عبدالله العسكر
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (صلوا كما رأيتموني أصلي) قد تفاجأ عزيزي القارئ بهذه المقدمة ولكنها رسالة أرسلها لجميع المعلمين والمعلمات الذين سيبدأون فصلا دراسيا جديدا هذا اليوم ، فلقد أرهقت الطلاب والطالبات طريقة التدريس المحاضرة وبشكل أكثر تحديدا بأسلوب الحديث الذي يبدأ وينتهي والمعلم أو المعلمة يتحدث عن موضوع ما وبقية الطلاب أو الطالبات يغطون في نوم عميق ، والمعلم لا يدري هل فهم الطالب ما يتحدث عنه أم لا. إن العبرة من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم أنه كان عليه السلام لا يكتفي بتعليم صحابته رضوان الله عليهم شفاهة وإنما كان يحرص على أن يطبق صحابته ما سمعوه منه ليضمن عليه السلام أنهم يؤدونه بشكل سليم وصحيح.وهكذا يفترض من المعلم أو المعلمة ألا يكتفي بإيصال المعلومة للطالب أو الطالبة بل ضمان أن ما قاله يستطيع الطلاب استنباطه وتطبيقه بالاعتماد على طرق التعليم المختلفة كطرق النقاش والاستنباط والتحليل والاستقراء وورش العمل والندوات ... الخ التي يضمن من خلالها أن المعلومات أو الموضوعات التي تناولها قد وصلت وبشكل سليم للمتلقي فبتلك الطرق يمكن للمعلم أو المعلمة استنفار قدرات طلابهم على الإبداع والفهم والمشاركة في استخراج المعلومة مما يساهم في تنمية قدراتهم في الاعتماد على أنفسهم في الحصول على المعلومات ومناقشتها وتقييمها أولا وإعطاء المعلم الفرصة للمشاركة في التعليم كموجه ومشارك في العملية لا مصدر وحيد لها ثانيا.قد يكون أقصى ما أتمناه في هذا اليوم بداية الفصل الدراسي الثاني أن نشهد معلمين ومعلمات يمتلكون مهارات عالية في مجالات نقل وإيصال المعلومات بطرق وأساليب مختلفة ومتنوعة لا أن يكونوا فقط مرددين لما يقرأونه ويقومون بتحضيره في دفاترهم.