نهار جديد
عندما تشرق الشمس كل نهار جديد .. يزداد حطام اليأس الجاثم على صدري , بعد ليلة عاصفة تلاطمت فيها أمواج أفكاري , وغرقت فيها مراكب الأماني أمعن النظر في حروف غيري تملأ فضاء المكان .. ابحث عن مخرج السعادة أو قبس من نور يضئ لي بارقة أمل في الليل البهيم . ويبدد مخاوفي فلا أجد غير العتمة التي تسوق ليلي الى جب سحيق أركن لقلمي أتوكأ عليه لعله ينتشلني من غياهب الألم .. أجده قد شاخ باكرا .. وقبل أوانه ؟ وماتت طموحاته ؟ فماذا عساه أن يكتب ولمن يكتب . وحتى لو كتب فسوف تبقى كتاباته علامات استفهام تكبل الخطأ وتدمي المآقي تبحث عما يملأ تجاويف فراغاتها القاتلة ؟ عما يحدث للعالم العربي اليوم ؟ وأمس وغدا ؟ سؤال خط بأنامل مجروحة تنزف . ولم تعد تأبه بالنزف فقد أعياها سبب النزف والسؤال ما زال يمزق خاصرة الذاكرة العربية التي أنهكها البحث وسط الأجوبة غير المقنعة وكلمات العزاء الجوفاء لحال العرب الخاضع للزحف (المغولي) الجديد ماذا تريد امريكا من العراق ؟. والمفتشون يصولون اثنى عشر عاما فأين تكمن الترسانة العسكرية التي أرهبت أمريكا وحلفاءها وبددت النوم عن عيونهم .. بالأمس القريب لم تعط أمريكا الفرصة لشعبها وللعالم كي يقيم حملتها العسكرية على افغانستان ... وكم من الأبرياء المسلمين دفن تحت الأنقاض هناك غرباء في أوطانهم .. وعجزت ترسانتها المعلوماتية وأقمارها الصناعية عن الحصول ولو حتى على حذاء ابن لادن ؟ وقبل ان يطرح السؤال . كانت الحشود تزحف في استعراض للاستبداد والقوة مثير للشفقة والألم في نفس الوقت ولتصبح فلسطين وغيرها من قضايا المسلمين المصيرية كبش الفداء الدائم ؟ فأين العدل من دولة وهبت نفسها للديمقراطية والحرية .. ان تتيح لنفسها تمزيق وحدة دولة مستقلة وتثير لديها الفتن والقلائل وبالقوة المطلقة فقط لتخفي اطماعها في ثرواتها؟فلمن نرسم خطط المستقبل الواحد والعالم العربي خاضع خائف وما زال في مرحلة التنديد والاستنكار والرفض المكبل والصمت..ويضيع الحق العربي .. في ارجوحة صدام او الأرهاب المفتعل .. من دول الغرب . الذي اعطى الفرصة لاستمرار مسلسل الدم في فلسطين والشيشان والبوسنة وفي أقفاص جوانتيناما .. حيث غيبت أمريكا العالم مجددا من أجل عيون اسرائيل وبلا ثمن ؟ يستمر النزف ويبقى الوضع العربي حائطا مهترئا اغتال أحلامنا .. مستقبلنا .. وسط سحابة معتمة قبل ان نفيق على طبول أمريكا وحلفائها تدق في مضاجعنا.نورة العتيبي