عبدالكريم الفالح


الحلم الأمريكي يُعتبر مفهوماً اجتماعياً وثقافياً متجذراً في تاريخ الولايات المتحدة، ويعبر عن السعي لتحقيق النجاح والحرية والرفاهية من خلال العمل الجاد والفرص المتاحة للجميع.
الحلم الأمريكي لم يكن من صنع شخص أو مجموعة معينة بل تطور بشكل طبيعي نتيجة لعوامل تاريخية وسياسية واقتصادية واجتماعية متعددة أبرزها الرؤية المبكرة للمستعمرين الأوائل، فقد كان هناك حلم بتحقيق الحرية الدينية والاقتصادية، وساهمت الثورة الأمريكية في تعزيز فكرة الحلم الأمريكي إضافة إلى الثورة الصناعية والازدهار الاقتصادي بعد الحرب العالمية الثانية
علماء النفس ساهموا في تشكيل الحلم الأمريكي، ومن أبرز هذه الأسماء «أبراهام ماسلو» الذي طوّر نظرية الحاجات الإنسانية المشهورة «هرم ماسلو» ، و»كارل روجرز» وهو من رواد العلاج النفسي القائم على الشخص، و»ريك فروم» رغم أنه كان ناقدا للرأسمالية، فإن أبحاثه حول الحرية والهروب من الاستبداد والفردية ساهمت في نقاشات ما بعد الحرب.
ولا يمكن أن ننسى في هذا الإطار «بي إف سكينر» الرائد في مجال السلوكية حيث ركز على دور البيئة في تشكيل السلوك، هذه الشخصيات وغيرها ساهمت في تأطير الحلم الأمريكي من منظور نفسي واجتماعي، ما ساعد على دعم فكرة تحقيق النجاح الشخصي والمجتمعي بعد الحرب.
ومع تطور الزمن، لم يعد الحلم الأمريكي مقتصراً على الولايات المتحدة فقط، بل أصبح مثالاً عالمياً يُقتدى به، خصوصاً في مجالات الحرية الاقتصادية والاجتماعية. هذا الحلم جذب ملايين المهاجرين الباحثين عن فرص أفضل في التعليم والعمل والاستقرار في الولايات المتحدة.
على الرغم من النجاح الذي حققه الكثيرون من خلال هذا الحلم، إلا أن البعض يرى أن الفجوة الاقتصادية المتزايدة وعدم المساواة الاجتماعية اليوم قد تؤدي إلى تآكل الحلم الأمريكي، مما يثير تساؤلات حول استمرارية هذا المفهوم في المستقبل، وبذلك أصبح الحلم الأمريكي في خطر.
@karimalfaleh