كشف مدير إدارة الخدمات التمريضية في مجمع إرادة للخدمات النفسية د. عبدالرحيم المطيري، خلال حديثه لـ "اليوم" عن أن العزوف في دخول التمريض النفسي هو انعكاس لقلة التوعية وأيضًا لعدم تسليط الضوء الإعلامي عليها.
ولفت إلى وجود مخاوف ليست حقيقية حول هذا التخصص، مؤكدًا أن له إيجابيات منها المرونة المهنية من حيث التعامل مع فئات عمرية مختلفة وتطوير المهارات الشخصية خصوصاً في مهارات التواصل وفهم الآخرين، والتي تعطي المزاول للمهنة خبرة تساعده في حياته الشخصية وإبداء النصائح الجيدة للحالات النفسية سواء للأهل والأصدقاء، بالإضافة إلى أنه من التخصصات المطلوبة في سوق العمل.
جاء ذلك خلال مؤتمر مستقبل التمريض النفسي- ابتكارات وحلول – والذي أقيم بجدة والذي تناول عرض أحدث الابتكارات والتقنيات التي تسهم في تحسين الرعاية التمريضية المقدمة للمريض النفسي، وكذلك تعميق فهم المشاركين حول أهمية التمريض النفسي في النظام الصحي.
التمريض النفسي
بيّن المطيري، أن المؤتمر استهدف إبراز تخصص التمريض النفسي وهو أحد مجالات التمريض إلى جانب تمريض الطوارئ وتمريض العناية المركزة وتمرض غسيل الكلى، كما استهدف توعية الخريجين والطلاب والممرضين بأهمية تخصص تمريض التخصصات النفسية، موضحًا أن الصحة النفسية أحد المناهج المخصصة للطلاب في المقررات الدراسية في مرحلة البكالوريوس.
وأشار إلى أن أهم الابتكارات في مجال التمريض النفسي هو العلاج عن بعد عبر منصة افتراضية تجمع الخبير أو المختص النفسي مع المريض وقد يكون في موقع جغرافي مختلف، كما يوجد هناك تطبيقات للصحة النفسية وهي موجودة وأثبت نجاحها.
كما أصبح هناك تطبيقات الـ VR والتي تضع المريض في واقع افتراضي وتعطي حلول له عن كيفية مواجهة الضغوطات، وهناك تطبيقات في قياس مستوى التوتر والقلق، وهناك أيضاً "واتس آب" تفاعلي، ومن أكثر الفئات المستفيدة هم من في المناطق البعيدة أو من لديه مشاكل في المواصلات.
وذكر المطيري، أن أسباب الأمراض النفسية متعددة قد تكون وراثية وقد تكون مكتسبة مثل الضغط الاجتماعي أو ضغط العمل أو الإصابات، ومنها ما يكون من المخدرات.
ومن أهم النصائح ضرورة تغيير الفكر للمصاب وأن يتجه فوراً لأحد الأطباء النفسيين أو العيادات النفسية وعدم التفكير بوصمة العار والتي تردع الشخص للذهاب، أو أخذ استشارة طبية أو تشخيص للحالة النفسية.
وبين أن المملكة ومستشفياتها تتعامل بخصوصية كبيرة مع المريض، كما أنه من الضروري أن يعرف الشخص ان مراجعة الطبيب النفسي لا تتسبب في أي ضرر له، مبينًا أن وصمة العار لها العديد من التأثيرات منها تأخير الحصول على العلاج بسبب الخوف من الحكم الاجتماعي ما يؤدي إلى تفاقم حالتهم النفسية.