عبد الله الغشري , فيصل الفريان ـ الكويت

ترقب اقتصادي واجتماعي للقمة الخليجية

يعقد وزراء الخارجية والمالية لدول مجلس التعاون الخليجي ظهر اليوم اجتماعاتهم التحضيرية استعدادا لانطلاق قمة الخليج الثلاثين في الكويت، ومن المنتظر أن ينهوا تقاريرهم النهائية لعرضها على قادة مجلس التعاون الخليجي مساء الاثنين القادم والذي سيشهد انظلاقة القمة الخليجية. ويترقب المواطنون والمواطنات الخليجيون القمة القادمة والتي تنطلق عند الساعة السابعة والنصف من مساء غد الاثنين في مسرح مبنى المؤتمرات بقصر بيان حفل تدشين انطلاقة الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون الخليجي وإعلان الإتحاد النقدي لدول مجلس التعاون وانطلاق العملة الموحدة الخليجية . ومن المقرر أن تبدأ الجلسة الافتتاحية للقمة الخليجية أعمالها الساعةالسادسة من مساء غد الاثنين بعد مراسم الاستقبال الرسمية في المطار الاميري الجديد في الكويت ، ومن ثم يقيم أمير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح حفل عشاء لقادة المجلس ، وتختم القمة الثلاثون أعمالها ظهر بعد غد الثلاثاء بقراءة الأمين العام البيان الختامي للقمة وبعدها يعقد الامين العام مع وزير خارجية الكويت مؤتمرا صحفيا . من جهة أخرى يفتتح صباح اليوم في الكويت المعرض الخليجي الثلاثون والمقام في المركز الاعلامي بقاعة الرايه . من جهة ثانية أبدى عدد من المسؤولين الخليجيين والعرب تفاؤلهم بالقمة الخليجية الثلاثين وأكدوا لـ(اليوم) عن إرتياحهم لدورة القمة القادمة ، مشددين على أن التنسيق الخليجي الدائم هو مفتاح لكل مشكلة تتعارض مع نهج وقادة مجلس التعاون الخليجي . فقد أكد سفير المملكة في العاصمه الكويتية الدكتور عبدالعزيز بن ابراهيم الفايز اهمية قمة دول مجلس التعاون التي تستضيفها الكويت ، مؤكدا انها تنعقد فى ظروف إقتصادية وإجتماعية وسياسية بالغة الاهمية.واشار الفايز فى تصريح صحافي الى ان هناك العديد من المواضيع الاقليمية والعربية والدولية التى ستكون محل اهتمام قادة دول مجلس التعاون في هذه القمة مثمنا ومقدرا جهود حضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح فى دعم مسيرة المجلس منذ انشائة لتحقيق ماتتطلع اليه شعوب دول المجلس.واضاف: ان المنطقة العربية عامة ومنطقة الخليج خاصة تواجهان تحديات سياسية وامنية واقتصادية ومالية كبيرة وبالتالي فان جدول اعمال هذه القمة سيكون حافلا بقضايا المنطقتين الخليجية والعربية فضلا عن المواضيع التى تمس مواطني دول المجلس من زيادة للتعاون والتنسيق فى المجالات المختلفة.واضاف الفايز : إن المتابع لمسيرة مجلس التعاون خلال العقود الثلاثة الماضية يدرك مدى استطاعة دول المجلس تحقيقه في زيادة التكامل الخليجي ويدرك ان قادة دول المجلس عازمون على مواصلة المسيرة والوصول الى ما فيه مصلحة دولهم وشعوبهم .وقال: إن مجلس التعاون نجح خلال العقود الثلاثة الماضية فى تجاوز العديد من الازمات الاقليمية وتقليل اثارها السلبية على دول المجلس مضيفا ان الانجاز الاكبر للمجلس هو تركيزه على القضايا التى تمس مواطني دوله فى المجالات الاقتصادية والمالية والثقافية والتعليمية وهي المجالات التي لها ارتباط وثيق بحياة المواطنين كما اثبت المجلس قدرته على زيادة التنسيق والتعاون بين دوله في مجالات السياسة الخارجية والدفاعية والامنية .وأكد ان المملكة التى تحتضن الامانة العامة لمجلس التعاون تقوم بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بكل جهد لتفعيل ودعم مسيرة التعاون الخليجي مع اخوانه قادة دول المجلس . تحول ديناميكي و قال فيصل العدوانى السفير في وزارة الخارجية الكويتية: ان القمة الخليجية التي تستضيفها الكويت تمثل تحولا ديناميكيا هاما على طريق وحدة وتكامل دول مجلس التعاون الخليجي. واضاف العدواني : ان مسيرة دول مجلس التعاون تعد مسيرة نموذجية بكل معانيها وناجحة فى النهج الذى تلتزمه لعدة اعتبارات فى مقدمتها انسجام دول المجلس مع بعضها وتشابه مواطنيها فى عاداتهم وتقاليدهم والتاريخ المشترك .وذكر ان دول مجلس التعاون الخليجى تمثل منطقة منسجمة ومتشابهة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وهذه عوامل هامة وضرورية للمساعدة فى انجاح هذه التجربة الفريدة من نوعها.واوضح العدواني ان من سمات هذه القمة الخليجية انها ستتضمن انتقال الرئاسة الدورية لدول المجلس الى دولة الكويت خلال العام المقبل وان دولة الكويت ستبذل الجهد كي تحقق اثناء فترة رئاستها المزيد من الخطوات والمشاريع الرامية الى تحقيق التكامل بين دول المنطقة.وذكر ان اهمية القمة الكويتية تكمن فيما سيتمخض عنها من قرارات هامة مثل اقرار مشروع الربط الكهربائى الذى يمثل نقطة تحول كبيرة وكذلك المشاريع الاستراتيجية اضافة الى اقرار انطلاق الاتحاد النقدى بين دول المجلس وصولا الى تطبيق العملة الخليجية الموحدة.وأوضح العدوانى ان اقرار مجلس الامة الكويتي اتفاقية انضمام الكويت الى الاتحاد النقدى لدول مجلس التعاون يؤكد الحس الذى تتمتع به الكويت على مستوى السلطتين التنفيذية والتشريعية تجاه التزاماتها وتضامنها الكامل مع بقية الدول الاعضاء فى المجلس لدعم مسيرة التكامل والتعاون لخير ومصلحة تلك الدول وشعوبها. الربط الكهربائي والعملة وشدد اقتصاديون وسياسيون خليجيون وعرب لـ(اليوم) خلال حضورهم لفعاليات المركز الاعلامي في الكويت أمس أن أهمية القمة الخليجية المقررة في الكويت لاسيما مشروعي الربط الكهربائي بين دول المجلس والعملة الخليجية الموحدة.وأوضحوا عن ان اقرار القمة الخليجية لمشروع الربط الكهربائي سيؤدي الى التكامل مع الربط العربي ومنها بلاد الشام ومصر والعراق اضافة الى تركيا ودول المغرب العربي.وأكد مدير عام المؤسسة العامة للمناطق الحرة السورية عبدالحكيم القداح أهمية اقرار قمة الكويت المقبلة الربط الكهربائي بين دول الخليج العربي باعتبار ان ذلك سيؤدي عاجلا او آجلا الى التكامل مع الربط الخماسي والسداسي الذي يضم بلاد الشام الاربعة ومصر والعراق اضافة لتركيا والذي من المقرر ان يلتقي مع الربط المغاربي بما يؤدي الى ربط عربي شامل.ولفت القداح الى ان ذلك يعزز مقررات القمة الاقتصادية العربية التي عقدت في الكويت العام الماضي.واعتبر مناطق التجارة العربية الحرة أكبر المستفيدين من مشاريع الربط الكهربائي واقرار عملة خليجية موحدة وكذلك خروج القمة ببرنامج لاصلاح اسواق العمل الخليجية وتنظيم تدفق العمالة الوافدة وخاصة الآسيوية منها والتي اضرت كثيرا بالعمالة الخليجية بصفة خاصة وبالعمالة العربية بصفة عامة.من جهته قال مدير عام المؤسسة العامة لاستثمار وتوزيع الطاقة الكهربائية التونسي المهندس عماد رزقي ان عملية الربط الكهربائي تدعم عملية التنمية الاقتصادية وتعزز الانتاج على المستوى الاقتصادي.واضاف ان الشبكة الكهربائية تعزز الاستفادة من فوائض الطاقة وزيادة استقرار المنظومات الكهربائية فنيا ما يؤدي بالضرورة لتقليل الهدر وتحقيق الاستفادة القصوى من التيار الكهربائي واستفادة الدول المربوطة على الشبكة من تفاوت اوقات الذروة. وقال : إن هذه المزايا جميعها تؤدي الى تقليل الضغط على الشبكات وبالتالي عدم الحاجة لانشاء محطات جديدة وتوفير الاستثمارات التي كانت ستصرف على بناء محطات انتاج الطاقة واستثمارها في قنوات اخرى.ودعا رزقي دول الخليج الى تسريع ربط الشبكات الخليجية مع مناطق عربية وذلك تمهيدا للربط العربي الشامل وتنفيذا لمقررات القمة الاقتصادية العربية التي عقدت في الكويت العام الماضي وانبثقت عنها لجنة لمتابعة هذا الملف.ومن جانبه قال المدير التنفيذي لسوق دمشق للاوراق المالية الدكتور محمد جليلاتي : ان مقومات اطلاق عملة خليجية موحدة موجود لدى الخليجيين أكثر مما هو موجود لدى الاوروبيين نتيجة تشابه الظروف الاقتصادية والانتاجية ومعدلات النمو.واضاف ان النجاح في عملة خليجية يجب ان يكون نواة لوحدة نقدية عربية هي حلم لـ300 مليون عربي مثلها مثل حلم وجود بورصة عربية او اتحاد جمركي او بنك مركزي عربي.و أعرب المدير العام للتشغيل وتنمية المشروعات بوزارة العمل اللبنانية جهاد عمر عن أمله بأن تركز القمة الخليجية المقبلة على تنظيم اسواق العمل في دول الخليج العربية بعد ان اصبحت هذه العمالة لا سيما الاجنبية منها ما يشكل خللا ديمغرافيا كبيرا للدول المضيفة يؤدي الى تغيير بنيوي في هذه الاسواق. وأكد ان استمرار تدفق العمالة الأسيوية الى اسواق العمل الخليجية يشكل تهديدا للعمالة الوطنية هناك كما يشكل عامل ضغط على العمالة العربية التي لا تستطيع مجاراة العمالة الآسيوية نتيجة رخص اسعارها .كلمة رئيس اللجنة الاعلامية وقال المستشار محمد عبدالله أبو الحسن رئيس اللجنة الإعلامية في القمة الكويتية إنه تتجلى أهمية الدورة الثلاثين لمؤتمر القمة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية على أرض دولة الكويت من خلال ما أنيط بها من أعمال تشكل استمرارا وتواصلاً لمسيرة المجلس منذ انطلاقه في أبو ظبي في الخامس والعشرين من شهر مايو عام 1981 في تحقيق وبلوغ الغايات والمكتسبات التي يتطلع إليها المواطن الخليجي ، مضيفا انه سيتم تتويج التعاون الخليجي خلال هذه القمة الثلاثينية عبر مشاريع إستراتيجية مثل إقرار العملة الخليجية و تدشين الربط الكهربائي الخليجي الذي يربط جميع دول المجلس بمشروع تنموي سيكون لبنه تحفيزية للمشاريع العربية التنموية التي تم إقرارها في القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية التي عقدت في دولة الكويت في بداية هذا العام .