صحيفة اليوم

سوسن الشاعر

بمناسبة اللقاء الصحافي الذي اجراه الزميل فالح الصغير مع المستشار الامريكي هادي عامر والمنشور في (اليوم) بتاريخ 24 فبراير عن وسائط صنع القرار الامريكي نزيد عليه اننا طالما اشتكينا وعلى مدى اكثر من خمسين عاما من مدى تأثير اللوبي الصهيوني على القرار الاداري الامريكي, وذلك من خلال تأثير هذا اللوبي على العملية الانتخابية وتأثيره على روافد صنع القرار الامريكي, هكذا استطاع اليمين المتطرف ان يحكم السيطرة على العديد من الادارات الامريكية المتعاقبة ويسخر هذه السيطرة لخدمة المصالح الاسرائيلية. كما اننا طالما اشتكينا من غياب الرؤية العربية عن الروافد التي تساهم في عملية صنع القرار, وكان ذلك بسبب امتناع الطرفين لسبب او لآخر (الشعوب العربية وهذه الروافد) عن الالتقاء. مجموعات (الثنك تانغ) الامريكية واحدة من عدة روافد تعد من مزودي صانع القرار في الادارات الامريكية المتعاقبة بالافكار وبالاشخاص! والاعلام يعتبر رافدا آخر لتلك الافكار وللاشخاص ايضا, وهناك وسائط عديدة اخرى تعتبر بالنسبة لصانع القرار الاداري الامريكي المطبخ الاول, هذه الوسائط بدأت في الآونة الاخيرة ـ ورغما عنها ـ اي منذ الحادي عشر من سبتمبر (بالافاقة) على وجود (عالم جديد) ترتبط مصالحه بالمصلحة الامريكية بشكل مباشر منذ اكثر من نصف قرن,هذا العالم الجديد هو ( الشعوب العربية) والخليجية بالاخص!!لسنين مضت كانت هذه المنطقة تصنف على انها (موقع) هام استراتيجي بالنسبة للمصالح الامريكية, اليوم بدأ الاهتمام عند هذه الوسائط بمن يقطن هذا الموقع لا بالموقع فحسب وهذا هو الشيء الجديد الذي يستحق الانتباه, لسنين مضت سواء (بتعمد ام بجهل) لم يكن هناك بالنسبة لتلك الوسائط الامريكية بشر وحضارات وثقافات و..و في هذه المنطقة غير الاسرائيليين, هم وحدهم من كان لتلك الوسائط صلة معهم في هذه المنطقة ومن له معهم جسور ممتدة ساهم في بنائها الطرفان معا (الاسرائيليون والامريكيون), فلم تهتم الوسائط الامريكية سابقا بالتواصل مع غيرهم من شعوب منطقة الشرق الاوسط والتعامل معهم وجها لوجه, فاذا ذكر الشرق الاوسط عند هؤلاء لم يكن يعني لهم ذلك سوى اسرائيل (كدولة) و(اخرون) اعداء لهم ولكل مثل الحضارة والديموقراطية التي تمثلها اسرائيل يسمون عربا! كما ان الاخرين الذين هم (نحن) لم نهتم بان نمد اي من تلك الجسور, فلم نكن نعرف حتى اين تقبع نقاط الالتقاء, او بالاحرى ماهي تلك الوسائط واهميتها, ففي حين اكتفت الادارات الامريكية المتعاقبة بالاتصال بالانظمة العربية اكتفت الانظمة ايضا بالاتصال بكل ادارة تصل للبيت الابيض لتبدأ معها الرحلة من المربع رقم واحد, وطالما تفاخر العديد من زعمائنا ودبلوماسيينا بعلاقات (الصداقة) التي تربطهم برؤساء الادارات الامريكية معتقدين انهم حققوا بذلك انجازا على صعيد المصالح العربية! وغاب التواصل بين الشعوب العربية بمؤسساتهم الاهلية الهزيلة في حداثة تكوينها والعديمة التأثير في القرار الرسمي عن التواصل مع المؤسسات الامريكية غير الحكومية ذات التأثير الفعال على السياسة الخارجية. اليوم تتاح لنا فرصة تاريخية لا نعرف ان كانت ستتكرر ام لا؟ اليوم اجبرت الظروف والاحداث تلك الوسائط على الانتباه لهؤلاء العرب كثقافة وحضارة واحلام وطموحات واحباط ويأس وعتب وتذمر و ..وففتحت عيونها تنهل من كل ما تصل اليه يداها عن هؤلاء القوم (كتب ومواقع على الانترنت, واعضاء في مراكز ابحاث ودراسات ومراسلون يجوبون المنطقة واكاديميون واعضاء من تلك المجموعات (الثنك تانغ) واعضاء من الكونجرس) اغلبيتهم كانت تستقي معلوماتها سابقا (بالمراسلة) اي اما علاقة نظرية (قراءات وماشابه) او زيارات خاطفة, والمضحك ان غالبيتهم كانوا يعتبرون خبراء امريكيين في (الميدل ايست)!! من يعرف كيف يصنع القرار الامريكي وخطوات تكوينه ومكامن (طبخه) من يعرف كيف استطاعت دولة كاسرائيل ان تحكم السيطرة على صنع القرار في الادارات الامريكية وتسخره لصالحها كدولة باختراق تلك الوسائط غير الحكومية يدرك تماما اهمية الوصول لها.