شيخة العامودي تكتب:


دقيقة صمت التزمت بها قبل أن أبدأ كتابة منشوري؛ وأرجو أن تلتزم بها قبل أن تبدأ قراءته، و بعدها سأتحدث عن كلمة بحثت لها عن تشبيه لأصف نظرة شعوري اتجاهها و جربت كثيرا فلم أفلح فهي تبدأ بشر وتمضي بشر وتؤل لشر، كلمة « الظلم»هذه الكلمة بكل مرادفاتها ومعانيها تعجز التشبيهات أن تقترن ووجه الشبه فيها، ففي بداية بحثي عن ضالة تناسبها فكرت أن أشبهها بقاع البحر المخيف المميت فوجدت في ذاك القاع من يعيش والظلم ميت ومميت، ثم قلت سأشبهها بالإعصار فوجدت بعد دمار الأعاصير بناء و الظلم إن هدم أركان الإنسان أصبح أرضية غير صالحة لإعادة الإعمار، فكرت أن أشبهها بقبور الطغاة و لكني فطنت إلى أن بعد الموت بعثا .
الظلم إن دخل قلبا أماته موتا لايصلح لإعادة الحياة، ثم قلت إن الظلم قد يشبه إبليس و لكني تذكرت إن إبليس عصى بعد إيمان و لدغه الغرور والتكبر فتسعر فيه الكفر ونفث سموم الطغيان وأهلك البشر بالوسواس أما الظلم فهو مخلوق من تكبر وطغيان يجري في عروقه الأذى والدمار تلك نشأته ولم يذكر له حتى خيرا وإن كان على سبيل المثال.
الظلم، نعم خير ما يوصف به وصف الرسول عليه الصلاة والسلام* بأنه « ظلمات» ظلمة عقل وظلمة روح وظلمة قرارات وظلمة بصيرة و فؤاد لاينبض بل تقرع فيه على التوالي الأحقاد.
أنا لا أفهم كيف يبرر الإنسان الظلم لإنسان؟! ولا أفهم كيف يستطيع الظالم أن يلقب نفسه بمخلوق حي وقلبه لا شعور فيه ولا إحساس؟! كيف للظالم أن يتنفس وقد قرأ أو سمع قوله تعالى» يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا - أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ - وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ» المجادلة آية 6،
كيف لم يتدبر درجات النار و الزمهرير و أوصاف لها كثير ويفهم أن الله خلقها كي يسقي في الآخرة الظُلام ما سقوه بمقدار لاينقص ولايزيد، فهو العدل
و» الله ليس بظلام للعبيد».
@ALAmoudiSheika