اليوم - الدمام

حدد تقرير اقتصادي، سيناريوهين للانتخابات الأمريكية التي تنطلق بعد 3 أسابيع يؤديان إلى تأثيرات إيجابية وسلبية فورية على الأسواق.

ووفقا للتقرير، أظهرت استطلاعات الرأي تقارباً طفيفاً في السباق الرئاسي، إذ أشار التراجع الطفيف في تقدم هاريس في الاستطلاعات إلى زيادة احتمالية فوز ترامب. وتبدو الاستطلاعات في الولايات السبع الرئيسية المتأرجحة متقاربة بشكل كبير، مما يجعل المراقبون ينتظرون ليلة انتخابات مثيرة في الخامس من نوفمبر.

خارطة طريق

قال التقرير: إن السيناريوهين الذين قد يقدمان للأسواق "خارطة طريق" واضحة للأيام القادمة، مما يجعلهما الأكثر إيجابية وسلبية من بين النتائج المحتملة للسوق.

ويتعلق السيناريوهان الانتخابيان اللذين قد يحملان التأثيرات الفورية الأكثر سلبية، والأكثر إيجابية، بفوز هاريس بالرئاسة.

سيناريو فوز هاريس

وأوضح أن أي سيناريو لفوز هاريس، من المهم النظر في مخاطرة إضافية حاسمة، وهي الأكثر إلحاحاً بالنسبة للشركات السبع الكبرى: هل ستعيد إدارة هاريس تعيين الناشطة المناهضة للاحتكار، لينا خان، كرئيسة للجنة التجارة الفيدرالية، عندما تنتهي فترة ولايتها العام المقبل؟ على الرغم من أن خان لم تحقق نجاحاً كبيراً في مواجهة الشركات الاحتكارية التي تنتقدها مثل أمازون وميتا وشركة ألفابت (الشركة الأم لجوجل)، إلا أنها الصوت الأقوى في واشنطن الذي يدعو إلى تفكيك هذه الشركات، ولديها طموحات أكبر للقيام بذلك. لم تكشف هاريس بعد ما إذا كانت ستعيد تعيين خان.

وبحسب التقرير تستحق أسهم الشركات السبع الكبرى اهتماماً مستمراً، فهي تمتلك قيمة سوقية تفوق 16 تريليون دولار، أي أكثر من مجموع قيمة أسهم كل من اليابان والصين.

تعيين "لينا خان"

وأفاد بأن عدم إعادة تعيين خان سيكون إشارة واضحة على أن الديمقراطيين يفضلون إرضاء أكبر ممولي حملاتهم الانتخابية على مواجهة هذه الشركات العملاقة ذات النفوذ الكبير في مجال التكنولوجيا لأسباب مبدئية.

وتواجه العديد من الشركات الأمريكية الكبرى احتمالات كبيرة في حال فوز هاريس بالرئاسة، إذ يترقب المراقبون قرارها بشأن إعادة تعيين لينا خان رئيساً للجنة التجارة الفيدرالية.

وتعتبر شركة ألفا بت، الشركة الأم لجوجل، مثالاً واضحاً على ذلك. ومنذ طرحها للاكتتاب العام في عام 2004، شهدت أسهمها نمواً ملحوظاً، وارتفعت بنحو 80 مرة، لتصل قيمتها السوقية إلى أكثر من تريليوني دولار.

وتتمتع الشركة بمركز احتكاري قوي في سوق البحث عبر الإنترنت، كما تسيطر على متجر جوجل بلاي على أجهزة الأندوريد، والذي حقق إيرادات قدرها 45 مليار دولار في العام الماضي. هذه القوة الاحتكارية قد جذبت انتباه الجهات التنظيمية الأمريكية، مثل خان.

تفكيك احتكار جوجل

وفي الأسبوع الماضي، قدمت وزارة العدل الأمريكية اقتراحاً لتفكيك احتكار جوجل بالكامل. ولم يتأثر سهم الشركة بشكل كبير بهذا الإعلان، نظراً للإجراءات القانونية الطويلة والمُعقدة في الولايات المتحدة، خاصة بالنسبة لشركة كبيرة مثل جوجل.

ويُتوقع أن يستغرق الأمر عدة سنوات، ربما حتى عام 2027، قبل أن تتضح الصورة النهائية. ومع ذلك، قد تشهد الشركة رد فعل إيجابي في حال عدم إعادة تعيين خان رئيساً للجنة التجارة الفيدرالية، وهو أمر محتمل في حال فوز ترامب بالرئاسة، بينما يظل الوضع غير مؤكد في حالة فوز هاريس.

السيناريوهات الأكثر سلبية وإيجابية

من المتوقع أن تكون الآثار طويلة الأجل على المستثمرين هائلة إذا نجحت القوى المناهضة للاحتكار يوماً ما في تفكيك أو تعطيل نموذج الأعمال لشركات "السبع الكبار" مثل أبل، وألفابت، وميتا، وأمازون، مايكروسوفت وحتى إنفيديا.

وذكر التقرير أن هذا الأمر يتطلب مدة زمنية طويلة، قد تصل لعدة سنوات، فيما يظل السؤال الملح، قبل ثلاثة أسابيع فقط على يوم الانتخابات هو كيف سيتعامل السوق مع نتيجة الانتخابات في اليوم التالي والأسابيع التالية.

سيناريو فوز ترامب

ولفت التقرير إلى أن في الأسابيع القليلة الماضية فإن سيناريوهين هما الأكثر ترجيحاً لفوز ترامب: "ترامب 2.0" إذ يفوز ترامب ويسيطر الجمهوريون على الكونجرس بمجلسيه، و"جمود ترامب" حيث يسيطر الجمهوريون فقط على البيت الأبيض ومجلس الشيوخ. وفي هذا السيناريو الأخير، قد يستخف السوق بشدة بإمكانية تحقيق جمود ترامب، إذ قد يتمكن الديمقراطيون من السيطرة على مجلس النواب في انتخابات متقاربة.

وتقدر مؤسسة بولي ماركت دوت كوم احتمالات حدوث سيناريو جمود ترامب بنسبة 13%، مقارنةً بـ 38% لترامب الكاسح.

وأوضح التقرير أن السيناريو الأكثر إيجابية للسوق قد يكون "جمود هاريس"، حيث تفوز هاريس بالرئاسة، ولكن يخسر الديمقراطيون السيطرة على مجلس الشيوخ، حتى لو فازوا بمجلس النواب.

وأضاف أن هذا السيناريو يشبه إلى حد كبير "الوضع الراهن" في السوق والذي حقق مستويات قياسية للأسهم حتى قبل الانتخابات. في حين أن فوز هاريس يعني أن الشركات الأمريكية لن تحصل على تخفيضات ضريبية جديدة وعد بها ترامب، وهذا يعني أيضاً أن الاقتصاد الأمريكي سيتجنب التعريفات الجمركية الجديدة التي وعد بها ترامب.

وكان من المرجح أن تكون أجندة ترامب أكثر دعماً للدولار الأمريكي، على الأقل في البداية، بينما الدولار الأضعف تحت حكم هاريس قد يكون أفضل للنمو العالمي، فيما يعتبر سيناريو "جمود هاريس" ثاني أكثر السيناريوهات احتمالاً في أسواق التوقعات، بنسبة 26% حالياً.

وعود الديمقراطيين

وبحسب التقرير الصادر عن "ساكسو بنك" فإن الفوز الديمقراطي الكاسح هو السيناريو الأكثر سلبية للسوق في الأيام التي تلي الانتخابات. وهذا أمر واضح جداً: إذ وعد الديمقراطيون برفع الضرائب على الشركات من 21% إلى 28%، وتوقع معدلات ضرائب أعلى يعني أن تقييمات الشركات ستحتاج إلى تعديل سريع وفوري، نحو الانخفاض.

وأشار إلى أن التأثير الإيجابي الكبير لتخفيض ترامب معدل الضرائب على الشركات من 39% إلى 21% بعد انتخابات 2016 قد يعني هبوطاً في الأسهم الأمريكية بنسبة قد تصل إلى عدة نقاط مئوية أو أكثر.

وسيكون سيناريو الفوز الديمقراطي الكاسح مفاجأة كبيرة، بالنظر إلى أن احتمالاته الحالية في أسواق المراهنات تقدر بحوالي 18% (ويبدو هذا الرقم مرتفعاً جداً – خريطة انتخابات مجلس الشيوخ صعبة للغاية على الديمقراطيين في هذه الانتخابات، وربما يجب أن تكون الاحتمالات 10% أو أقل).