والخبراء يقدمون الاستراتيجية اللازمة
القتل.. الهدم.. التعذيب.. الاغتصاب.. كل هذه الامور جزء من منظومة الجرائم الوحشية التي ارتكبها الصهاينة في المنطقة العربية تمت كلها على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي، فماذا لو تم انشاء مركز لتوثيق جرائم الصهاينة ضد العرب وفلسطين؟ لفضح ممارساتهم اللاانسانية على مستوى الرأي العام العالمي، خاصة مع الاهتمام هذه الايام بمحاكمة من يرتكبون جرائم حرب ،ثم يكون هذا المركز ضرورة للاسهام في تقديم القادة والرموز الصهيونية الى ساحات المحاكم وخاصة الارهابي الدولي ارييل شارون.(اليوم) تناقش اهمية انشاء هذا المركز وآلية انشائه من خلال التحقيق التالي:في البداية يؤكد الدكتور سعد الحلواني استاذ التاريخ الحديث بجامعة الازهر على ضرورة فضح جرائم الصهاينة منذ حاولوا قتل عيسى عليه السلام وسيدنا محمد في قصة الشاة المعروفة ويضيف عندما نتتبع جرائمهم نجدهم كانوا السبب في الازمة الاقتصادية في العصور الوسطى التي ادت الى الحروب الصليبية ثم جرائمهم في حق شعبنا العربي المسلم والتي لا تعد ولا تحصى خاصة انهم وضعوا مخططا منظما لهذه الجرائم في كتبهم ويطبقونه عاما بعد عام وساعة بعد ساعة ليصلوا الى تدمير العالم اخلاقيا والسيطرة عليه ومحاولة جعل جميع الامم النصرانية والاسلامية عبيدا لهم.ثم كانت الجرائم التالية في تهجير العرب واخراجهم الى سوريا ولبنان والاردن وحتى الان مازالوا يرفضون عودتهم.وعندما نأتي الى عصرنا الحاضر نجد ان العصابات اليهودية قامت بقتل وحرق قرى بالكامل في فلسطين وكان على رأس القائمين بهذا التدمير السفاح شارون الذي يحفل تاريخه بسجل كبير من الجرائم الاثمة ضد الشعب الفلسطيني حيث قتل الاطفال وقام بمذبحة دير ياسين، وارتكب جرائم خطف الفتيات واغتصابهن ثم قتلهن، وفي عام 1955م قاد عصابة صهيونية ارهابية قامت بدك قرية فلسطينية بالكامل ومسجدها مما ادى الى وفاة 50 امرأة ومئات الاطفال ممن احتموا بالمسجد بالاضافة الى هدم المنشآت العربية وقاموا بارتكاب مذبحة بشعة ضد سكان صبرا وشاتيلا شملت جرائم قتال الرجال والشباب والاطفال والنساء والتمثيل بالضحايا احياء وامواتا ثم كان الاجتياح الاخير للضفة وارتكاب مذابح في جنين تخجل منها الانسانية ويقف مخيم جنين شاهدا عليها واذا كان ركام الدمار الذي خلفته المذبحة في هذه المخيم يدمي قلب كل من يشاهده قبل ان تدمع عيناه فلابد للسعي من اجل ادانه هؤلاء السفاحين قانونا عن طريق التوثيق الدقيق لكل ما ارتكبه هؤلاء الصهاينة منذ القدم وحتى الان.وبعد هذا العرض السريع لجرائمهم والتي مازالت مستمرة سعينا للوقوف العملي على انشاء هذا المركز وقال الدكتور محمد عبدالخالق استاذ ورئيس قسم اللغة العبرية بجامعة الازهر ان توثيق هذه الجرائم الصهيونية يحتاج الى جهد غير عادي فهو عمل له قواعده واصوله ولا يكفي الحماس لانجازه فلابد ان يتم بطريقة منهجية منظمة بواسطة تسجيل لاراء الاحياء في ارض فلسطين الذين شهدوا هذه المجازر الدامية وان تجمع جرائمهم في مركز واحد يساعد على نشر هذه الجرائم على وسائل الاعلام المختلفة مثل الانترنت والصحف والمراكز الاسلامية الموجودة في اوروبا وامريكا وكذلك نشرها في الجامعات والمحافل الدولية وتحصل السفارات والمندوبيات الدبلوماسية لنشرها كل في نطاق عمله وان تجمع شهادات الكتاب والصحفيين الاجانب الذين سجلوا هذه الجرائم لتكون وثائق دامغة على ارهاب الدولة الصهيونية، وكل هذه الامور تحتاج الى تفعيل الدور بشكل ايجابي مما يحتم وجود قوة مادية وسياسة واعلامية وجهات تتبناه وان يعتمد بشكل كبير على الدول التي جرت فيها الجرائم وفيها اسماء الشهداء والاماكن التي ارتكبت فيها الجرائم ليتم فضحهم.اما الدكتور ابراهيم احمد ابراهيم استاذ ورئيس قسم القانون الدولي بجامعة عين شمس فيقول ان هذا المركز سيحقق هدفا قوميا للامة العربية لان كثيرا من الجرائم التي ارتكبها الصهاينة يمكن ان تضيع معالمها وان تمضي عليها فترة ولا يواجهها المجتمع الدولي بصورة حاسمة ومن هنا تبرز ضرورة الحفاظ على معالم هذه الجرائم لان مرور الوقت قد يترتب عليه فقدان بعض الادلة والقرائن التي تساعد في الكشف عن الجريمة.ويرى الدكتور ابراهيم انه لا يقام هذا المركز في اطار جامعة الدول العربية ذلك ان العقبات ستكون كثيرة خاصة ان العمل التوثيقي الذي نحتاجه لابد ان يقدم ادلة حاسمة من الناحية القانونية ويحتاج الى جهد كبير يمكن ان يكون دور اللجنة التي قرر مجلس الامن تشكيلها جزءا منه ويقتضي ذلك ان تعبىء المنظمات الحقوقية وغيرها من هيئات المجتمع المدني في المجتمع العربي جهودها كافة بتنسيق مع الحكومات.السفير طه الفرنواني يرى ضرورة تشكيل لجنة تأسيسية لاقامة هذا المركز وافضل ان يكون التمويل اللازم من الهيئات الاهلية ولكن ممن لهم دراية مثل اتحاد المحامين العرب ورؤساء الاتحادات العربية والنقابات المهنية والعمالية وتتم مناقشة هذا الامر من خلال هذه اللجنة بحيث تتولى كل جهة جمع المستندات اللازمة والاتصال بالاجانب ذوي الصلة بالموضوع ليدلوا بشهاداتهم وكذلك تقديم الدعم للمنظمات والهيئات المدنية الفلسطنية التي بدات في جمع وتدقيق المعلومات عن المذابح والانتهاكات الاسرائيلية في ظروف بالغة الصعوبة تواجهها بعد ان دمرت قوات الاحتلال مكاتب بعضها وضربت مقرات البعض الاخر بحيث تكتمل جميع المعلومات والادلة التي تمكننا من محاكمة هؤلاء المجرمين امام محكمة دولية كمجرمي حرب.كما ينبغي التحرك لدى المنظمات والهيئات الحقوقية الدولية خاصة المستقلة بحيث يكون هذا التحرك منظما ومستمرا وضاغطا بهدف ممارسة اقصى قدر ممكن من الاستفادة بجهود هذه المنظمات فضلا عن تسجيل كل ما قيل وكتب عن الانتهاكات الصهيونية وخصوصا مذبحة جنين سواء على لسان مسئولين في دول مختلفة ومعلقين في برامج تليفزيونية غربية اما باقلام صحفيين في صحف اوروبية والمهم ان يكون تسجيلا حصريا لا ينتقي ولا يغفل اي شيء ذكر في هذا الصدد لان هذا الكلام يساعد على فضحهم.اما الخبير الاستراتيجي اللواء دكتور نبيل فؤادي فيرى ان انسب جهاز يتم بهذا المركز هو جامعة الدول العربية حيث ان طبيعة هذا الموضوع تحتاج الى كثير من التخصصات فيحتاج الى صحفيين واساتذة علوم سياسية ورجال قانون واساتذة في اللغة العبرية والتاريخ وكل التخصصات التي تدعم المركز ولابد ان تكون هذه التخصصات من العرب عامة وفلسطين وعرب 48 وان يتم الاتصال بجمعيات المجتمع المدني التي تعمل في مجال حقوق الانسان والتنسيق بينها وان يتم وضع خطة واضحة يتم التعامل في اطارها ومن هنا فيكون المركز ذا فاعلية بعد جمع المعلومات وتحويلها لحقائق وصياغتها في اطار قانوني وبالتالي تقدم على المستوى الدولي حتى تتم محاكمتهم على ما ارتكبوه في حق العرب والانسانية.