سالم اليامي يكتب:


السياسي اللبناني المخضرم ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع قال أنه يجب أن يكون هناك حكومة في لبنان تدير الدولة ويجب أن يكون هناك رئيس جمهورية ويجب أن يكون السلاح في لبنان بيد الجيش اللبناني فقط كل هذا الكلام كان بمناسبة مؤتمر نظمه حزبه لرسم خارطة طريق لانقاذ لبنان كما يقال.
في لبنان حدثت دروس كثيرة لكن لا يعني أن يكون لدينا دروس أننا نستفيد منها أو نعتبر منها، في سبعينيات القرن الماضي برزت مشكلة في لبنان بسيطة و واضحة ويعزف سببها كل اللبنانيون وهي بروز قوى مادون الدولة تريد ممارسة السلطة يعني منافسة الدولة كان يغلب على هذه القوى انتماءاتها الفلسطينية ودعمها من قبل تيارات سياسية لبنانية معينة، ومعروفة ، وفي ذات الوقت وقف في وجه هذا التيار القوى اللبنانية المسيحية وهذا الوضع أفرز حربا دمرت لبنان لمدة عقد ونصف من الزمان حتى جاء الحل عبر مؤتمر الطائف الذي كان يعتمد على فكرة رئيسة هي ان يكون الكل تحت سلطة القانون وتحتكر الدولة استخدام القوة يعني بلا ميليشيات وبلا قوى خارجة عن سلطة النظام والقانون الذي كان يتبلور وإن كان بشكل بطيئ.
و بدأت في لبنان مرحلة جديدة وفتحت نوافذ كثيرة للاستقرار والاستثمار والبناء وصناعة المستقبل، لكن التطورات الاقليمية أفرزت من جديد أجسام موازية زرعت في أكثر من دولة عربية هدفها المعلن خدمة الناس والمشاركة في الحياة الاجتماعية ثم السياسية ومع الوقت وبسبب استخدام طرق شتى بينها الترغيب والترهيب والارهاب والتدمير برز في لبنان من جديد فاعل مادون الدولة سمى نفسه حزب وقدم نفسه للناس كممثل لقطاع من اللبنانيين في الوقت الذي بدأ نشاط ونفوذ وسلطة الحزب تتعاظم لاسباب كثيرة أبرزها الدعم السخي من الممول الاقليمي الذي من خلاله أصبح الحزب دولة داخل الدولة اللبنانية، وبدأ الحزب يمارس أدوار الدولة بشكل علني كلما ترسخت خططه ومايقدمه للناس من خدمات ومن خلال السيطرة على مواقع صناعة القرار بأي وسيلة كانت، زاد على ذلك أن الحزب وانا هنا أتحدث عن حزب الله اللبناني اختطف الدولة في لبنان واختطف موقع رئاسة الجمهورية الذي أصبح يدار بمعرفة الحزب.
الخطر الاكبر الذي جلبه الحزب على لبنان أن بدأ الحزب ينظر إلى نفسه ضمن المعادلة الاقليمية وخارج حدود لبنان .
@salemalyami