آثار الجوف
أن تسمع عن الجوف لا يكفي.. فالزيارة وشد الترحال لها والاستمتاع بتاريخها وبتراثها وبعراقتها هو الشاهد على ان نطالب كجوفيين بحصولها على مسمى عاصمة التراث بالمملكة العربية السعودية والدلائل والشواهد كثيرة.. فالجوف تقع في شمال غرب المملكة بين خطي طول 37/42 شرقا وخطى عرض 29/32 شمالا وهي تعد من مناطق المملكة الكبرى من حيث المساحة حيث تبلغ مساحتها 120722 كم مربعا (فمرت المنطقة بعدة عصور وحضارات – العصر الحجري – العصور المعدنية – الحضارة الاشورية – الحضارة البابلية) وما خلفه المعينيون والسبئيون والثموديون والانباط وحتى العصور الاسلامية من كتابات ورسوم واثار على سفوح الجبال وفي باطن الارض حيث تحتضن منطقة الجوف اكثر من 250 موقعا اثريا. فاسمح لي اخي القارئ ان آخذك برحلة فكرية على ما تعنيه الجوف في التاريخ..أسباب التسميةيطلق لفظ الجوف على عدة مواضع في جزيرة العرب منها الساحل الممتد بين مكة والمدينة والإقليم الواقع بين نجران وحضرموت. والجوف الذي نعنيه هنا هو منطقة الجوف وتقع في منتصف شمال المملكة العربية السعودية وحدودها الإدارية من الشمال الحدود الأردنية ومن الجنوب منطقة حائل ومن الشرق منطقة الحدود الشمالية ومن الغرب منطقة تبوك أما الموضع الذي كان يسمى قديما (جوف آل عمرو) نسبة إلى بني عمرو من قبيلة طي وكانت تسكن دومة الجندل والتي ذكرت باسم أدوماتو في القرن الثامن قبل الميلاد ثم دومة الجندل حتى وقت قريب. وكانت النصوص الآشورية أول إشارة إلى العرب ويقصد بهم القبائل العربية التي تسكن دومة الجندل ويشار إليها باسم (أدوماتو) وذكرت بأنها حصن العرب وذكر ملكها بأنه ملك العرب وكذلك ذكر لنا عدد من الملكات اللاتي حكمن في دومة الجندل كا تلخونو واسكالاتو.قبل الاسلام أما قبيل الفتح الإسلامي لدومة الجندل فقد كانت رئاستها في بني كلب وآخر من عرف منهم الأكيدر بن عبد الملك الكندي إلا أن أخواله من كلب وهم يشاركونه في الحكم فقبيلة كلب كانت تسيطر على شمال الجزيرة من رملة عالج وهي المعروفة الآن باسم النفود الكبير وإلى حدود العراق شرقا وحدود الشام شمالا. وكان نفوذها يمتد في بعض الأوقات حتى يشمل منطقة النفود (رملة عالج) كما يدل على ذلك قول الأخنس بن شهاب التغلبي: وكلب لها خبت فرملة عالج إلى الحرة الرجلاء حيث تحارب..هذا وقد عدّت دومة الجندل من أمهات القرى في بلاد العرب ومن ذلك ما أورده ابن عبدربه حين الكلام في أصل الغناء فذكر قول أبي المنذر هشام بن الكلبي فعدد أمهات القرى وذكر منها: المدينة والطائف وخيبر ووادي القرى ودومة الجندل واليمامة وعقب على ذلك بقوله ان هذه القرى مجامع أسواق العرب. فكان في العصر الجاهلي سوق دومة الجندل من أشهر أسواق العرب وكان وقت السوق هو النصف الأول من شهر ربيع من كل عام وتبدأ أسواق العرب به. وعندما جاء الإسلام بنور الهداية كانت دومة الجندل كغيرها من بلاد العرب قبل الإسلام تعيش في الجاهلية وقد ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد غزا دومة الجندل في شهر ربيع الأول في السنة الخامسة للهجرة. فلما علم أهل دومة الجندل بقدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم أصابهم الرعب وتفرقوا وغنم المسلمون إبلا لهم ثم عاد إلى المدينة أما الغزوة الثانية لدومة الجندل فقد وقعت في السنة السادسة للهجرة في شهر شعبان وتعزى أسبابها إلى أن حاكم دومة الجندل بقي على تعرضه للسابلة من تجار المدينة. وقد ذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا عبدالرحمن بن عوف فأقعده بين يديه وعممه وقال: اغز باسم الله وفي سبيل الله فقاتل من كفر بالله لا تغل ولا تغدر ولا تقتل وليدا. وبعثه إلى كلب بدومة الجندل فسار عبدالرحمن حتى قدم دومة الجندل فمكث ثلاثة أيام يدعوهم إلى الإسلام فأسلم الأصبغ بن عمرو الكلبي وكان نصرانيا وكان رأسهم وأسلم معه كثير من قومه وأقام من أقام على إعطاء الجزية وتزوج عبدالرحمن تماضر ابنة الأصبغ وقدم إلى المدينة وهي أم سلمة. أما الغزوة الثالثة لدومة الجندل التي وقعت في السنة التاسعة للهجرة فقد ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجه إليها خالد بن الوليد أثناء غزوته لتبوك وكان ملك دومة الجندل أكيدر بن عبدالملك السكوني ويرى ياقوت الحموي أن أحسن ما ورد في ذلك هو القول بأن النبي صلى الله عليه وسلم بعث خالداً رضي الله عنه سنة تسع للهجرة إلى أكيدر بن عبد الملك بدومة الجندل فأخذه أسيرا وقتل أخاه وقدم بأكيدر على النبي صلى الله عليه وسلم وعليه قباء ديباج بالذهب. فأسلم أكيدر وصالح النبي صلى الله عليه وسلم على أرضه وكتب له ولأهل دومة الجندل كتاباً وهو : ((بسم الله الرحمن الرحيم. هذا كتاب محمد رسول الله لأكيدر حين أجاب إلى الإسلام وخلع الأنداد والأصنام ولأهل دومة إن لنا الضاحية من الضحل والبور والمعامي وأغفال الأرض والحلقة والسلاح والحافر والحصن ولكم الضامنة من النخل والمعين من المعمور لا تعدل سارحتكم ولا تعد فاردتكم ولا يحظر النبات تقيمون الصلاة لوقتها وتؤتون الزكاة لحقها. عليكم بذلك عهد الله والميثاق لكم به الصدق والوفاء شهد الله ومن حضر من المسلمين)). ثم عاد أكيدر إلى دومة الجندل فلما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم منع أكيدر الصدقة وقيل إن خالد بن الوليد قتله وقيل انه خرج من دومة الجندل ولحق بنواحي الحيرة بالعراق ابتنى قرب عين التمر بناء وسماه دومة. وبعد ذلك انقطع ذكر دومة الجندل في المصادر الإسلامية إلا انها وقعت تحت سيطرة المدينة المنورة والدولة الإسلامية حتى سنة ثمان وثلاثين وهي السنة التي وقعت فيها حادثة التحكيم.معنى الجوف والجوف لغة تعني المطمئن من الأرض وذلك لانخفاض أرضه عما حولها وكان هذا الانخفاض يوصف (بالنقرة) ويطلق الجوبة على الجوف وهي الحفرة أو المكان الوطيء في جَلَدء وذكر الجوف في شعر المتنبي باسم (عقدة الجوف) ويبدو أنه عنى بها دومة الجندل لأن العقدة تعني: الأرض الكثيرة النخل ودومة الجندل معروفة بنخلها ويقول الأستاذ عمر رضا كحاله في كتابه (جغرافية شبه جزيرة العرب) الجوف مدينة صغيرة تقع في واد منخفض تكتنفها الجبال من جميع جهاتها وهي زراعية كبيرة واقعة إلى شمال النفود على رأس وادي السرحان. وقال مصطفى مراد الدباغ في كتابه (جزيرة العرب): واحة الجوف تقع شمال النفود على رأس وادي السرحان وفي وطأة من الأرض تنخفض عن الأراضي المجاورة لها بنحو 500 قدم وتقع في واد منخفض تحوطها الجبال من جميع جهاتها ولعل ذلك أصل تسميتها بالجوف أي أنها واقعة في جوف الجبال والصحراء وما كتبه المؤرخون العرب أو الرحالة المستشرقون يكاد يكون محصورا في الحديث عن دومة الجندل.. الآثار التاريخية بالمنطقةالشويحطية بدأ الاستيطان البشري في منطقة الجوف وتحديدا في قرية الشويحطية والتي تقع شمال مدينة سكاكا على بعد 45 كم تقريبا حيث ذكر المؤرخون ان الاستيطان بها يعود لمليون وثلاثمائة الف سنة واثبتوا ذلك بالدراسات التي تناولت الادوات المتحجرة التي تم جمعها من الشويحطية وقد قورنت هذه الادوات الحجرية والعظام بأدوات مشابهة في اثيوبيا وكانت النتيجة ان هناك تجانسا بينهما كما عثر الباحثون على بعض الدلائل التي تعود الى العصر الباليوليثي الاول كما اكد الباحثون السعوديون والخواجات ان هذا الموقع الاثري هو أقدم موقع أثري بالمملكة. وقد وجد فريق المسح الميداني المكلف من ادارة الاثار بوزارة المعارف (سابقا) ست عشرة مستوطنة كما وجد على سطحها 2000 قطعة اثرية منها السكاكين الحجرية..يذكر ان الشويحطية قرية صغيرة لا تتعدى الاربعمائة بيت وقد لقيت القرية اهتماما بالغا من صاحب السمو الملكي الامير فهد بن بدر بن عبدالعزيز اثناء زيارته الشهر الماضي للقرى الشمالية من المنطقة وأوصى بتحسين هذه القرية التي هي ضمن المنظومة السياحية بمنطقة الجوف.قلعة زعبلتقع هذه القلعة على قمة جبل شمال مدينة سكاكا وهي عبارة عن موقع حربي تم بناؤه بشكل غير منتظم من الحجر والطين ويأخذ شكل قمة الجبل وزوائده وارتفاع هذا الجبل عن سطح الارض 25 مترا وتتكون القلعة من الداخل من غرفة صغيرة في وسط القلعة وبركة لجمع مياه الامطار وغرفة اخرى في جنوبها اما سور القلعة فيبلغ ارتفاعه مترين به فتحات من جميع الاتجاهات للمراقبة وربما استخدامه للاغراض الحرب كما ان لهذه القلعة اربعة ابراج ويتم الصعود اليها عن طريق درج متعرج يبدأ من الغرب ويأخذ الاتجاه للجنوب بانسياب ارتفاعي حتى الوصول لمدخل القلعة وقد وجد الباحثون بالقرب من هذه القلعة كسرا من الفخار المدهون يعود تاريخه لمنتصف القرن الالف قبل الميلاد.بئر سيسرا:يقع بئر سيسرا على مسافة 200 متر عن قلعة زعبل بجهة الجنوب الغربي وهي على شكل نصف مخروطي حفرت وسط الصخور وتتراوح ابعاد فوهة هذا البئر بين 8 الى 9 أمتار تقريبا وفي الجهة الشمالية من البئر نحت درج بشكل دائري يصل الى قاع البئر وفي اسفل البئر فتحة من جهة الشرق يمتد منها نفق الاقوال العامة تقول انه يمتد مسافة 10 كلم حتى الشرق ناحية جبل يسمى (قارة المندى- حاليا توجد وسط القرية النسائية بالجوف) وعمق البئر 15 مترا, اما الباحثون والمؤرخون فكتبوا ان هذه الفتحة تستخدم لسقيا المزارع وقد وجد الباحثون ان هناك قنوات اخرى للسقي تمتد لمسافة الف متر.قلعة مويسن:هي قلعة حربية تقع بين مدينة سكاكا ومحافظة دومة الجندل وقد شيدت على تل صغير وسط الروض (وهو ارض منبسطة جهته الجنوبية كثبان من الرمل والجهات الثلاث الاخرى صخرية).. وهو اسم حديث لكنها صنفت ضمن المواقع الاثرية بمنطقة الجوف وقد وضع عليها سياج من الحديد وهناك لوحة تعريفية ان هذا المكان موقع اثري يجب الحفاظ عليه.جبل النيصة :هذا الجبل يقع على بعد 150 مترا شمال غرب قلعة مويسن وهو جبل افضل تعبير قرأته هو للدكتور عبدالرحمن الانصاري عندما ذكر ان هذا الجبل مكتبة متكاملة من الكتابات القديمة.الرجاجيلتقع على مسافة عشرة كيلو مترات تقريبا إلى الجنوب الشرقي من مدينة سكاكا حيث توجد به مجموعات من الأعمدة الحجرية المنتصبة وتشترك جميع الأعمدة باتجاهها نحو الشرق والغرب ويوجد في الناحية الغربية من كل مجموعة بناء على شكل نصف دائرة فيما عدا واحدة والكثير من هذه الأعمدة محطم وتتوزع في مجموعات تشمل كل مجموعة عمودين إلى أربعة أعمدة ارتفاع الواحد منها حوالي ثلاثة أمتار ويعود تاريخها تقريبا إلى الألف الرابع قبل الميلاد. وجاءت تسميتها من جمع رجال لأن المشاهد لها من بعيد يظن أنها رجال واقفون. حيث يبلغ طولها ثلاثة امتار وسماكة الحجر الواحد 60 سم تقريبا. اما الوضع الحالي لهذه الاعمدة فهو متهالك واغلبها آيل للسقوط وربما مع الوقت ستغمر بالرمال.قياليقع موقع قيال على بعد 12 كيلو مترا شمال غرب سكاكا ويتكون من ثلاثة اجزاء اولها أطلال لمجمعات سكنية والجزء الثاني يقع على القمة الشرقية لجبل قيال والثالث مبنى يقع غرب المجمع السكني. وقد دلت الكسور الفخارية المعثور عليها للعصر النبطي.مسجد عمريقع مسجد عمر وسط محافظة دومة الجندل ومجاور من جهة الشرق لقلعة مارد وقد شيد بالحجارة ومسقوف من جذوع الاشجار وسعف النخيل لكنه حاليا تعرض لعمليات ترميم واسعة جدا يذكر ان المسجد منقسم الى ثلاثة اقسام تفصلها صفوف من الاعمدة وبجهة الغرب من المسجد بنيت مئذنة فأسفلها مربع ورأسها يشبه السهم وهي مبنية من الحجر وتنقسم لاربعة اقسام ويبلغ ارتفاعها ثلاثة عشر مترا وفي الجهة الشمالية منه يوجد مصلى للشتاء وينسب هذا المسجد الى الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضى الله عنه. وقد خالف الجميع الدكتور عبدالرحمن الانصاري حيث ذكر انه عندما ذهب الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه الى بيت المقدس ذكر المؤرخون الطريق الذي سلكة ولم يمر بدومة الجندل والنمط المعماري الذي بني عليه مسجد عمر في دومة الجندل هو شبيه بالنمط المعماري في دمشق زمن الامويين. والواجب على اثاريين في المملكة مسك المعول والفرشاه ومعرفة الطبقات التاريخية لهذه المئذنة والمسجد حتى نعرف متى تم بناؤه.اما الشيخ حمد الجاسر فذكر ان الشائع عند أهل دومة الجندل ان المسجد ينسب الى عمر بن الخطاب غير انني لست متأكدا من ذلك ففي المسجد محراب ومنارة وهما مما أحدث في الاسلام بعد عهد الفاروق وقد يكون منسوبا الى عمر بن عبدالعزيز.اما الدكتور خليل المعيقل فذكر ان مسجد عمر من المساجد التاريخية المهمة ان لم يكن اهمها لعدة اعتبارات اولها ان تخطيط المسجد يمثل استمرارية لنمط مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام الذي بنى في المدينة المنورة في السنة الاولى من الهجرة ونمط مساجد البصرة والكوفة التي بنيت على التوالي سنتي 14 و15هـ, وثانيا لمحافظة المسجد على نمط التخطيط والبناء القديم, وثالثا لانه من اقدم المساجد التاريخية بالمملكة العربية السعودية والتي لم تتعرض للهدم واعادة البناء. اما من ناحية تحديد تاريخ دقيق لبناء المسجد فمن الصعب تحقيقه في غياب الادلة المكتوبة وهذا لا ينفي اهمية المسجد ونسبته الى الخليفة عمر بن الخطاب بل ان المسجد يعد من اهم المساجد التاريخية القائمة على اراضي المملكة العربية السعودية.قلعة مارد تقع هذه القلعة على تل مرتفع في دومة الجندل وتشرف على المدينة وتمثل حصنا منيعا أمام الأعداء وقد بنيت على ربوة وسط محافظة دومة الجندل وهي شبه دائرية الشكل لها أبراج مخروطية بنيت في أربع جهات منها. وأقدم ذكر لها في القرن الثالث الميلادي عندما غزت ملكة تدمر زنوبيا دومة الجندل وتيماء ولم تستطع وقالت: تمرد مارد وعز الأبلق. المارد صفة لكل شيء يتمرد ويستعصي. وقلعة مارد تحتوي على مبانٍ من مراحل متعددة بعضها محكمة البناء تعود إلى عهود حضارية مزدهرة وهي الأقدم وعلى ما يبدو أنها تعود للفترة النبطية وذلك نتيجة للمجسات التي أجريت في داخل وخارج القلعة وأظهرت معثورات تعود لهذه الفترة. وبعضها مضاف يحل محل قديم متهالك مختلف في مستوى إتقان البناء يمكن أن ينسب إلى فترة متوسطة بعد ظهور الإسلام وبعض المباني رديء الأسلوب في البناء ومبني بمونة طينية ينسب إلى فترة متأخرة يعتقد أنها تعود إلى ما يقارب الثمانين سنة. ويوجد داخل القلعه بئر ماء. وقد قامت بعثة من وزارة التربية والتعليم عام 1396هـ بعمل بحوث ميدانية ومسح داخل القلعة وخارجها فعثروا على طبقات أثرية وكسر فخارية تؤرخ للعصر النبطي والروماني مما يدل على ان المنطقة مأهولة بالسكان في القرون الأول والثاني والثالث الميلادية.حي الدرعيمثل حي الدرع في دومة الجندل احد النماذج القليلة من احياء المدن الاسلامية القديمة التي لا تزال تحتفظ بكل تخطيطها وعناصرها المعمارية ولقد ازيلت اجزاء كبيرة من الحي الا ان الجزء الباقي لايزال بحاجة الى ترميم ولهذا الحى خمس مداخل وتمتاز ازقته بالضيق ويعود بناؤه للقرن السابع الهجري.اثرايقع قصر اثرا شرق محافظة القريات على بعد 14 كيلو مترا من كاف وهو قصر نبطي ومربع الشكل وشيد من الاحجار البازلتية السوداء ومن ابرز العناصر الزخرفية لجدران القصر رسم لوحة انسان على واجهة الجدار الخارجي من الناحية الشرقية والقصر يحده من الشرق محمية حرة الحرة التي تتكون من صخور بازلتية سوداء.قلعة الصعيديتقع القلعة فوق قمة جبل الصعيدي بجوار كاف وتتكون القلعة من مبنى له سور شيد من الاحجار البازلتية متناغم مع الشكل الهندسي لقمة الجبل الذي شيد عليه وفي داخل القصر بركة ماء محفورة بالصخر وقد عثر بداخل القلعة على كسر الفخار ومن الممكن ارجاعها الى عهد مملكة أدوم (نهاية الالف الثاني قبل الميلاد) واستمر استخدام القلعة خلال العصر النبطي. الرحالة الغربيون وكتاباتهم عن الجوف:جورج اوغست والن زار ذكر انه زار منطقة الجوف مرتين في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي فقد ادهش العلماء بغزارة معرفته للمنطقة وقد اثنى على كرم اهل الجوف ونواياهم الطيبة وبالاخص عن دومة الجندل حيث قال: انها تتألف من اثني عشر حيا تسمى اسواق وينتسب اهلها لعدة قبائل واتصال اهل الجوف بسوريا اكثر منه للعراق تجاريا وان اهل الجوف مضاييف كرماء ومهذبون مع القادم الغريب ولديهم مواهب شعرية كما قال ان تمر اهل الجوف من اطيب اصناف التمر لدرجة ان نكهته تفوق نكهة تمر البصرة.وليم جيفورد بالجريفاطلق هذا الرحالة وصف الفردوس عليها فعندما ارتحل اليها وشاهد البحيرة والبساتين الخضراء اطلق اسم الفردوس وكتاباته قد شجعت الرحالين الغربيين على زيارتها وقال قطعت رحلة شاقة في الصحراء نزلت بجنة كما لو كانت جنة الخلد التي لا يستطيع ان يدخلها احد ما لم يكن قد مر على جسور جهنم من قبل. ويشرح بالجريف بالتفاصل الظروف السياسية التي تعاقبت على منطقة الجوف منذ الفترة التي سبقت ظهور الاسلام مرورا بالفتح الاسلامي على يد خالد بن الوليد الى الوضع السياسي وسيطرة طلال بن رشيد على الجوف.كارلوا جوارماني هذا الرحالة الايطالي بعد رحلته للجوف عام 1280م كتب ان معظم بيوتها من الطين الذي يجفف في الشمس وان حي الدليهمية قد دمر بدومة الجندل وان هناك سورا (يقصد سور دومة الجندل) قد تهدم واصبح لكل حى سوره الخاص وتتصل الاحياء بواسطة بساتين النخيل.الويس موسيلزار منطقة الجوف عام 1327هـ وذكر ان هناك عدة طرق هامة في العصور الوسطى تصل بين سوريا والمدينة المنورة والعراق وهذه الطرق جميعها تمر بواحة تيماء ووادي الدواسر الغني بالماء وقد رأيت الجوف او دومة الجندل كما يطلق عليها وان هناك اعدادا كبيرة من شجر النخيل الداكن الخضرة وفوق الجميع انتصبت قلعة مارد بأبراجها الاربعة وعلى المنحدر الى الجهة اليمنى منها انتصب برج اخر يعرف بـ (الفرحة) والى الشمال منه برج اصغر منه يدعى (الفريحة). هذه الكنوز التراثية بالمنطقة بحاجة الى ان يعود المنقبون السعوديون الى معولهم وفرشاتهم ليضعوا حدا للاختلافات في الروايات وبالاخص حول موضوعين مهمين اولهما مسجد عمر وينسب لاي العمرين عمر بن الخطاب او عمر بن عبدالعزيز والموضوع الثاني الرجاجيل الاصل في وضعيتها بهذا الشكل الهندسي المثير للجدل.