العطوي: الأقحوانة التي رحلت!
عزيزي رئيس التحرير عندما هاتفني الصديق فرحان العقيل ناقلا لي خبر وفاة صديقنا المشترك يوسف العطوي.. كنت محاطا بزبائن اللحظة الآنية في مكتبي.. حينها حاولت ان استنجد بالذاكرة المتعبة.. وأبعثر وريقاتي وقصاصاتي القديمة التي تحوي ارهاصات الكتابة لدى حمادي وفرحان ونصار ويوسف وسامي.. كانت تجربتنا واحدة.. توسدت الحلم الباهي.. وانبثقت في لحظة اشراقة رائعة! كتبنا معا بحبر الأمل والحب.. ركضنا معا وراء الغد.. تسكننا الأماني العريضة في ان يتبوأ كل منا مكانا مرموقا في دنيا الأدب والصحافة.كان يوسف في كل مرة القاه فيها بعد ان تباعدت الدروب وعز اللقاء خلال اثنتي عشرة سنة تقريبا يذكرني بابتسامته الرائعة وهدوئه المطمئن. بالبدايات المشرقة وكيف كنا وكيف اصبحنا نمسك بناصية الكلمة حتى أصبحت اللغة لدينا تذكرة سفر الى قلوب الناس!كان يغمرني بلطفه الكبير ويطالبني بالعودة الى مرافىء الكلمة.. بعد ان اخذتني المشاغل والمسؤوليات الكبيرة بعيدا عن المنارات المخضلة بالترقب والشوق لابداعات جديدة وعطاءات مثمرة.لقد رحل يوسف وترك وراءه ميراثا ضخما من الذكريات المزنرة بشذى اخلاقه وابتساماته التي لن تغيب وراء طبقات الثرى! سيظل يوسف في قلوبنا المترعة بالحزن والصبر.. وهذه حال الدنيا لا بد من الرحيل..ولا حول ولا قوة إلا بالله.@@ حمادي الحمادي الاحساء