خالد الشنيبر


تعتبر الحملات الوطنية من أهم الوسائل التي تستخدمها الدول لإبراز إنجازاتها، ودعم قنوات التواصل مع المحيط الداخلي والخارجي، وتلعب هذه الحملات دوراً حيوياً في بناء الوعي العام وتشجيع المشاركة المجتمعية بالإضافة لتعزيز الهوية الوطنية، وفي هذا المقال سأتطرق لأهمية تلك الحملات وتأثيرها الذي لا يمكن إنكاره سواء كان ذلك على المستوى المحلي أو الدولي.
إحدى المبادرات المهمة في برنامج التحول الوطني والتي لفتت انتباهي هي مبادرة «الحملات الوطنية»، والتي تهدف لتخطيط وتنفيذ وتنظيم الحملات الوطنية لإبراز إنجازات المملكة ودعم رؤيتها، مما يعزز من رفع مستويات التواصل مع المواطنين، ورفع مستوى الشفافية للأجهزة الحكومية، وتعمل المبادرة على تطوير الكفاءات البشرية في مجال الإعلام والعلاقات العامة، وتستثمر العلاقات الإعلامية والمنصات الرقمية في النشر والتأثير.
في ظل تحقيق المملكة لنجاحات متعددة على المستويات المحلية والدولية في كافة الأصعدة، نجد هناك حملات إعلامية معادية للتشكيك في تلك الإنجازات، وهذا الأمر ليس بمستغرب على أعداء المملكة، ولن يقلل من سرعة وتوجه مسار رؤية المملكة في ظل ارتفاع الوعي المجتمعي وثقتهم في ولاة الأمر ومتانة الاقتصاد السعودي، ولذلك نجد أن هذه المبادرة هي الوسيلة الفعالة للرد على هذا الهجوم بشكل إيجابي وبنّاء، من خلال تسليط الضوء على الجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة لتحقيق التقدم والرفاهية لمواطنيها وللمجتمع الدولي بشكل عام.
خلال السنوات المقبلة ستحتضن المملكة العديد من المناسبات العالمية التي ستكون حديث العالم وتستقطب الأنظار العالمية، ومن تلك المناسبات فعاليات الأكسبو وكأس العالم لكرة القدم بالإضافة لكأس آسيا والألعاب الآسيوية الشتوية، وأيضاً هناك العديد من المشاريع الضخمة التي أعلنت عنها المملكة ضمن رؤيتها وسيتم اطلاقها خلال الفترة القادمة، وجميع ما ذُكر يتطلب حملات وطنية مكثفة بمختلف اللغات، وذلك بتوجيه رسائل مفهومة وملهمة تعكس التطورات والإنجازات التي تحققت في مختلف المجالات.
من ضمن تلك الحملات، أرى كوجهة نظر شخصية أهمية بأن يكون لكل جهة حكومية أذرع متخصصة من الكفاءات والخبرات الوطنية المختصة في مجال الجهة نفسها، وذلك لتسليط الضوء على إنجازات الجهة التي تم تحقيقها من ضمن مستهدفات الرؤية، والهدف من ذلك بناء خط ثاني يساهم في شرح الإنجازات التي تم تحقيقها بلغة مجتمعية مبسطة وإيصالها لكافة شرائح المجتمع، وبالإضافة لذلك تتم الاستعانة بتلك الأذرع للتواجد الفعال للتواصل بجميع اللغات مع المحيط الخارجي.
في عالم مليء بالتحديات والتعقيدات وكثرة المشككين، سيساهم وجود الأذرع المتخصصة من الكفاءات والخبرات الوطنية في شرح الإيجابيات والسلبيات بشكل واضح، وذلك من خلال فهمهم العميق للتوجهات وتأثيرها، وتفسيرها بطريقة تعبر عن رؤية وتطلعات المجتمع المحلي، مما يجعل الرسائل التي ينقلونها أكثر فعالية وتأثيرًا مما يزيد من قبولها وتأثيرها الإيجابي.
في ظل تطورات العصر الحديث وتغيرات الاتصال ووسائل الإعلام، أرى كمقترح أن يتم انشاء برنامج «بودكاست» خاص لكل جهة حكومية، ويتم من خلال حلقاته استضافة تلك الأذرع المتخصصة والخبيرة في مجال كل جهة، ومناقشتهم في أثر تطبيق المبادرات الخاصة بكل جهة بكل شفافية، مما يساهم في رفع مستويات الثقافة المجتمعية، وابراز الجهود المبذولة من ضمن رؤية المملكة.
ختاماً؛ في الفترة القادمة ستكون تلك الأذرع المتخصصة جزءًا حيويًا من النظام الإعلامي محلياً وعالمياً، خاصة في ظل تعدد الآراء والمداخلات، ومن هنا أرى الأهمية في توسيع دائرة هذه المبادرة، وتطبيقها بشكل عاجل وفعال.
@Khaled_Bn_Moh