د. أحمد الكويتي


إكمالا لما تم تناوله في هذه الزاوية الأسبوع الماضي حول أهمية تبني التدريب الاحترافي لما يدعم التطور المؤسسي، وليسهم في ردم الفجوة بين المخرجات التعليمية وسوق العمل.
خلصنا على أن وسيلة التدريب الفعال المقنن يعد إحدى أهم الإستراتيجيات المدروسة والرؤى المتطورة التي يجب أن تواكب تطور أعمال هذا العصر المطلوبة، لتصبح رافداً فاعلاً لطرح المزيد من فرص العمل ومحرك هام لتنمية احتياجات السوق، ولما للتدريب مكانة هامة لتزويد الأفراد بالمعلومات والمعارف الوظيفية المتخصصة والمتعلقة بحرفية أعمالهم المراد تنفيذها، وإمدادهم بأهم المهارات والقدرات التي يراد التمتع بها بما يمكنهم من استثمار طاقاتهم التي يختزنونها، إضافة إلى دعم تقويم سلوكهم الوظيفي وتحفيز الرغبة لفهم أساليب أعمال الأداء المختلفة مع إتاحة الفرص للتعلم المزيد من أدوات التحسين والتطوير مراده الوصول بأمان إلى الأهداف المرجوة في أعمالهم، فهو أيضا يعد الوسيلة الأفضل المحكمة والسريعة التي تمكن الرأس المال البشري من استيعاب كل جديد مواكبا التقدم في العلوم التقنيه والمعلوماتية لتؤثر في بفعالية في اتجاهاتهم، فيعتبر التعليم التقني والمهني هذه الأيام إحدى الركائز الأساسية في خلق كل الفرص الوظيفية المتنوعة، وبنظرة سريعة نجد أن الدول الصناعية المتقدمة لقت ضالتها في التدريب ليشكل عاملاً مهماً لتعلم أفراده العديد من الصناعات التقنية المدمجة بذكاء الاصطناعي وتدريبهم وتمكينهم عليها.
ومن هنا نستطيع أن نقول إن رؤية 2030 المباركة، وأخص بذلك مبادرة التنمية البشرية، والتي تقفز وبخطوات متسارعة، واثقة نحو المستقبل المنظور لتدعونا إلى التعرف على واقع واحتياجات التدريب التقني والمهني بكل حيثياته ومتطلباته: من تخصصات متنوعة تغطي احتياج السوق، مناهج تدريبية متناولة، وجود مدربين محترفين، توفير تقنية ومستلزماتها، التمكين من خلال تدريب تعاوني ميداني على رأس العمل مع قطاعات أعمال تؤمن بأهمية فتح المجال لتدريب الشباب، كل ذلك مراده يصبح التدريب واقعاً معاشاً في المراكز أو الأكاديميات التدريبية أو ابتكاره من خلال مناهج مختصة في الجامعات، ليصبح هنا بعد فترة معاشه جزءاً من ثقافة العمل لدى الشباب، فينشأ لدينا جيل مرن وظيفيا لديه القدرة الممكنة على مواجهة أي مشكلات والتغلب عليها وبكل احترافية.
خلاصة القول، الاهتمام بالتدريب سوف يدفع إلى توفير مزيد من الفرص الوظيفية، ولن يتسنى لنا ذلك إلا بالاستثمار الواعي في تكثيف تطوير المناهج التدريبية الاحترافية المتخصصة، مع دعم ذلك بتقنيات العصر ومستلزماته. لنا لقاء الأسبوع القادم لنكمل مبحثنا حول التدريب وأدواته.
@Ahmedkuwaiti