حذيفة القرشي - جدة

كشف طبيب الروماتيزم وهشاشة العظام الدكتور ضياء حسين لـ "اليوم" أن هناك بعض المشروبات أو المأكولات التي يمكن أن تسرق الكالسيوم من العظام وتسبب الهشاشة مثل الاستهلاك المفرط للسكر لأنه قد يمنع امتصاص واستخدام المعادن مثل الكالسيوم ويعطل التمثيل الغذائي لفيتامين D، ويزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام وكسور العظام.

وأضاف: "لذا يفضل تناول السكريات باعتدال، مع الحذر الشديد في حال كان الشخص يعاني من حالات مرضية خاصة، وينصح باستبدال السكر الصناعي الضار بالفواكه الحلوة، والغنية بمضادات الأكسدة".
الدكتور ضياء حسين


المشروبات الغازية والمنبهات


ولفت "ضياء" إلى أن المشروبات الغازية تعتبر أيضًا من العوامل المؤثرة على العظام، إذ أظهرت دراسة المجلة الأمريكية للتغذية السريرية أنها تسبب هشاشة العظام ليس فقط بسبب محتوى السكر المرتفع نسبياً والذي يبلغ 27 غراماً لكل علبة، ولكن الفوسفات الموجود بها يسبب زيادة مستويات الحموضة في الدم مما يؤدي إلى استخلاص الكالسيوم من العظام عن طريق البول لتقليل مستويات الحموضة في الدم، فتنخفض كثافة العظام في الوركين وتزيد مخاطر الكسور في عنق عظم الفخذ.

وأوضح: "بينت دراسة أجرتها جريس يشاك من مدرسة هارفارد الطبية على عينة ضمت 460 من طالبات المستويين التاسع والعاشر، أن احتمال الإصابة بكسر في العظام لدى الفتيات اللاتي يشربن المشروب الغازي 3 مرات وأكثر من اللاتي لا يشربنها، ورجحت أن تكون الأحماض الفسفورية في المشروب مسؤولة عن المشكلة وأن معدل الحموضة في المشروبات كافية لإذابة العظام مع الوقت".

وتابع: "هناك أيضًا مشروبات الكافيين، فالقهوة والشاي وبعض المشروبات الغازية تحتوي على مادة الكافيين، وشرب القهوة من الأمور الضرورية في حياة الكثير من الناس، لاسيما في فترة الصباح، إلا أنه يجب شرب القهوة بكمية معتدلة، لأنه وجد أن استهلاك الكثير من المشروبات المحتوية على الكافيين يؤدي إلى تسرب الكالسيوم خارج العظام"

وأكد "ضياء" أن إضافة الحليب للقهوة أو الشاي يساعد في تقليل تأثيرهما على امتصاص الكالسيوم.

وعن دور الملح والأطعمة الغنية بالبروتينات وتأثيرهما على هشاشة العظام فقال: "معروف أن الصوديوم يسبب إفرازًا مفرطًا للكالسيوم عبر الكلى، فكلما زاد تناول الأطعمة عالية الملوحة مثل النقانق والخبز والجبن ورقائق البطاطس واللحوم المعلبة زادت نسبة الكالسيوم المفقودة، حيث تبين ان تناول 1 غ من الملح قد يؤدي إلى فقدان 20-40 ملغ كالسيوم".

وأوضح أنه بالرغم من حاجتنا للبروتينات في نظامنا الغذائي لفوائدها العظيمة، إلا أن الإفراط في تناول البروتينات قد يأتي بنتائج عكسية، فهذه الأطعمة قد تتسبب في فرط إنتاج الكبريتات التي قد تتسبب في تسرب الكالسيوم خارج العظام، وفي دراسة منهجية عن العلاقة بين الأنماط الغذائية لاستهلاك اللحوم والأسماك وكثافة المعادن في العظام أو خطر الإصابة بالكسور نشرتها مجلة المغذيات Nutrients استنتجت أن التأثيرات السلبية على العظام المرتبطة بنمط النظام الغذائي للأسماك تكاد تكون معدومة، وفيما يتعلق بأنماط النظام الغذائي للحوم، فإن التأثيرات السلبية على العظام كانت مرتبطة باستهلاك اللحوم في سياق النظام الغذائي الغربي ولكن ليس في الأنظمة الغذائية المتوسطية والآسيوية.


قياس كثافة العظام


وعن التشخيص والوقاية وعلاج هشاشة العظام بين د. ضياء، أنه يتم تشخيص هشاشة العظام من خلال اختبارات مثل قياس كثافة العظام، والتي تقيس كمية المعادن في العظام وتساعد في تحديد مدى هشاشتها، أما الوقاية فينصح بالتغذية السليمة وتناول كميات كافية من الكالسيوم وفيتامين د، من خلال الأطعمة مثل الألبان، والخضروات الورقية، والأسماك، وممارسة الرياضة، فالقيام بتمارين رياضية بسيطة بشكل منتظم مثل المشي اليومي بمعدل 20-30 دقيقة أو الجري الخفيف يساعد على تقوية العضلات وبالتالي زيادة كثافة العظام.

ونسح بالإكثار من تناول الماء بمعدل لترين يومياً، وذلك لأن العضلة تتألف بنسبة 75% من المياه، حيث يمكن أن تخسر العضلة 10% من أدائها عندما تفقد 3% منها، ومن أهداف الإكثار من تناول الماء أيضاً التخفيف من تركيز البول، وتجنب التدخين، أما خيارات العلاج فتشمل الأدوية التي تساعد في زيادة كثافة العظام، والعلاج الهرموني ويمكن أن يكون مفيدًا للنساء بعد انقطاع الطمث، والعلاج الطبيعي لتحسين القوة والتوازن وتجنب السقوط.