تكرر كثيراً التوعية بعدم صدق حياة «الشاشات المتنقلة» وبأنها مجرد لقطات مختارة بعناية لتظهر جانب قد يكون غير موجود أو جانب لحبكة اخراجيه مُعدة مسبقاً، ومدروسة؛ لدرجة بأن من بث هذا المشهد يرجو أن يكون حقيقي في حياته!
كمعلومة هي لدينا، ونوقن بصدقها، ولكن بعض الأنفس تأبى أن يسيطر عليها التغافل عن هذه اللقطات، وتمضية الوقت برؤيتها دون مشاعر تنعقد عليها؛ وينجبر مُشاهدها بالمقارنة والتحسر على الحال.
ومن خارج لقطات برامج التواصل الاجتماعي، وفي الحياة الواقعية تحديداً؛ ننصدم بمدى هالتنا التي صُنعت دون جهد منّا أو دراسة؛ نشأت حول من يعرفنا؛ بلقطات عفوية أو حتى معلومات تصل إليهم من نقّال العلوم؛ وهي في الحقيقة ليست بهذا الحجم الذي كبروه الناس! وصدق من قال «صيت غنى ولا صيت فقر» ولكن الأحكام والمداولات التي تُصَّدر من معلومة غير حقيقية قد تؤذي أكثر من كونها مفيدة؛ وفي هذه المواقف تحديداً تحتاج إلى لحظة تأمل للصورة الذهنية التي بُنيت عنك لدى من حولك! وتسأل نفسك قليلاً عن مسبباتها وكيف بُنيت! ومنها تعيد النظر إليهم وإلى من تقضي وقت فراغك في مشاهدتهم! وأجب عن السؤال: كم نسبة الحقيقة؟
ربط الناس حياتهم في تحقيق ما يشاهدوه، ليعيشوا الحلم، ولكن هل الحلم حقيقة! وهل أبطال هذا الحلم موجودين في الواقع! وهل مؤثرات ومكونات الحلم موجودة! وهل الحالم هو ذاته حقيقي! قد يأتيك من يقول لك: الأقدار موكلة بالمنطق، فيظل يحيط نفسه بأحلام يقظة حتى تفنى حياته وهو في انتظار الحلم.
لا ضير في تمسكك بأهدافك حتى إن كانت مستحيلة، ولا ضير في تكرار تذكير نفسك بها، ولكن الأهداف تحتاج إلى السعي بخطوات واضحة، وقد تكون أهم محفزات التحقيق بعد السعي، هي صفاء النية وبياض القلب؛ فلا تحسد أحدهم أو تحقد عليه، لأنه يعيش حلمك دون مجهود منه، وتريد التوفيق في سعيك!
من السهل جداً أن تتمدد في مكان مريح، وتتحرك ذهنياً إلى حلمك وتعيش يومياتك التي تختارها وتتقمص الشخصية التي تريدها، وتختار المكان والناس والعوامل التي ترفع السعادة لديك وانت «منسدح» وهنا يأتي وقت السؤال الثاني الذي تحتاج إلى الإجابة عنه: كم نسبة الإحباط التي وصلت إليها عندما فتحت عينك عائداً إلى واقعك؟
@2khwater