عبدالله العزمان يكتب:


نتعرض يوميا لتجارب مختلفة لقياس مدى قدرتنا على النجاح فيها، مهما اختلفت من حيث درجة السهولة أو الصعوبة. لذا، تجد أن البعض منا ينجح في تجاوزها، بينما يخفق البعض الآخر.
“أنت تستطيع ولكن لا تفعل” هو كتاب تحفيزي للكاتب أوريس سويت ماردن، يركز على أهمية الإرادة والقوة الداخلية في تحقيق النجاح. يعالج الكتاب واحدة من أكثر القضايا التي يواجهها الناس شيوعًا، ألا وهي، أن القدرة على الإنجاز موجودة، ولكن الخوف أو التردد يحول دون أن يتخذ الناس الخطوات الفعلية لتحقيق أهدافهم.
ويرى الكاتب أن السبب الذي يدفع الكثيرين إلى التقاعس عن تحقيق أحلامهم، أنهم يخشون من الفشل أو يعانون عدم الثقة بالنفس. هذا الخوف،وفقًا له، هو ما يكون حائلاً بين الإنسان ونجاحه. ويؤكد ماردن أن العديد من الأشخاص يمتلكون القدرات والإمكانات لتحقيق أمور عظيمة، لكنهم يفتقرون إلى الجرأة والإرادة لمجرد المحاولة.
يبرز الكتاب فكرة أن النجاح ليس فقط نتاجًا للمهارة أو الذكاء، بل هو في الأساس نتيجة للإصرار والعزيمة، ويرى أن الأشخاص الذين يحققون نجاحات كبيرة، ليسوا بالضرورة الأكثر موهبة، بل هم أولئك الذين يتخذون الخطوات الفعلية نحو تحقيق أهدافهم، بغض النظر عن العقبات التي قدتواجههم، فإذا كنت تمتلك القدرة ولكن لا تستخدمها، فإنك تضع نفسك في مأزق لا يختلف عن العجز الحقيقي.
إحدى النقاط المهمة التي يركز عليها الكتاب هي كيفية التغلب على الشك الذاتي، فالمرء منا، ينبغي له ألّا ينتظر الوقت المثالي أو الظروف المثالية للبدء، بل يجب عليه المبادرة واستغلال كل فرصة ممكنة والعمل بشجاعة والابتعاد عن الأعذار والشكوك.
ويستخدم الكاتب العديد من الأمثلة والقصص الواقعية لأشخاص حققوا نجاحات بالرغْم من التحديات الكبيرة، مؤكدًا أن التغيير يبدأ دائمًا من داخل الإنسان، كما يسلط الضوء على أهمية تطوير الانضباط الذاتي والإيمانبالقدرة على التغيير، مشيرًا إلى أن النجاح يبدأ عندما يقرر الفرد أنه يريد تحقيقه حقًا، ويبدأ بالعمل الجاد من أجل ذلك، وقد أورد الكاتب عددا من القصص المبهرة على الاصرار والنجاح، منها قصة فرانك لينتس، الذي فقد ساقيه في حادث، لكنه لم يدع إعاقته تمنعه من تحقيق النجاح، فبدلاً من الشعور بالهزيمة، استمر في التركيز على أهدافه الرياضية وأصبح متسابقًا عالميًا في ألعاب القُوَى لذوي الاحتياجات الخاصة.
باختصار، “أنت تستطيع ولكن لا تفعل”، هو نداء لتحرير القدرات الكامنة واتخاذ الإجراءات لتحقيق الأحلام.
قال الشاعر
مَن راقَبَ الناسَ ماتَ غَمّاً.. وَفازَ بِاللّذَّةِ الجَسورُ
لَولا مُنى العاشِقينَ ماتوا.. غَمّاً وَبَعضُ المُنى غُرورُ
@azmani21