شيخة العامودي تكتب:


رقة تعابير الملامح ولمعة العين وتأرجح الصوت عند الحديث كلها سمات تثبت أن المتحدث واقع في حالة حب، سلسلة رموز المُحب لاتخفى على الكثير بل تظهر صافية كصفاء سحابة انفصلت عن سربها وخلفيتها سماء زرقتها تشربت لونها من بحر صاف عميق.
الحب جميل بكل معانية وهو قسمة يقتسمها اثنان كتب لهما الله الوصل فأصبحا كمرآة وشخص ينظر لنفسه من خلالها، تبقى رموز الحب صالحة لأزمان بين المتحابين، تتنفس من خلالهما لاتتغير وإن نما من حولها وأثمر حبهم جيل يحمل من ملامحهما في الصورة وفي الطباع الشيء الكثير،تجدها تبتسم كوالدتها وترى عمق عينيه كوالده، تراها تفكر كوالدها وتجده حنون كوالدته، تراكيب جمعت بمقادير يوزعها الله بين الأبناء كما قَسم الحب بين الآباء.
تلك الرموز الجلية التي كتبت بتأن بين الطرفين وكانت رقة التعابير ولمعة العين وتأرجح الصوت عليها»شهود»لا تذبل مع الأيام إلا إن أراد أصحابها لها الذبول، حديقة المشاعر تلك مملؤة أرضها بكنوز عمقها يحوي ودا كثيرا وسطحها يحمل مباهج بمذاقات وافرة، نعم تنمو بين الحين والحين أشواك ولكن أصحابها يبادرون باستئصالها باستمرار قبل أن يشتد عودها بحوار لطيف.
تروى بمعان كثيرة كل حين لتبقى الرموز على صفحة الوجه وفي نبرة الصوت تقيم، بنظرة إعجاب وغمزة بالعين واستحسان، بكلمة حب تُكرر كل يوم لاتعاني من إقصاء، باحتواء كفين في طريق صاحبيها يسيران متقاربين، بقبلة تقدير يطبعها هو على جبينها التي ترتسم عليه أول خيوط الابتسامة، وقبله منها على كتفه اليسار حيث قلبه النابض بها لتضاف لباقي القبلات التي استقرت قريبة من موقعها وتزايدت على مدى الأعوام فزها الفؤاد ببريقها فكانت نياشين تتشابه بكل شيء سوى بمدى أطوالها وأيام الإستحقاق.
رموز الحب الذابلة مخيبة للآمال ولايخنقها إلا الإهمال أو شرخ الثقة أو الشعور بإمكانية الاستغناء، قالت لي يوما أمي- حفظها الله -نصيحة ورثتها كل من تحدثتُ معه عن الحب»لا تهملي تفاصيل الحب الصغيرة كي لا تذبل العظيمة».
*توصية
للحب لغات خريطتها الحواس فإن اتقنتها كلها كنت سفيرا من أعظم السفراء
@ALAmoudiSheika