صحيفة اليوم

كلـمــــة اليـوم

مذكرة التفاهم التي وقعتها الحكومة السودانية مع حركة قرنق هل يمكن اعتبارها خطوة نحو السلام الدائم؟المعروف ان اية تفاهمات أولية للسلام بين المتخاصمين لابد ان يشوبها بعض النواقص وبعض الانفلاتات وعدم التحكم والسيطرة على تلك التفاهمات وفي هذا السياق يمكن ادراج حادث اطلاق النار بين الجانبين على انه حادث عرضي لكن مثل هذه الحوادث عندما نتركها دون معالجة ودون استدراك تصبح في نهاية الامر مشكلة حقيقية قد تقوض كل الجهود التي بذلت في سبيل احلال السلام. واذا اردنا ان ندفن الماضي بكل جروحه من الضرورة اعداد الارض وتكييف الواقع بما يتلاءم مع الهدف المنشود ونرى ان اعلان وقف اطلاق النار بين الجانبين تتبعه هدنة طويلة بمثابة تعبيد الطريق ليسلك عليه قطار السلام الطريق المطلوب.تبديد المخاوف منوط بالاقتناع الحقيقي بضرورة وحتمية السلام لكل الشعب السوداني وهو الذي عانى المحن تلو المحن وعانى من تعاقب التجارب السياسية التي هددت امنه واستقراره وازالة الشكوك والمخاوف تأتي بتغليب المصالح العليا للسودان مع عدم الالتفات للمصالح الضيقة العابرة والتي لا تضيف الى مستقبل السودان اي جديد.. من حق الشعب السوداني ان ينعم بالاستقرار بعد معاناة مريرة مع الانفراط في سبحه السلم الاهلي والذي هو الاساس في تقدم ورفاه الشعوب ومن حق الاجيال السودانية الشابة ان ترنو الى الامام دون ان تدفع ثمن اخطاء الماضي وان تمارس حقها في الحياة الكريمة المرفهة في سودان يملك الكثير من الخيرات والثروات الطبيعية والنفطية وعلى رأسها الثروة البشرية عماد النماء للسودان المستقبل.نأمل ان يكون هذا الحادث معزولا ومجرد خطأ ارتكبه قائد ميداني وان لا نبالغ في اعطائه اسوأ الدلالات وان تكون النيات الحسنة جسر التفاؤل فالشعب السوداني يستحق ان يصنع له ساسته سلاما دائما وحقيقيا وهي امنيات كل عربي حريص على ان يرى امته العربية خالية من المحن والحروب الأهلية لتشارك في صناعة التاريخ الإنساني بتطوراته وثوراته العلمية والتكنولوجية المذهلة.