مطلق العنزي يكتب:


يلاحظ أن شريحة واسعة (وأشدد على كلمة «شريحة») من الفلسطينيين، ذوي التعليم العالي، يشكلون آلات دعائية لإيران بأسلوب صبياني فج، وفي نفس الوقت، يناصبوننا، في المملكة والخليج ومصر، العداء البذيء الحاقد، ويطلقون العنان لحناجرهم بالضجيج، دعماً لميلشيات إيران واذرعها، وتصوير الاذرع الخائنة لأوطانها، على أنها مناضلة والأنقى والأطهر، ويضفون على قادة الميليشيات هالات من الأمجاد والقدسيات الإلهية.
وهؤلاء الوقحون المنافقون البذيؤون، ليسوا من الدهماء والرعاع والعامة، بل متعلمون ومفكرون، ومنهم أساتذة جامعات وإعلاميون ومعلقون سياسيون وشعراء، وحتما، يعلمون يقيناً أن إيران وميليشياتها، «تلعب» بالقضية الفلسطينية وتستخدمها وسيلة لا غاية، لمد النفوذ وتعزيز لمصالح الإيرانية، لا قضية ولا ما يحزنون، بل أن إيران تستخف بهم وتهين ذكاءهم حينما تستعمل شعار فلسطين، وهم، بكل معارفهم الواسعة وشهاداتهم العالية، يتحولون إلى قطيع غوغائي مطبل لإيران وشتام للمملكة ودول الخليج ومصر.
والأكثر، عجباً، أن هؤلاء يعلمون، أن المشروع الإيراني، مثل المشروع الإسرائيلي، اضطهد الفلسطينيين أنفسهم، واستعمر ودمر أربع دول عربية. وصبت ميليشيات إيران جام غضبها وحقدها على الفلسطينيين في العراق وسوريا واليمن وأعملت بهم القتل والاضطهاد والإذلال والتشريد، مثلما تفعل إسرائيل الصهيونية بإخوانهم في غزة. ونذكر حصار حزب الله وميليشيات إيران، لمخيم اليرموك الفلسطيني في دمشق، وتخيير الفلسطينيين وأطفالهم ونسائهم، بين الموت جوعاً أو الاستسلام، واضطروا للاستسلام، وجرى قتل كثيراً منهم. والذي يؤذي الفلسطينيين، بهذا الأسلوب الفظيع، قطعاً، لا تهمه فلسطين ولن يكون حريصاً على تحريرها. لكن هؤلاء الذين يدعون المعرفة والذكاء يتعامون عن هذه الجرائم البشعة بحق مواطنيهم وأهلهم، ولا يودون ذكرها، كي يواصلوا تلميع إيران وأذرعها، وشتم المملكة والخليج ومصر.
ووصل السفه والصفاقة بهؤلاء انهم يهاجمون السوريين الذين فرحوا بمقتل حسن نصرالله أمين حزب الله الذي غزا بلادهم واحتلها وقتل ابناءهم ودمر مدنهم وهجرهم في منافي الأرض، تماماً، كما تفعل إسرائيل.
وقمة الغطرسة والعنت والطغيان أن تمنع مظلوماً من أن يفرح لهلاك مضطهده وقاتل أبيه وأخيه وناهب داره ووطنه والمسيء لعرضه.
 وتر
قدر الفلسطينية، أن تروي الأرض بأسخى الدمع
وتشرد في المنافي..
وتحيي ثكالى الجنائز ليال حزن الطويلة..
والأوباش الحاقدون، يرفلون بالثراء،
ويحيون صالات الفنادق الفارهة بالضجيج
@malanzi3