د. شلاش الضبعان يكتب:


ابني العزيز/ ابنتي الغالية
أتمنى أن تدركا أن بيتنا ليس شركة، وأنني أنا أبوك ولست مديرك، وأمك والدتك وليست مساعدة المدير، ولذلك لا يجب أن يكون أسلوب تعاملكما في البيت أن تقدمان مقابل ما تأخذان، وتطالبان على قدر ما تقدمان.
فإذا طلبتم ولم نستطع التنفيذ غضبتم وأضربتم، وقد ترفعان أصواتكما، وإذا قدمت براً طالبتم بالمقابل، بل وقد تغضبان على بقية إخوتكم لقيامكم بواجبكم تجاه والدتكم أو والدكم وهم لم يقوموا بواجبهم.
وهناك – يا بني ويا بنتي- ما هو أسوأ من تعامل موظف الشركة مع الشركة، فبعض الأبناء يأخذ ولا يعطي، يعيش في البيت ليأكل ويشرب بينما وقته مع أصدقائه والبيت كله على والده، حتى إذا أتيت مجلس الوالد لم تجد الولد، وبعض البنات مشغولة بجوالها بينما العمل كله على الوالدة، ولو تأخرت وجبة أو دفع قيمة طلب من طلباتها لأقامت الدنيا ولم تقعدها.
وهناك ما هو أسوأ وأسوأ، فالبعض ينقل طريقة تعامل والده معه إلى القريب والبعيد، والبنت تُخبر بما يجري في بيتها كل من هب ودب، وقد يصدقان كلام الآخرين في والديهم ويتخذان بناءً على ذلك مواقف.
يجب أن يدرك كل ابن وابنة أنهما مأموران أمراً شرعياً لا لبس فيه ببر والديهما مهما كان فعل الوالدين معهما، فقد قرن الله حقهما بحقه، «وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً» وقال سبحانه «أنِ أشكر لي ولوالديك إلي المصير»، وقال المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم «ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ -ثلاث مرات- قلنا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وكان متكئًا فجلس، فقال: ألا وقول الزور ألا وشهادة الزور»
الله جل جلاله أمر ببر الوالدين حتى ولو ضعفا ولم يقدما شيئاً «إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً»، وحتى بعد وفاتهما لا يتوقف البر، فقد سئل ﷺ فقيل: يا رسول الله! هل بقي من بر والدي شيء أبرهما به بعد وفاتهما؟ قال: نعم، الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما، وإكرام صديقهما».
أتمنى من كل ابن وابنة أن يعيد النظر في علاقته بأهله، من أجله لا من أجلهم
@shlash2020

إقرأ أيضاً في كلمة ومقال