايم إير.

إلغاء 17 ألف وظيفة

تعتزم شركة «بوينج» خفض قوتها العاملة بمقدار العُشر - أي إلغاء 17 ألف وظيفة - وتأخير الإنتاج في الوقت الذي تواجه فيه شركة صناعة الطائرات الأمريكية الكبرى مشكلات عدة في قطاعات أعمالها.

«وظائفكم في خطر»

صارح الرئيس التنفيذي لـــ«بوينج» كيلي أورتبيرج موظفيه عبر رسالة بالبريد الإلكتروني قال فيها:" إن وظائف المديرين التنفيذيين والمديرين والموظفين(العاديين) صارت معرضة للخطر".
وقال أورتبيرج في البريد الإلكتروني إن الشركة ستخفض عدد موظفيها "خلال الأشهر المقبلة حيث إن حالة أعمالنا وتعافينا المستقبلي يتطلبان اتخاذ إجراءات صارمة".

تأجيل إنتاج الطائرات

وبالإضافة إلى خفض الوظائف، تؤجل الشركة أيضًا إنتاج طائرتها إكس777 بسبب "التحديات التي واجهتها في التطوير فضلاً عن توقف اختبارات الطيران والتوقف المستمر عن العمل"، في إشارة إلى الإضراب المستمر منذ عدة أسابيع.
وأضاف أورتبيرج "لقد أبلغنا العملاء بأننا نتوقع الآن أن يتم التسليم الأول في عام 2026".

خفض تصنيف «بوينج»

أصبح الإضراب النقابي المستمر منذ شهر في شركة بوينج مثيرا للجدل، حيث طالب حوالي 33 ألف عامل بحزمة أجور أفضل.
وضعت وكالة التصنيف الائتماني العالمية "ستاندرد آند بورز" شركة بوينج على قائمة المراقبة الائتمانية وهي إشارة إلى أنها قد تخفض تصنيف الشركة المصنعة للطائرات إذا استمر الإضراب.
وكانت الشركة بالفعل تحت التدقيق من جانب الكونجرس بعد حادثة وقعت في يناير حيث تسبب عيب في انفجار لوحة على متن طائرة بوينج 737 ماكس بعد وقت قصير من إقلاعها.
ولم يصب أحد بأذى، وقال الرئيس التنفيذي لشركة بوينج آنذاك ديف كالهون إن الشركة "اعترفت بخطئها".