عبدالكريم الفالح



@karimalfaleh
•••نستكمل حديثنا للمقال السابق ( الزلفي.. ننام على النفود ونصحو على الحب ) .. فالبيوت الطينية في الزلفي ليست مجرد أبنية، بل هي شاهد على أجيال من الحب والعمل. في كل زاوية من هذه البيوت تكمن حكايات لأناس طيبين صنعوا من الطين منازل تضج بالحياة والذكريات.

••• أهم ما يميز أهل الزلفي الكرم والأمانة والثقة بالناس حيث تضج وسائل التواصل الاجتماعي بفيديوهات تبرز مبادرات تؤكد الكرم والأمانة والثقة عندما يضع أناس من الزلفي أطعمة ومشروبات مجانية، وتشاهد بيوتا مفتوحة أبوابها دائما لمن يريد أن يأكل أو يشرب أو حتى ينام وبلا مقابل.

••• حب أبي وأمي للزلفي يتجلى في كل تفاصيلها من رمال نفودها إلى خضرة مزارعها إلى حميمية بيوتها الطينية. إنها ليست مجرد (ديرة)، بل هي جزء من ذاكرتي وذاكرة كل من عاش فيها أو زارها.

••• في سوق الزلفي القديم، الذي لا يزال ينبض بالحياة على الرغم من مرور السنين، أشعر وكأنني أخطو في حكاية تاريخية. المحال الصغيرة التي تعرض منتجات محلية وحرفية، هي انعكاس لروح العمل والاجتهاد.

••• الزلفي ليست فقط مكانا، بل هي أيضا الأشخاص الذين عاشوا فيها، والذين تركوا بصماتهم على كل حجر وشجرة. إنها تراثٌ حي يتجلى في التفاصيل الصغيرة. في لهجة سكانها. في طريقتهم بالترحيب بالضيف، وفي احترامهم للعادات والتقاليد. هذا التراث هو ما يجعل الزلفي ليست مجرد بلدة على الخريطة، بل قلبا ينبض بحب أهلها وذكرياتهم.

••• الزلفي هي المكان الذي أعود إليه كلما اشتقت إلى الجذور. إلى البساطة. إلى الأصالة. إنها مكان يحتضنني بكل ما فيه من دفء وحنين، ويذكرني دائما بأن هناك جزءا مني سيظل مرتبطا بهذه الأرض مهما ابتعدت.

••• نهاية: الدفء والطين... رائحة لاتنسى.