صحيفة اليوم

خليل الفزيع

استبشر العاملون في الصحافة خيراً بنبأ صدور الموافقة على إنشاء هيئة للصحفيين وهي هيئة تعلق عليها الآمال لتجاوز نقاط الضعف في الصحافة المحلية، والتنسيق مع المؤسسات الصحفية للوصول إلى صيغة عملية تحقق الطمأنينة للعاملين في هذه المؤسسات التي تحقق أرباحاً طائلة للأعضاء لا يستفيد منها العاملون في تلك المؤسسات في معظم الأحوال مع أنها تحققت بجهدهم واجتهادهم . وأمام هذه الهيئة مسئوليات كبيرة تجاه العاملين في بلاط صاحبة الجلالة كما تسمى ليس وهم على رأس العمل، بل وبعد تركه أيضا، لأنهم في الغالب لا يجيدون غيره، وفي معظم الأحيان تكون الأبواب مغلقة أمامهم لو فكروا في اختيار العمل في غير هذا الميدان، ومنهم من اكتسب خبرة طويلة يمكن الاستفادة منها بشكل أو بآخر، ومع وجود نظام المؤسسات الصحفية يمكن لهيئة الصحفيين أن تستفيد من ايجابيات هذا النظام وأن تبلور بعض مواده وتفعلها لصالح الصحفيين بقدر ما هي لصالح المؤسسات الصحفية، ومع أن لهذه الهيئة نظامها بطبيعة الحال، فإن هذا النظام سيظل قاصرا ما لم يضع في الدرجة الأولى مصلحة العاملين في المجال الصحفي الذين ما زالوا يشعرون بالغبن في كثير من مؤسساتنا الصحفية، عندما يرون زملاء لهم في مؤسسات صحفية أخرى يتمتعون بامتيازات لا يتمتعون بها، مع أن كل المؤسسات الصحفية تخضع لنظام واحد، لكن سر التطور يكمن في مجالس إداراتها دون غيرهم . هناك من يقول وما فائدة هذه الهيئة ما لم تحقق حرية الرأي وضمانات العمل المطلوبة للصحفيين ؟ وهو رأي فيه من التشاؤم ما فيه لأنه يطرح قبل أوانه، إذ لا تزال هذه الهيئة في بداياتها، ولا يمكن الحكم عليها قبل أن تمارس عملها الفعلي الذي نأمل في أن تكون نتائجه في مستوى الطموحات التي يأملها العاملون في المجال الصحفي، وبغير تحقيق هذه الطموحات تصبح الهيئة بلا جدوى . فليس المهم قيام هذه الهيئة بل المهم ماذا يمكن أن تقدم للصحافة والصحفيين بعيداً عن البيروقراطية الإدارية التي تحكم العمل الرسمي في معظم الأحيان .