في الحياة معتركات كثيرة، في المنزل والعمل والدراسة والوظيفة وحتى الفراغ والسفر والأصدقاء والأقارب والأسرة، كل منهم مهم ويمر بفترات حرجة، هذه الفترات هي المكون الأساسي للخبرة والتجربة وصقل القدرات والمهارات، لا أحد يتعلم حين تسير الأمور بشكل طبيعي دون أي عقبات أو مشاكل، الدروس تظهر في الأوقات، الحرجة وكيفية التعلم فيها ومنها بل وحتى بعدها حين مراجعة طريقة التصرف وتقييمها وتأكيد صوابها وتقويم خطأها، يقال السماء الصافية لا تصنع طياراً ماهراً .
المهارة تكون وتظهر بل قد تكتشف عن الشدة، قد يكون عندك مخزون هائل من القدرات التي لا تعرفها ولكن الوقت لم يكن كفيلا بإظهارها حتى جاء الحرج الذي أطلق ما تكنه من مخزون لم تكتشفه. الطيار الماهر هو الذي يتجاوز المطبات الهوائية ويطير وسط الرياح والأمطار والطقوس غير الإعتيادية بعدها تصنع منه طيارا ماهرا، الوقت الطبيعي ليس دليلا ولا حكما كافيا ليعطيك الصورة الحقيقة، كم من أناس هم جميلون في الأحوال الطبيعية ولكنهم مختلفون تماما في أحوال آخرى، كم من شخص ساكت لا يكثر الكلام حدث أمر أخرج ما به لتتفاجأ بأنه إنسان آخر وكم من شخص ظننته في السلم صديقا وإذا بالشدة هو ناكر لكل شيء، وعلى العكس من ذلك كم من شخص لم تتوقع منه الكثير ثم وجدته أول من يقف معك في شدتك ساندا وداعما لك، لذلك المحكات هي مختبر الحياة لكل من حولك بل أنت وأنا أولهم هل نتغير أم لا، وإن تغيرنا هل للأفضل أم لا، يقولون في الأثر، الناس في الطمأنينة سواء فإذا جاءت المحن تباينوا، ويقولون أيضا ما أكثر الصحاب حين تعدهم ولكنهم في النائبات قليل.
وأختم بقولهم كذلك، لولا صروف الدهر ما سقطت الأقنعة، كل هذه حكم هي دروس من صفحات الزمان الذكي من استفاد منها وعلم نفسه قبل غيره وإذا أراد أن تصبح سماءه صافية فعليه أن يلبدها بالتجارب والمحكات، وحتى ألقاكم الأسبوع المقبل أودعكم قائلا «النيات الطيبة لا تخسر أبدا».. في أمان الله.
@Majid_alsuhaimi