محمد السهلي
** في ظل تداعيات الازمة المالية العالمية, وفي ظل مشاكل الائتمان والتعثر في السداد التي طالت عددا من الجهات الاستثمارية الكبرى ورجال الاعمال الافراد الذين تظهر الشائعات بين حين واخر حول دخولهم في ازمات مالية, تبرز اهمية دور الجهات المختصة في ايجاد حلول لمشاكلهم ومساعدتهم على تجاوز تلك الاشكاليات بتسهيل الانظمة وليس تعقيدها...** لفت نظري امس تصريح رئيس اللجنة الوطنية للنقل البري عبدالرحمن العطيشان الذي تحدث فيه عن التأثيرات المتوقعة للنظام الجديد الذي طبقته ادارة المرور حول المخالفات المرورية والتي يتم مضاعفتها في حال تأخر السداد لاكثر من شهر, وعندها سألت نفسي ما الذي يزعج العطيشان من هذا القرار خاصة وانه يعاقب المخطئ بمخالفة ويعطي مهلة شهرا للتسديد قبل ان يتم مضاعفة قيمتها...** لكني اكتشفت انني ظلمت العطيشان وجميع تجار النقل بسوء نيتي في النظرة لهم كمن يهربون من العقاب عندما اكتشفت انهم يصرخون لسبب بسيط وهو ان المخالفات لا يتم تقييدها على الجهاز في اليوم التالي لوقوعها بل تنتظر اسابيع وربما اشهرا حتى يتم تقييدها وهو ما يجعل قيمتها مضاعفة.. ولتوضيح اكثر اقول ان رجل المرور يحرر المخالفة ويتركها في دفتره حتى يكتمل ثم بعد ذلك يتم تقييدها في الجهاز ويكون حظه سيئا من كان في الورقة الاولى «لدفتر» المخالفات حيث ينتظر اكتماله ولان تاريخ وقوع مخالفته اصبح قديما فسوف يجدها تلقائيا مضاعفة!!** رئيس اللجنة الوطنية للنقل البري يطالب بمهلة اكبر, ونحن «المواطنين» نطالب ايضا بمهلة من ادارة المرور للسداد, ولا اظن ان هاجس الخوف من التهرب من السداد اصبح موجودا بسبب ربط التسديد بالسفر وانهاء المعاملات الحكومية.. اذا «اموال ادارة المرور لن تطير», وكما قال العطيشان فإن المخالفات المرورية هي للردع وليست للجباية!!** كثيرة هي مشاكل التجار واصحاب الشركات, وهم المحرك للاقتصاد الوطني.. وانتعاش اعمالهم يفتح المجال لتوظيف مواطنين وكذلك ازدهار السوق, فمن المفترض على الجهات الرسمية ذات العلاقة ان تسهل مهامهم, وتوجد الانظمة التي تدفع للتطور وليس التعقيد وهذه المشاكل التي تتعرض لها بعض قطاعات السوق بسبب الانظمة غير المدروسة تدفعنا ان نطالب لهم بالمساعدة والنظر لهم من باب المصلحة العليا للوطن.. فهم بحاجة الى وقفة صادقة معهم خاصة في هذه الظروف الاقتصادية التي هزت الكرة الارضية واعادة ترتيب توزيع الثروات, ولا نريد ان يصبح بيننا من يكون احد ضحايا هذه العاصفة..** وعلى ذكر العواصف يبدو ان تجار النفط اصبحوا هذه الايام هم «الهوامير» في اسواق الاسهم الخليجية, فما ان يتحرك سعر البرميل الا وتتحرك معه الاسواق وما ان يهوي او يتراجع الا وتهوي معه اسواق المال فجأة، لذلك فكرت كثيرا في التعرف على «هامور نفط» لعلي اصبح من «هوامير الاسهم».. * رئيس قسم الاقتصادmalsahli@alyaum.com