صحيفة اليوم

وسطية الأدب والأدباء

في غرة محرم 1424هـ تتألق مدينة بريدة القصيم مدينة القيم والشمم لاستقبال رجال الفكر والأدب من أنحاء المملكة العربية السعودية وكلهم ينشدون وسطية الأدب والأدباء والثقافة والإباء والعلم والعلماء وفقاً لمنهج المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام في زمن تغيرت فيه مفاهيم العالم الإسلامي للأدب العربي الإسلامي فكراً وإبداعاً ونقداً دون الوقوف في وجه الثقافة المستوردة مع كثرة عددهم حتى تداعت الأمم عليهم كتداعي الأكلة على قصعتها- مصداقاً لما جاء عن المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام... الحديث. وأمتنا السعودية لا تقف أمام هذه التغيرات مشدوهة وحيرانة بل تقف أمام التيارات الهدامة والأفكار البالية كالطود العظيم بإيمان وعلم وعمل ورؤية باعتبار أن أدباءها لسانها الناطق بمحاسن إسلامها وفخرها ومجدها والذائدين عن حوزة أمنها واستقرارها وجمع كلمتها.. ( ما منكم من أحد إلا وهو على ثغر من ثغور الإسلام فالله الله أن يؤتي الإسلام من قبله) الحديث.. * واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا* الآية. ولقاءات رؤساء الأندية الأدبية تكتسب أهميتها من خطورة المسئولية الملقاة على كل ناد من ناحية ومن التطلعات التي يعقدها الأدباء والمثقفون في بلادنا والعالم العربي على هذه الأندية. ولا تقتصر رسالة الأدباء والمثقفين على الكلمة المقفاة أو الكلمة المعربة أو الجملة المركبة بل يمتد عملها إلى الإصلاح والاستصلاح في جو مفعم من الفهم لمغزى رسالة المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام بعيداً عن الافراط والتفريط والغلو والمشادة:( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين) سورة يوسف الآية رقم (108). وقد أثمرت هذه اللقاءات من قبل في مجالات كثيرة أهمها تبصير الناشئة إلى واجبها تجاه أنفسهم وأمتهم: * المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم والمهاجر من هجر ما نهاه الله عنه ورسوله*.. أو كما قال عليه أفضل الصلاة والسلام. ترسيخ التعاون بين الأندية إلى جانب تبادل الخبرات والآراء في معظم الأمور التي تتعلق بالتنمية الثقافية والأدبية. وصقل عقيدة الناشئة في جو مشبع بالقدوة الحسنة علماً وقولاً وعملاً ودعوة في ورع ورفق في منأى عن الأنانية والثقة العمياء في النفس وتنقيص العاملين على توحيد الله في الأقوال والأعمال أو خذلانه أو احتقاره أو تسليمه.. ( المسلم أخو المسلم لا يخذله ولا يحقره ولا يسلمه كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه..) الحديث أو كما قال عليه أفضل الصلاة والسلام. تحتل الرواية مكاناً بارزاً على الساحة الأدبية.. وهي محور رئيسي من محاور الأنشطة المنبرية وقد جاء الاهتمام بها في هذا المؤتمر تعبيراً عمليا على أهمية الرواية باعتبارها فناً أدبياً راقياً يحتاج إليه كل مجتمع للتعبير عن الضمير الاجتماعي. ولنجعلها تتحدث عن سيرة المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام. وتاريخ الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم وأرضاهم وعن القيم الخلقية لجمع كلمة الأمة على كلمة سواء. ورؤساء الأندية الأدبية مسؤلون عن تنمية الأدب والثقافة إلى جانب رعاية الأدباء ومساعدتهم على نشر إبداعاتهم.. ولذلك فإن ( الكلمة) مسئولية كبيرة حيث ان الأديب يمثل فكر الأمة والتعبير عن وجدانها بالكلمة الصادقة. كيف لا وهم من خيرة رجال الفكر والأدب أمانة وتربية وطاعة لولاة الأمر في هذه البلاد المقدسة التي تتمتع فيها بالأمن والاستقرار والرخاء تحت لواء العز والكرامة في هذا العهد السعودي المبارك منذ تأسيس هذه المملكة الفتية السلفية على يد مؤسسها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود رحمه الله وأبنائه الملوك رحمهم الله حتى عهد الملك الطموح الباني خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني حفظهم الله ذوي الوسيطة في تكوين الدولة السعودية ودعوتها الأمم إلى العودة لكتاب الله وسنة نبيه المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام.. ( وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً) الآية سورة البقرة آية رقم 143. ومن ناحية عملية بحتة فانني أعتقد أن عملية نشر الكتاب الصادر عن الأندية الأدبية لاتزال هما من هموم اللقاءات الدورية للأندية الأدبية.. ويحسن أن تتكون لجنة من الأندية الأدبية لدراسة إنشاء مشروع يضمن طباعة الإنتاج الفكري ونشره وتوزيعه في الداخل والخارج وريعه يعود على تطوير آلية تنفيذ برامج الأندية فنياً وإدارياً وثقافياً. وفي الختام نبتهل إلى الله أن يجعل على أيدي رجال الفكر والأدب بالمملكة العربية السعودية إيضاح الطريق السوي للناشئة للاصلاح والاستصلاح.. إذ ان تفعيل الأدب وفقاً لما جاء به المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام يتوج دعوة الدعاة إلى الالتزام بما جاء به دستور السماء قال تعالى( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيراً لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون) سورة آل عمران آية 110 نسأل الله تعالى للجميع الخير والصلاح والسداد. رئيس النادي الأدبي بمنطقة الباحة سعد عبد الله أحمد المليص