عشر سنوات تفصلنا عن الحلم الذي أصبح حقيقة وواقعا، بعد عشية الإعلان التاريخي لمنح المملكة العربية السعودية رسميا حق استضافة «مونديال» كأس العالم 2034.
كان وقع التتويج كبيراً في النفس، فقد عم الفرح والزهو بهذا البلد الطموح، والذي تتحقق رؤياه لإنجازات ومستهدفات حقيقية، إنها بلدي والتي سوف تستقبل العالم باستثناء، فهي ستكون أول دولة في التاريخ تستضيف بمفردها النسخة الأكبر من بطولة كأس العالم، والتي ستشهد مشاركة 48 منتخباً دوليا في خمس مدن لاستضافة مباريات البطولة، هذه النسخة أتت بشعار «معا ننمو» لتجسيد المعاني الرابطة بين هذا الشعب المضياف والشعوب المحبة لكرة القدم من الأقطار جميعهم، هذا الحدث الرياضي سوف تؤثر عوائده الاستراتيجية البالغة الأهمية والمكاسب العديدة على المدى البعيد في دعم كل المجالات الاقتصادية منها والثقافية.
فالأثر الاقتصادي الواضح والمباشر للبطولة سوف يكون عالياً، وتعزز المملكة كوجهة استثمارية مستقرة ومزدهرة، ولن يتوقف على جانب معين؛ فنظراً لمشاركة هذا العدد من الفرق الكروية، حيث هنا سيحقق مكاسب في الجانب السياحي، هذا يعني توسع رقعته وتنوعها، كونه سوف يجذب ملايين المشجعين القادمين للزيارة للاستمتاع والوقوف على مقدرات بلدنا السياحية الكثيرة والمتنوعة في نيوم، القدية، البحر الأحمر، العلا، والدرعية وغيرها في أنحاء المملكة، مما يرفع معدلات السياحة لتشمل عائدات مجدية لها من حجوزات الفنادق، الإنفاق على المواصلات، الطعام، والمنتجات المحلية.
ناهيك من منافع استضافة مشجعين بثقافات مختلفة، ومن جميع أنحاء العالم، فإن ذلك يوفر فرصًا للتفاعل الثقافي وتقديم صورة إيجابية عن ثقافتنا وموروثنا الأصيل. من جانب آخر، فإن تطوير وتحسين البنية التحتية، والاستثمار في بناء وتطوير أحد عشر ملعباً وكذل منشآت رياضية في خمس مدن سعودية لتشمل الطرق، المطارات، والفنادق، كل ذلك يعزز من جاهزية المملكة لاستقبال الفعاليات الدولية المستقبلية، ويدعم الاقتصاد على المدى الطويل، ويعمل على تنشيط الاقتصاد المحلي من خلال الاستعداد لتنفيذ الفعاليات الكبرى، والتي تساهم بدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، مثل المطاعم، المتاجر، وشركات الخدمات الأخرى، مع العمل في جميع هذه الجوانب على توفير فرص عمل جديدة مؤقتة ودائمة في القطاعات كلهن مثل البناء، والخدمات اللوجستية.
خلاصة القول، إنه التتويج اللائق لمساعي طموحة نحو تبوء مركز متقدم بين القوى العظمى في عالم كرة القدم، وأنها تمثل فرصة هائلة لتحقيق مكاسب اقتصادية ذات المدى البعيد وثقافية ذات إرث عريق.
* جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل
@Ahmedkuwaiti