ليس من السهل البناء من لا شيء، إلا ان الصين كسبت الرهان وتخطت العالم بصادرتها الصناعية ومن لا شيء. فالصين الخارجة من الحرب محطمة ضلت تعاني من الفقر ولسنوات طوال. إلى أن أرادت تغير نمط إدارة الاقتصاد إلى الاقتصاد الحر المقيد فتخطت بذلك العديد من الدول الغربية بصادراتها وإلى مختلف أنحاء العالم بسلع مختلفة. صغيرها وكبيرها. وأسست مدنا صناعية تنتج العديد من المنتجات وسهلت الصادرات للقطاع الخاص وبعدة سبل فانطلقت لتثري خزينة الدولة بعوائد الواردات بالدولار الأمريكي.
إلا أن الزائر للصين ينصدم بتقوقعها عن العالم فلا هم يتحدثون لغات ولا هي وجهة سياحية فلم تؤهل نفسها لذلك. ودعوني هنا أتحدث عن زيارتي لها وأكمل المشاهدات بما تحدث فيه بمقال سابق.
كانت زيارتي لمدينة كوانجو الصينية هي لزيارة معرض كانتون الدولي وهو الأكبر بالصين وربما العالم، حيث تعرض فيه مختلف البضائع والمعدات ويستمر لمدة ثلاثة أسابيع، لكل أسبوع تعرض فيه سلع معينة ويقام مرتين بالعام. هذا المعرض بدأ عام 1957 وهو الأقدم في الصين، كذلك مدينة كوانجو فهي الأولى قديما في استقبال المراكب الأوروبية والعربية وقد شاهدت لوح ضريح في متحفها كتب بالعربية، وكانت كوانجو أول بلد استقبل الدين المسيحي في الصين وكذلك الأفكار الغربية والتي منها الشيوعية، وميناءها كان قديما الأوحد وساهم في نقل بضائعها من الخزف والحرير وإلى الدول الأوروبية.
للذهاب للمعرض يجب على الزائر التسجيل وكما فعلنا كان هناك ترتيب من الفندق الذي نزلنا فيه باستخراج بطاقات تؤهلنا لدخول المعرض، التاكسي متوفرة للذهاب إلا أن يجب الإنتباه أنهم لا يستقبلون كروتنا الائتمانية إلا كروتهم وعلى بنوكهم المحلية، ولديهم شيء شبيه بالباي وهو عبارة عن تطبيق له طريقة تمكنك من السحب المباشر من الحساب السعودي بما لا يتجاوز الخمسمائة ريال للعملية الواحدة. المعرض عندما تدخله مدهش وهو لا يشابه أي معرض آخر في العالم، ويوجد أكثر من 3 قاعات ضخمة متجاورة ومتعددة الأدوار بدت وكأنها مدينة صغيرة. وللتقريب الصالة هي بمساحة تقارب معارض الرياض إلا أنها متعددة الأدوار، كذلك يلتصق بمثلها مبنيان يوازيها مساحة. فهو معرض ضخم لا يشابهه شيء في العالم كمساحة وعدد عارضين، المعرض كان منظما جدا .
ورغم المعرض الجميل والبلد النظيفة إلا أن الطعام هناك فيه مشكلة، فأكلهم لا يؤكل ولا تشتهيه الأنفس، وأغلبه بقايا البحر أو به لحم الخنزير، وقد أسعفنا قبل رحيلنا والعودة للوطن أحد الشخصيات الأحسائية - جزاه الله كل خير - حيث شاهدت مقطعا له صدفة بسناب فتواصلت معه وأخبرني عن شارع يطلق علية شارع العرب كله مطاعم شرقية. وكذلك كان ففيه مطاعم تركية وسورية وأيضا حضرمية ولديهم توصيل.
من الزيارة في كوانجو كسائح لديهم متحفا ضخما جميل توجد فيه الفخاريات الجميلة وعرضا للتراث المادي فيه بعض الآثار القديمة، كذلك شارع آخر كله قناديل مضيئة ومطاعم بأكلاتهم المحلية.
وفي الختام، أشجع كل مبتدئ تجارة أو صناعة الذهاب إلي هذا المعرض مما يلهم الأفكار ويشع على العمل والتجارة.
@SaudAlgosaibi