محمد السهلي
** يمثل الإعلام صناعة مهمة لأية دولة يتم من خلالها رسم الصورة التي تصب في الصالح العام لتلك الدولة , ويتم فيها تجاوز النظريات المثالية للاعلام التي تدور حول الحقيقة ونقل الواقع والحياد وغيرها من النظريات الصحفية المهمة , وهو ما يجعل الصدام بين تلك النظريات والمصلحة العليا للدولة مستمرا على طول الخط , وإن كانت مصالح الدولة تنتصر في النهاية , وهو مافعلته العديد من وسائل الاعلام الامريكية التي وقفت صفا واحدا خلف الادارة الامريكية السابقة خلال الحروب التي خاضتها..** لست هنا بصدد الحديث عن الفلسفة الاعلامية , ولكني اشير الى قضية مراعاة المصلحة العليا للدولة في كل طرح يتم تناوله على كافة الأصعدة ومن ذلك الشأن الاقتصادي الذي يمتلك حساسية عالية اثناء تناول القضايا الساخنة فيه , خاصة اذا كانت تلك القضايا تصنف بأنها كبرى على الصعيد الاقتصادي , وهو مايقودنا الى الحديث عن الاحداث التي تعرضت لها مجموعتا سعد والقصيبي خلال الأيام القليلة الماضية والتي كانت محل اهتمام واضح من وسائل الإعلام...** كان الطرح الإعلامي في تلك الاحداث منوعا بين عدة اشكال , فهناك طرح اخذ تلك الأحداث بفرح كبير وكأنها حفلة اختلط فيها « التشهير» بـ «تصفية الحسابات» وغابت خلاله المصلحة العليا كون تلك المجموعيتن مؤثرتين ليس على المستوى المحلي فقط بل تعداه الى المستوى العالمي، وكانت تداعياته فوق الوصف , وهي احداث ليست بالمفرحة كونها تمس كيانين يرتبط فيهما العديد من الكيانات سواء في الداخل او الخارج..** وهناك طرح اعتمد على البيانات الرسمية للمجموعتين , ولم يكن طرحا فرحا بتعثر أي كيان اقتصادي بل كان مراعيا للتداعيات كونها تمس الوسط الاقتصادي الذي يعتمد على السمعة ونقاء العلامة التجارية التي لاتحتمل أي تشويه , أما الطرح الأخير فهو الطرح الذي كان ايجابيا ومتعاطفا مع تلك الاحداث ،وأظهر روحا تبحث عن أي أنباء ايجابية حول احداث القصة...** كنت أتمنى ان يكون تعامل وسائل الإعلام موحدا مع تلك النوعيات من القضايا وان يكون للمصلحة العليا للاقتصاد الوطني حضورا اثناء البحث عن المعلومة ،و ألا نحول إعلامنا الى طرح « فرح» بالمصائب , وان نفكر قليلا كون تلك المجموعتين تلعبان دورا مهما في اقتصاد الوطن والمنطقة الشرقية على وجه الخصوص . ويرتبط بهما عدد كبير من الموظفين والأسر وكذلك الشركات الصغيرة والمتوسطة ،إضافة الى البنوك المحلية التي ستأخذ اتجاها معاكسا يستبعد الإقراض لأية جهة كون احد الكيانات تعثر في سداد قروضه , رغم إعلانه إعادة جدولة مديونياته وترتيب أوراقه ..»أي انه لم يهرب من المشكلة بل واجهها بشجاعة» .** نتمنى ان تنتهي تلك الإشكالية في اسرع وقت ممكن ودون ضرر لأحد وبالوسائل القانونية , وأن يبتعد الطرح الاعلامي عن «التشهير» بالاشخاص والكيانات , وان نسترجع ان شركات عديدة في مختلف انحاء العالم تتعثر ولكنها تجد المساندة من كل الجهات كون سقوطها سيكون مؤثرا على اقتصاديات تلك الدول ..وكان الله في عون الجميع.M88z@hotmail.com