صحيفة اليوم

أيها البحر.. سأعود إليك

في ظلام الليل الدامس وفي غياب القمر والنجوم وسكون الليل وقسوته جلست هناك بعيدا عن الناس وبعيدا عن صخب المدينة وضوضائها جلست امام البحر وهو يرنو بصوت الامواج ساعة يموج وساعة يأتي بهدوء دامس وكأنني لست على سطح الكرة الارضية، جلست اقلب صفحة الذكريات واعيد الماضي اتذكر الطفولة البريئة واللعب مع الاطفال حقا انها حياة ثانية ليس بها هموم ولا مآسي الليل كالنهار والنهار كالليل فما احلاها من حياة.. وجلست بعدها افكر في المستقبل وكيف يكون الحال بعد مرور السنين القليلة افكر في المستقبل وانا اعاني من الحاضر واكون اكثر سعادة عندما اتذكر الماضي.. انها تقلب الحياة من حياة الطفولة الى حياة المراهقة والصبا ومن ثم الى حياة الرجولة والمسئولية وشتان ما بين حياة وحياة جلست اعتصر الما ولم يكن هناك احد كي يشعر بي وفجأة هاج البحر بالامواج العاتية وشعرت بان البحر قد سمع مأساتي واحس بما انا فيه وكأنه يريد ان يساعدني بأية وسيلة فأحسست بارتياح شديد للبحر وسكونه واصبحت اتردد عليه ما بين فترة وفترة واشكو له جرح الزمان المسكين الذي لا يأتنا منه جرح ابدا هذا ما فهمته من البحر الذي احس بي وشاركنى مأساتي والناس يظلمونه ويسمونه (غدار) حتى البحر الذي خلقه الله سبحانه وتعالى لنا ليحمينا وزينة لنأكل ونستكشف ونستمع بما فيه من عالم آخر اتهمناه بالغدر فيالنا من ظالمين نرمي بأخطائنا على الآخرين..الى اللقاء أيها البحر المظلوم.. سأعود اليك..خالد فهد الشدي