ماجد السحيمي يكتب:


أقبل علينا الشتاء، هذا الفصل الجميل، وأنا رجل أحب كل فصول السنة وكل أوقاتها فكل ما جاء من الله جميل. في نقاش مع أحد الزملاء قال، وأخيرا جاء الشتاء، قلت أكيد انك مشتاق لطلعات البر وشبة النار وسواليف صديق «كذوب» التي نجعل ليالي الشتاء أكثر مرحا، فقال نعم ولكن أيضا لشيء آخر فقلت وما هو، قال المرقوق، فكم أشتاق لدخانه وهو يتصاعد من فوّهة القدر، لولهة ظننته يصف بركانا كان خامدا وإذا به يصف قدر المرقوق، قلت وما ذا يجعلك تنتظر كل هذه المتعة للشتاء وتحرم نفسك طوال السنة، فقال هي أكلة شتوية، فقلت وهل أمعاءك ومعدتك ولسانك سيمانعون لو أكلته في فصل آخر ؟
هل تحتاج مني للتدخل وعمل مفاوضات معهم ؟ لماذا تضع قوانين من وحي خيالك ، نعم الله وفضله علينا كثير له الحمد والشكر ، كل ما طاب لك متى ما رغبت إذا كان لا يضرك فلا تحرم نفسك شيئا، فقال وإذا ودك تزعل علي بالجملة، وكذلك الكرك، قلت يا سيدي، الله يعطيك النعمة وأنت تحرم نفسك منها، إفعل ما يحلو لك واستمتع بما أنعم الله عليك فلا تحرم نفسك ما أعطاك، لماذا بعضنا يصنع قوانين من نسج الخيال.
لا أطالب بما لا يمكن منطقيا، فلا أطلب من شخص في درجات حراة الصيف الملتهبة أن «يكشت» في البر، ولا أن يسبح في البحر شتاءً، لكن ما يخص أي شيء آخر فقط افعله واستمتع، كل هذا كوم وبكاؤو الشتاء كوم آخر، هم نفسهم بكاؤو الصيف، نفس أصحاب مقول « وش هالحر اللي جانا» هم نفسهم «وش هالبرد اللي جانا» لا يعجبهم العجب يشتكون من الحر واذا جاء البرد بكوا، ويشتكون من البرد وإذا جاء الحر بكوا، الحمد لله المكيفات موجودة والدفايات موجودة والسخانات والملابس، فقط هم أناس يحبون الشكوى.
الحياة خلقها الله سبحانه بأجمل صورة ، استلذ بها واستطعمها واستمتع بها، وستجد نفسك تستمتع صيفا أو شتاء خريفا أو ربيعا بما لذ من المرقوق وما طاب من الكرك.
@Majid_alsuhaimi