محمد العلي
هل اضرب مثلا؟كان هذا السؤال نهاية الحلقة السابقة, وقد حان الان ضرب المثل على فقر معرفتنا بالماضي وماحدث فيه من صراع ومذاهب, وسأضربه بفرقة منقرضة.من منا قرأ فكرها قراءة جادة قراءة لا تدخل الى موضوعها بفكرة مسبقة؟ لا احد ، ان الذين يحترمون فكرها والذين يكفرونه مطلقا مصابون جميعا بمرض فقر المعرفة.وفقر المعرفة يلازمه على طول المدى فقر (الرؤية) واقصد بالرؤية هنا تحليل الوقائع والاحداث والامراض الاجتماعية, وكيفية معالجتها, ورسم الاهداف وتحديد الطرق الموصلة اليها.ان من لامعرفة له لارؤية له ولهذا نرى العالم العربي كله يتخبط تخبطا اعمى في معظم الشؤون التي يعالجها ان مايرفضه بعضهم بالامس بل قبل ساعة, يقبله او يتمناه بعد ساعة والضحية هو المجتمع وهذا مجرد مثل ولا اود ذكر الاسماء ويمكن القياس عليه في كل شأن سياسي او اجتماعي. ما علاج هذا؟علاجه الوحيد هو الخروج من (الرؤية الفردية) التي يتمسك بها هذا الزعيم او ذاك ويعتبرها منزلة من السماء.. الخروج منها الى (الرؤية الجماعية).هل تظن ذلك سهلا؟لا انه يستلزم الايمان الكامل بشىء لم يولد بعد في عالمنا العربي يسمونه في البلاد النائية: (الديمقراطية).ومرة اخرى نتساءل فقر المعرفة ولازمها فقر الرؤية ما سببه؟ لاشك في ان الاسباب كثيرة فليس من المعقول ان تكون ظاهرة بمثل هذه الضخامة والشمول.. تعود في ظهورها الى سبب واحد.يركز بعض الكتاب على ان السبب هو (الثقافة) فالعقم الثقافي هو الكامن وراء فقر المعرفة وفقر الرؤية ويتكلم عن الثقافة كما لو انها بديهية من البديهيات.يفرق الكاتب حسين معلوم بين نوعين من الثقافة فهناك ثقافة المجتمع, وهناك (الثقافة في المجتمع) والفرق بينهما شاسع جدا.