د. لمياء البراهيم


مع تغير الفصول، تبدأ الأمراض الموسمية بالانتشار بشكل ملحوظ، ويصبح التحدي الأكبر هو كيفية حماية أنفسنا من هذه الأمراض التي تتكرر سنويًا.
في السعودية، تُعدّ الأمراض المعدية مثل الإنفلونزا الموسمية ونزلات البرد من أكثر الأمراض الموسمية شيوعًا، إلى جانب أمراض أخرى مثل الحساسية والتهابات الجهاز التنفسي، فما هي أسباب انتشارها؟ وكيف يمكن التمييز بينها وبين نزلات البرد العادية؟
تتميز الأمراض الموسمية مثل الإنفلونزا عن نزلات البرد بحدة الأعراض، فبينما تكون أعراض نزلات البرد أقل حدة وتتركز في الأنف والحلق، تترافق الإنفلونزا بارتفاع في الحرارة وآلام شديدة في العضلات والشعور بالتعب العام.
يمكن التفريق بينهما بناءً على شدة الأعراض ومدتها، فعادة ما تزول نزلات البرد بسرعة دون الحاجة إلى تدخل طبي، بينما قد تتطلب الإنفلونزا الراحة التامة أو حتى استشارة الطبيب في بعض الحالات وقد تتطور إلى مشاكل صحية أكثر تعقيداً تتطلب التنويم في المستشفى.
إن اللقاحات تلعب دورًا مهمًا في الوقاية من الإنفلونزا الموسمية. وعلى الرغم من أنها لا توفر حماية كاملة ضد جميع الفيروسات وتجدد سنوياُ إلا أنها تقلل بشكل كبير من حدة الإصابة ومن فرص الإصابة بالمضاعفات الخطيرة.
ومع ذلك، ليست اللقاحات هي الطريقة الوحيدة للحماية؛ فاتباع نمط حياة صحي، بما في ذلك غسل اليدين بانتظام، تجنب الأماكن المزدحمة، أو لبس الكمامة ، وتهوية المنازل، يسهم في تقليل احتمالية الإصابة.
الوقاية من الأنفلونزا الموسمية تشمل التطعيم باللقاح الذي يتوفر في مراكز الرعاية الصحية الأولية في المملكة مجانا ،إضافة لأنه يمكن طلب التطعيم منزلياً عبر تطبيق عيادات سنار.
لقاح الانفلونزا الموسمية هو جزء من فيروس ميت لتنشيط المناعة الداخلية وتقليل المضاعفات ويوصى به للفئات الأكثر عرضة للإصابة بالأمراض الموسمية وهم كبار السن من يزيدون عن عمر 65 سنة، والأطفال الأقل من خمس سنوات، وأصحاب الأمراض المزمنة والتنفسية، ومن يعانون من مشاكل صحية تؤثر على المناعة، الحوامل، وكذلك الممارسين الصحيين ومن يتعامل مع الأطفال والمسنين بشكل مباشر أو الفئات المذكورة.
معظم الأدوية التي توصف للأمراض الموسمية يمكن أخذها بدون وصفة طبية لمعالجة الأعراض، ولكن إذا استمرت الأعراض لأكثر من أسبوع أو ازدادت حدة مثل ارتفاع شديد في درجة الحرارة أو صعوبة في التنفس، فإنها علامة على ضرورة زيارة الطبيب.
العلاج المناسب يشمل الراحة، شرب السوائل بكثرة، وتناول الأدوية المسكنة للأعراض مثل خافضات الحرارة ومضادات لاحتقان وأدوية الحساسية وعلاجات الكحة.
تغير المناخ أيضًا يلعب دورًا كبيرًا في انتشار الأمراض الموسمية. إذ تؤدي التقلبات المفاجئة في درجات الحرارة إلى زيادة فرص الإصابة بالفيروسات، مما يجعل الوقاية أمرًا أساسيًا على مدار العام. ولهذا، فإن حملات التوعية الصحية التي تقدمها المنظمات الصحية هي جزء مهم من مواجهة هذا التحدي، حيث تقدم النصائح الضرورية للتعامل مع هذه الأمراض وتقليل انتشارها.
لا شك أن الأمراض الموسمية جزء من حياتنا، ولكن يمكن تقليل تأثيرها من خلال الوعي الصحي والالتزام بالإجراءات الوقائية. فالحفاظ على الصحة يبدأ من الرعاية الذاتية واتباع العادات الصحية السليمة في الحياة اليومية.
@DrLalibrahim