مشاري العقيلي يكتب:


تمثل الشراكة التجارية لدول الخليج مجتمعة والسعودية منفردة مع الاتحاد الأوروبي إضافة قوية ومهمة للاقتصادات الوطنية لما يملكه الاتحاد من تقنيات يمكن نقلها وتطويرها بصورة مشتركة بما يتناسب مع مواردنا الطبيعية وإمكاناتنا ومزايانا التنافسية في المنطقة والعالم، ولعل الأهم في هذه الشراكة هو نقل التقنية لأنها تساعد في النمو وفتح الآفاق الاقتصادية الواعدة، وتحفز لتطوير الأعمال والأنشطة.
في آخر اجتماعات الاتحاد مع الجانب الخليجي في بروكسل كان مهما التوصل لاتفاق بشأن التجارة الحرة بين الجانبين إلى جانب مجالات أخرى عديدة تشمل الاستثمار، ومواضيع الاقتصاد الكلي، وتغير المناخ، والطاقة، والبيئة، والبحوث، وغيرها وجميعها مجالات تتحقق فيها القيمة لصالح الجانبين، وخاصة الجانب الخليجي الذي يمكنه أن يواصل أعماله الاقتصادية من حيث وصلت التقنية الخدمية والإنتاجية.
مجالس الأعمال المشتركة يمكنها أن تحدث اختراقات مهمة في المجال الاستثماري وتبادل الرؤى والأفكار بشأن تطوير بيئة الأعمال، فالقطاع الخاص الخليجي عامة والسعودية خاصة بحاجة إلى مزيد من الشراكات والتحالفات التي تعزز دوره الاستثماري والتجاري، والأوروبيون منفتحون على مناقشة قضايا التجارة والاستثمار بما يعزز التعاون ويشجع تدفقات التجارة والاستثمار في كلا الاتجاهين، خاصة مع ارتفاع الاستثمار الأجنبي المباشر للاتحاد الأوروبي في منطقة الخليج إلى حوالي 235 مليار دولار.
هناك فرصة كبيرة لتطوير الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، وفي المملكة وبحسب بيانات الهيئة العامة للإحصاء بلغت العلاقات التجارية بين السعودية والاتحاد الأوروبي حوالي 80 مليار دولار في عام 2023، تعادل نسبة 15% من تجارتنا مع العالم، وفي العام الماضي استوردت السعودية 20% من السلع من الاتحاد الأوروبي بواقع 40.4 مليار دولار، بينما 12% من صادراتها ذهبت إلى الاتحاد بقيمة 38.4 مليار دولار، ما يعني عجزا في الميزان التجاري بملياري دولار، وهو رقم يمكن أن يتوازن مع مزيد من النشاط التجاري البيني.
من المهم تطوير العلاقات الاقتصادية والشراكات التجارية والاستثمارية مع الجانب الأوروبي لما في ذلك من فرصة مثالية للاستفادة من التجارب والخبرات والتقنيات التي تدعم النمو المستدام في الخليج والسعودية خاصة وأننا إحدى دول مجموعة العشرين ومن الأهمية التوسع في علاقات مع أطراف قوية وفعالة في الاقتصاد العالمي، ولها تأثيرها وقدراتها الكبيرة في صنع الفارق.
@MesharyMarshad