أعان الله الساسة السوريين الجدد، أصبحوا تحت الأنوار الكاشفة، ليس فقط لأنهم أطاحوا بأشرس نظام قمعي في العالم، بل لأنهم يبدأون بناء دولة من الصفر تقريباً، إذ لم يكن نظام الأسد معنياً بأي مسؤولية، بقدر ما حول سوريا إلى مسرح جريمة تتصارع فيها المفاسد بأنواعها، وتتحالف الميليشيات الإرهابية واللصوص ومافيا الجريمة المنظمة، والاختطاف والقتل وتهريب الممنوعات والمتاجرة بالبشر وإذلال الناس.
فجأة اهتم ساسة الدنيا بسوريا، بعد أن انبثقت من الرماد، واندلعت سيول من التحليلات في الإعلام. وكان المحللون متنوعون، بعضهم سوريون يتحدثون بهموم وطنهم، وسوريون آخرون يدلون بتصريحات ابتزاز للدولة الجديدة ولي ذراعها للحصول على نصيب من «الكعكة»، وسوريون آخرون، وكلاء دول واستخبارات، ينطقون بمصالح الدول التي ترعاهم.
واشترك محللون آخرون عرباً وعجماً، وبعضهم تابع لميليشيات إيران والنظام البائد، يجتهدون في تشويه الدولة الجديدة وتصويرها ظلامية وإقصائية وإرهابية، بحكم ماضي جبهة النصرة، التي تحولت إلى هيئة تحرير الشام وقادت العمليات العسكرية التي أطاحت بنظام الأسد. ويبرزون الحوادث الفردية والمزيفة، وينشرونها على أوسع نطاق، في محاولة لإثبات وجهة نظرهم، أن الدولة الجديدة طائفية وعدوانية، على الرغم من أن أحمد الشرع زعيم سوريا الجديدة يدلي بتصريحات، يومية تقريباً، أنه يسعى إلى بناء دولة مدنية تحقق العدالة لجميع السوريين، في محاولة لكف شرور ذوي الأنياب الذين يودون اغتنام ضعف سوريا وهشاشة المرحلة الانتقالية.
وقادة البلدان المهتمة بالشأن السوري، الذين يراقبون، يقتنعون بالأفعال على الأرض ولا تهمهم الأقوال.
سوريا في مرحلة انتقالية صعبة، وتحاول المملكة ودول عربية أخرى، مساعدتها على تجاوز وتعافي الدولة وتثبيت أركانها ووحدة أراضيها، ودعم التوجه الأمثل لبناء الدولة، ثم يمكن الحديث عن مثالب حكامها، إن لم يثبتوا جدارة في الإدارة المدنية وتعزيز سيادة الدولة.
والأهم، وأولى الأوليات، أن يبتعد القادة السوريون عن توظيف الدولة في خدمة الأيديولوجيات والشعارات، فهذا البلاء. لأن الانغماس في الأيديولوجيا يحرف الدولة عن مسؤولياتها ويدخلها في نفق مظلم ومشاغبات مع العالم الخارجي، ويشغل القادة عن التنمية. وتحتاج سوريا إلى سنين لترميم ما هدمه نظام الأسد.
*وتر
بلاد الشام..
جناح الأمة التاريخي الذي اختطفته الظلاميات
وبقى ومواطنوه رهينة بأيدي الأوباش
قبل أن تشرق الشمس..
@malanzi3