صحيفة اليوم

الأب.. الأم.. الأولاد جناة وضحايا فمن المسئول؟

عزيزي رئيس التحريرصدقوني قبل ان اكتب هذه الاسطر كنت في حيرة من أمري, ماذا عساي اعنون لمقالي هذا فبرأسي اسئلة عدة مازالت تدور وتدور.. اتراني اقول انا حزين : لا لا بل انا اصبت باحباط اتدري لا ذا ولا ذاك عندي سؤال لا لا لا (وقفة تأمل) بل افيقوا أيها الشباب الى اين انتم ذاهبون...قد تتساءلون عن الذي بعثر افكاري وكركب اوراقي لهذه الدرجة امور كثيرة للاسف غفلة فضائيات عولمة انترنت, ذوبان الهوية والتقليد الاعمى وما خفي كان اجل واعظم اردت ان اجد من يجيب على تساؤلاتي فقد لاقيت صعوبة في لم شتات افكاري وحاولت جاهدا ان اظهركم على ما جال في نفسي عسى ان اجد في ذلك راحة لي ولو قلت وكلي امل ان ينضم لصوتي كل من يقرأ كلماتي هذه.على العموم خلونا نبتدي بمسئولية الاباء تجاه ابنائهم ونسأل هذا الاب ماذا قدمت لابنك او ابنتك؟؟ والاجابة معروفة لدي سلفا اكل, شرب, سيارة, سواق فيديو ودش, جوال وبيجر, ويقول اعطيته متطلبات العصر انتهت مسئولياتي اسمحو لي ان اسأل هذا الاب الكريم واجاوب عنه في الوقت نفسه عدة اسئلة اخرى السؤال الاول: هل كنت حريصا وقمت بما هو مطلوب منك تجاه دينك وتجاه هؤلاء الابناء كحثهم على الصلاة في اوقاتها ها.. نعم نعم ولكن انا شخصيا كنت مقصرا في هذا الجانب وبخاصة صلاة الفجر, اذ الخلل هنا منك ايها الاب ولو استقامت امورك كلها لصلحت ذريتك باذن الله السؤال الثاني: كم من الوقت تقضونه ايها الاباء مع ابنائكم؟؟ الجواب بالطبع كان متعدد الجوانب فمنهم من قال انه لا يراهم الا في اوقات محدودة وهنا ابتدأت التبريرات: فاحدهم يقول انا كثير السفر لمتابعة اعمالي ماذا عنك انت؟ فيرد الاب الاخر: انا اهوى السفر للسياحة والمتعة واخر يتحجج بزوجته الثانية ومنهم من سيقول: أنا أعمل واكد ليل نهار لأوفر لابنائي سبل الراحة والاستقرار وجمع آخرون سيكون لسان حالهم : انا فاتح بيتي لجماعتي واصدقائي وهذا شيء فيه نوع من الوجاهة وله مردود طيب لي ولاولادي واخرون هم من عشاق البالوت وجلسة الاصدقاء بعد العمل الطويل المضني وهناك من الاباء من يتوارى عن انظار زوجته خوفا من طلباتها التي لاتعرف الرحمة ومنهم من هم ليسوا بالقليل ممن يعتبرون انفسهم دكتاتورية زمانهم فما كان من الابناء الا ان يردادوا نفورا وبعدا وعلى النقيض تماما نجد منهم من يصف نفسه بالديمقراطية فترك الحبل على الغارب وتشتت شمل الاسرة كل يسرح ويمرح بلا حسيب ولا رقيب والى هذا الحد اكتفيت عن مساءلة للاباء ورأيت ان انتقل بحديثي للام: ايتها الام العظيمة يامن اجزل فيك الشعراء ولم يقلوا ماكان صنيعك مع اولادك؟ ماذا قدمت لهم؟ وكانت الاجوبة عزيزي القارئ متباينة فمنهن من قال كما تعلم انا ست بيت ولي علاقاتي الاجتماعية فانا وصاحباتي قد اتفقنا على ان يكون اجتماع الثرثرة كل يوم عند واحدة منا وهذا شيء للاسف!!! يبعدني عن جو الاولاد فتكون مسئوليتي في النهاية ان اتأكد من انهم ناموا في البيت ام لا!! ماذا عنك انت: فترد الاخرى قائلة: تعلم ان لدي خادمة تقوم برعاية ابنائي من الى فانا كما تعلم امرأة موظفة وطول اليوم تراني منهمكة في العمل ولا ابرج افارق مشكلاته التي تلاحقني حتى في بيتي واخرى تقول: انا مشغولة من جد في تلبية دعوات المناسبات والافراح بعد التأكد المستمر طبعا من اخر مستجدات الموضة وللاسف نجد منهن من تقول من المستحيل بمكان ان تفوت ولو حلقة واحدة من المسلسل المدبلج اللامنتهي او عرض لحفل مطرب مامهما طال وكان هنالك فئة تعشق اختلاق المشكلات الزوجية فتصعد الامور وتخلق من الحبة قبة فترى البيت طوال الوقت لا يفارقه الصراخ والسباب ولك ان تتخيل وضع الابناء من كل هذا حقيقة اكتفيت بهذا القدر من اجابات الامهات وارتأيت ان اصرف حديثي للشباب ايها الشاب : هات ماعندك ماهو الهدف الذي تصبو اليه فالامة تنتظر منك الكثير الكثير.. فما كان من احد الشباب الا ان استأذن بالكلام وقال هل اريحك بالاجابة عن نفسي وعن الكثير ممن هم على شاكلتي فاقول له نعم بل مشكور ستوفر علي الجهد والوقت.. هات ما عندك فما كان من هذا الشاب الا ان قال: انا مظلوم ومصابي عظيم ثم سكت فانتابني العجب وبادرته بسؤال خير ان شاء الله مابك؟؟ فيرد الشاب انا محتار وانت تعرف سبب حيرتي وضياعي انا متأكد من ذلك فقد سمعت حوارك مع الاباء والامهات وما سردوه في عالم التربية وتلك معاناة بحد ذاتها ثانيا يا اخي السائل فانا شاب كلي ثورة وعطاء ولكن ماذنبي ان عيني فتحتهما على دنيا الرديء فيها اكثر من الطيب ولكن انظر لواقع الاعلام انظر للفضائيات سموم يا اخي السائل ماهو همهم انه بالطبع بث كل ما يسمم العقيدة والفكر ليس الا وللاسف فاني رأيت بعيني اثار ذلك كله والكارثة ياسيدي ان مايقدمونه سواء في الفضائيات او الاذاعات او الجرائد قد ترسخ في اذهاننا انه الصواب ولا صواب غيره انظر لحال المطرب او المطربة الفلانية اين وصلت من الشهرة والمجد والمال وانظر لحال الممثلين واللاعبين وغيرهم كثير ممن اساء الاعلام في تقدير حجمهم بل تعمد وانظر لحال اسواقنا ومجمعاتنا والتي للاسف غدت معظمها اماكن للمعاكسات والمضايقات وخدش العفة والحياء سواء من قبل الشباب او الفتيات وانظر لحال الشباب مع الجوال الذي اصبح جزءا لا يتجزأ من مقومات الكشخة لاوسيلة من وسائل الاتصال طيب يا اخي ماهو المطلوب مني وانا وسط هذا الزحام الذي يخنقني صدقني اني لاحس بالضياع في غمرة هذا كله وما عدت ادري اي طريق علي ان اسلكه صحيح اني طالب جامعي واتلقى تعليمي بالمجان بل اكافأ على ذلك من قبل الدولة وهي حاله يتمناها غيري في اي مكان في العالم ولكن في ظل معايشة ماسبق ذكره لاتنتظر مني تفوقا او تميزا اني في امس الحاجة للتوعية والارشاد والتحصين اتدري اخي السائل لملم اوراقك ووفر اسئلتك وابحث عن منبع الخلل وستجده من الاباء والامهات ومسئولي الاعلام والدعاة وغيرهم ممن لم يكترث لحالنا معشر الشباب واعلم اخي السائل اني اعاهدك اني ساحافظ على عقيدتي وقيمي واخلاقي وساجتنب كل ماعدل عن ذلك فاني والحق يقال بدأت احس ان كل تلك المغريات انما هي سقف لا يسمن ولا يغني من جوع بتلك الكلمات الواعدة ختم الشاب كلمته واحسست لوهلة انه غلبني في الحجة وفي الوقت ذاته اعاد لي الامل في عماد الامة الذي لن يبور باذن الله ومسك الختام كان حوارا مع الفتاة البارة مثال الطهارة والنقاء فقلت هات ماعندك فقالت لست بازيد على ماقدمه اخي الشاب وليس عندي اكثر مما قال ولكن هنالك مشكلة حساسة للغاية ولا اعلم امن الحكمة والعقل ان اطرحها نعم نعم بل يجب علي ذلك اتدرون ماهي انها مشكلة العنوسة هل تعلم اخي السائل ان اخر الاحصاءات اشارت الى ان عدد العوانس في المملكة العربية السعودية قد قارب المليون ويزيد بل من المتوقع ان يظل هذا الرقم في ازدياد تتساءلون لماذا انها مشكلة معقدة ومتشابكة يطول فيها الكلام ولكني سأوجز قدر الامكان لنأخذ مثلا شابا طموحا امضى حياته بين دفات الكتب يصارع ويصارع حتى اتم تعليمه ثم عاد ليصارع حتى اكمل اجراءات تعيينه وخرج من ذلك كله بستة الاف ريال شهريا ونظرا لما يتحمله من فواتير ومصاريف ومستلزمات وحده الله يعلم كم يوفر هذا الشاب كل شهر فاذا فكر واقول فكر في الزواج سدت الابواب في وجهه فالمهر الخرافي الذي تشترطه العروس ومن حولها ينتظره واجور صالة الحفل وصاحب الخراف وصائغ المجوهرات وبائع الاقمشة وغيرهم وقد يقدم الشاب بعد كل هذا ويرمي بما هو وراه وقدامه وياليته كان كافيا بل سيظل التاجر او الجواهرجي او الراعي يطرق بابه أمدا طويلا يريد حقا لم يوف لماذا كل هذا اليس بالامكان تيسير الامور اكثر من ذلك اني اترك لكم الاجابة على هذا السؤال بهذه العبارة انهت الفتاة كلماتها وبعد الاستماع لكفة الاطراف فاني والحق يقال احسست بان الخلل بسيط ولكن مشكلاته تراكمية وقد تكون فادحة والحل يكمن في معالجة ذلك الخلل قد تتساءلون فيمن هو ذا الخلل؟ الاب يتحمل جزءا والأم كذلك والشاب والشابة نفسيهما هما جناة وضحايا في الوقت ذاته والشجاعة تكون بوقفة مع النفس ومساءلة صادقة للذات وتقويم لاخطاء قد تتفق معي عزيزي القارئ وقد تختلف ولكن كل مادار كان مجرد سؤال في نفسي واحببت ان اعرف له جوابا.منصور الفردان