اليوم: نورهان محمود

مع اقتراب دونالد ترامب من تولي منصب الرئاسة مجددًا في يناير 2025، تزداد المخاوف من تعاظم نفوذ رجال الأعمال في تشكيل السياسات الأمريكية، لا سيما إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركات تسلا وسبيس إكس وإكس (تويتر سابقًا). ويثير التقارب المتزايد بين ماسك وإدارة ترامب تساؤلات حول إمكانية تداخل السلطة السياسية بالمصالح الاقتصادية، وفق ما ذكرته منصة "ذا وايلد ريبورتر" على موقعها.

دور ماسك في تشكيل السياسات

يُعرف ماسك بعلاقاته القوية مع النخب السياسية في واشنطن، والتي تعززت خلال ولاية ترامب السابقة. وتشير تقارير إلى أن ماسك قد يلعب دورًا رئيسيًا في صياغة سياسات تكنولوجية واستراتيجية خلال إدارة ترامب الجديدة، خاصة في مجالات الفضاء والطاقة والذكاء الاصطناعي.
اقرأ أيضاً: مهمة ضد البيروقراطية.. ما دور إيلون ماسك في حكومة ترامب؟

ومن المتوقع أن تكون شركات ماسك المستفيد الأكبر من أي سياسات حكومية تعزز الابتكار التكنولوجي، حيث تعكف إدارة ترامب على وضع خطط لتوسيع برامج الفضاء وتطوير الطاقة النظيفة، وهي المجالات التي يتصدر ماسك فيها المشهد.

مخاوف من تداخل المصالح

أثار هذا النفوذ المتزايد انتقادات واسعة من قبل المعارضة وبعض الأوساط الأكاديمية، الذين يرون أن هذه العلاقة قد تؤدي إلى تداخل المصالح بين المال والسياسة. بما في ذلك منح عقود حكومية، إذ يُخشى أن تحصل شركات ماسك على عقود حكومية كبيرة دون منافسة عادلة، مما قد يعزز من هيمنته الاقتصادية.

ويضاف إلى ذلك سيطرة ماسك على منصات التواصل، فبصفته مالكًا لمنصة "إكس"، تزايدت الانتقادات حول إمكانية استخدامها للتأثير على الخطاب العام لصالح سياسات إدارة ترامب أو حتى الترويج لأجندات محددة.
اقرأ أيضاً: تقارير: ثروة ماسك تقفز إلى 350 مليار دولار منذ انتخابات 5 نوفمبر
واحتكار الابتكار، حيث قد تؤدي هذه العلاقة إلى تركيز القوة الاقتصادية والتكنولوجية في يد عدد محدود من الشركات الكبرى، مما يُضعف المنافسة في السوق الأمريكي، وخاصة في سوق سيارات القيادة الذاتية.

ردود فعل البيت الأبيض وماسك

من جانبه، نفت مصادر مقربة من إدارة ترامب وجود أي تداخل بين السياسات الحكومية ومصالح ماسك، مؤكدة أن التعاون معه يستند إلى قدرته على تقديم حلول تكنولوجية مبتكرة تلبي احتياجات البلاد.

في المقابل، اعتبر ماسك أن دوره في تطوير قطاعات التكنولوجيا والطاقة والفضاء يمثل "مساهمة وطنية"، مشددًا على أن نجاح مشاريعه يصب في مصلحة الاقتصاد الأمريكي.

تحديات قانونية وأخلاقية

ورغم النفي الرسمي، يدعو محللون إلى ضرورة وضع قوانين أكثر صرامة للحد من نفوذ رجال الأعمال في السياسة، مطالبين بزيادة الشفافية حول كيفية منح العقود الحكومية والحد من تأثير منصات التواصل الاجتماعي على الديمقراطية.

وبينما يُنظر إلى إيلون ماسك باعتباره رمزًا للابتكار الأمريكي، يظل نفوذه المتزايد في دوائر صنع القرار مثار جدل. ومع عودة ترامب إلى البيت الأبيض، ستبقى العلاقة بين المال والسلطة تحت المجهر، وسط دعوات للحفاظ على التوازن بين دعم الاقتصاد وحماية الديمقراطية من تداخل المصالح.