مطلق العنزي يكتب:


من الطبيعي أن ينشأ في المجتمعات السوية شواذ ومنحرفون، لكن لا يجدون مكاناً ولا جمهوراً، بل المجتمعات الكريمة، غريزياً تعزلهم وتطردهم، إن لم تتمكن من تقويمهم. لكن يبدو أن المفاهيم والمسلمات تنقلب وتتبدل، إذ، يا للهول، يجد الشواذ والمنحرفون مؤيدين ومصفقين، بل وجماهير، تزيدهم خبالاً وتطلب المزيد من عروض الانحطاط.
تطفو على مسرح شبكات التواصل الاجتماعي، شريحة من المنحرفين السبابين والشتامين والسواقط، لا ينطقون إلا ببذاءة القول وسوء الأخلاق، واتخذوا من ذلك وظيفة لكسب العيش وملء البطون بالمال السام والسحت المبين.
ليس ذلك فحسب، بل هؤلاء السبابون تحولوا إلى نجوم وتتوسع جماهيرياتهم، كلما أمنعوا في السوء والفسق. وكلما زادوا من جرعات البذاءة زادت أعداد المصفقين لهم. بل مثلوا نماذج لآخرين، حتى أن آخرين بدأوا يتعمدون البذاءة والسباب كي يحظوا بالشهرة والجماهيرية. وذلك ولا ريب يمثل تحولاً خطيراً في ذوائق الجماهير وتغييراً في «مخيخات» الناس وأذهانهم، ليتساوى السلبي والإيجابي، والمحترم والبذيء واللص والأمين.
محمد ناصر، ومعتز مطر، وسلامة عبدالقوي، وحفيظ دراجي، وعبدالله الشريف، و«الدكتور» حذيفة عبدالله عزام، وغيرهم، من متأزمين ومنافقين وممثلين فاشلين ومشردين، لا طرح لهم ولا فكر سوى الشتم والسباب والطعن بالأعراض واختراع الأكاذيب والصاقها، بالذات، في المملكة ومصر والامارات. بل الذي يشاهدهم لا يتوقع منهم إلا وصلات من الشتم والاكاذيب.
هؤلاء الذي يكادون لا يعرفون ويقبعون في طبقات ظلمات المجهول، وجدوا في الشتم والسباب سر الجماهيرية والإعجاب، فبدأوا حملات يومية واسعة من الردح.
والسؤال ليس هؤلاء السواقط، فأمثالهم شذوذ طبيعي في الفكر والطرح، وقد جربت المجتمعات، بطول التاريخ وعرضه، هذه النوعيات الساقطة ولفظتها.
يمكن أن يجد الشتام الجانح إعجاباً من منحرفين أمثاله، الذين يستسيغون هذا الانحطاط. لكن السؤال المحير هو كيف يقبل جمهور واسع على استهلاك هذه النوع من الدناءة التي يعف عن سماعها الكرام، فضلاً عن التصفيق لها. ولو لم يكن لهؤلاء الشتامون مؤيدين ومصفقين لما تمادوا في بذاءاتهم وأكاذيبهم واختلاقاتهم.
*وتر
تعبر البهية أمواج السراب
ومسافات الهجير..
تقطع المفازات، كثيباً كثيباً، وغديراً غديراً..
وخمائل واحات خضر،
@malanzi3