عمان - اليوم

في الأردن.. 'أطفال' يحلون مشاكل الأطفال

برنامج "من طفل لطفل" يستقطب اهتماما متزايدا في مسعى للحفاظ على الأمن الاسري والتصدي للمشكلات.تعلمت من خلال تعاوني مع الاطفال معنى المسؤولية وزادتني هذه الخبرة ثقة بالنفس وعلمتني ان الحياة عطاء يتوجه الشعور بالآخرين والاحساس بضرورة الاخذ بيد من هم اقل حظا.هذا ما يقوله الطالب المتفوق في دراسته احمد سراحنة الذي اخذ على عاتقه مع مجموعة اخرى من الطلاب والطالبات مساعدة اطفال برنامج "من طفل لطفل" الذي يستهدف فئة اطفال المدارس الذين يعانون لسبب او لآخر ضعف التحصيل العلمي وينفذه اتحاد المرأة الاردنية - فرع البقعة.وقالت رئيسة اتحاد المرأة الاردنية آمنة الزعبي ان البرنامج فكرة رائدة على مستوى المنطقة وهو من البرامج الهامة جدا لانه استطاع ترجمة حاجات الاطفال من قبل الاطفال انفسهم. انه برنامج يعمل على نقل الخبرات الايجابية من الاطفال الاكبر سنا الى الاطفال الاقل سنا والاقل حظا من خلال اعتماد المشاركة ونقل الخبرات كما يسعى البرنامج الى الحفاظ على الامن الاجتماعي والامن الاسري من خلال التصدي للكثير من المظاهر والمشكلات والسلبيات الموجودة في سلوكيات بعض الاطفال.واشارت الزعبي الى ان هذا الاسلوب ديناميكي وناجح وقادر على معالجة الكثير من السلوكيات الخاطئة، مشيرة الى ان مضمون البرنامج يوفر متنفسا للاطفال من خلال البرامج التدريبية والترفيهية ونقل المهارات من طفل يتمتع بها الى آخر لم تتح له الفرصة متمنية ان يتم تعميم البرنامج في مختلف مناطق الاردن.بدورها تحدثت رئيسة اتحاد المرأة الاردنية - فرع البقعة رجاء درباس عن ماهية البرنامج وابتدأت بلمحة عن اهم نشاطات الفرع واهدافه فقالت: ان الغاية العامة للاتحاد تكمن في رفع مستوى وعي المرأة والطفل من النواحي الاجتماعية والصحية والقانونية وكافة الامور التي تتعلق بحقوق الانسان وتنفذ هذه الغاية من خلال العديد من البرامج و الدورات التدريبية والتثقيفية الخاصة بالفرع.وأضافت ان: البرنامج يستهدف فئة اطفال المدارس الذين يعانون لسبب او لآخر ضعف التحصيل العلمي الى درجة ان الكثير منهم لا يستطيع القراءة او الكتابة على الرغم من وجودهم في صفوف متقدمة من المرحلة الالزامية مبينة انه يترتب على هذا الضعف في التحصيل مشكلات نفسية وسلوكية تجعل الكثير منهم عرضة للانحراف أو الانعزال ونوهت الى ان غالبية هؤلاء الاطفال يعانون اوضاعا معيشية واجتماعية صعبة. وقالت ان آلية عمل البرنامج تشمل زيارة الاطفال في مدارسهم من اجل الحصول على اسمائهم وعناوينهم للاطلاع على اوضاعهم عن كثب وبعد ذلك يتم الاتفاق مع اهالي الاطفال المعنيين ومع المدرسة المعنية على ان يحضر هؤلاء الاطفال للاتحاد ثلاثة ايام في الاسبوع خارج الدوام الرسمي للمدارس يخضعون خلالها الى برامج متخصصة تهدف الى تعديل سلوك الاطفال من خلال المتابعة الحثيثة من قبل الاخصائية النفسية والاخصائية الاجتماعية لحالة الاطفال سواء متابعة كل طفل لوحده او عن طريق المتابعة الجماعية بالاضافة الى المتابعة المنزلية.واضافت: ان هذه البرامج تهدف كذلك الى محو امية هؤلاء الاطفال ضمن برامج تعليمية خاصة وغير تقليدية مثل التعلم بواسطة الكمبيوتر وممارسة الالعاب الالكترونية عبره بالاضافة الى انها تعمل على دمج هؤلاء الاطفال في المجتمع المحلي من خلال نشاطات اجتماعية.وبينت ان اسم البرنامج من طفل لطفل يدل على ان الذي يتولى عملية النهوض بهذه الفئة هم اطفال اعمارهم قريبة من اعمار الاطفال في هذه الفئة ولكنهم مؤهلون ومدربون ومبدعون ومتفوقون في المدرسة ومن الذين يرغبون في العمل التطوعي وتقديم يد العون لاقرانهم الذين قست عليهم ظروف الحياة كما انهم من المتميزين في العلاقات الاجتماعية والقدرة على الاقناع موضحة ان كل طفل من هؤلاء الاطفال اسمه "ميسر" الذي يعتبر الطرف الاول في برنامج من طفل لطفل حيث يأخذ على عاتقه طفل آخر من الفئة الاخرى ويسمى الطرف الثاني او الطفل المستهدف.واشارت درباس الى ان هؤلاء الميسرين يخضعون قبل البدء في البرنامج الى دورات متخصصة في كيفية التعامل مع الطرف المستهدف بعدها يبدأ تطبيق البرنامج فيما يسمى بيوم الانطلاق الذي هو عبارة عن احتفال بسيط للتعارف بين الاطفال الميسرين والاطفال المستهدفين وذلك لكسر الحاجز النفسي بين الطرفين خاصة لدى الطرف المستهدف بعد ذلك تبدأ عملية تأهيل الفئة المستهدفة بحيث يعامل كل طفل ميسر مع طفل مستهدف على حدة فيما يشبه علاقات الصداقة او العلاقات الاسرية التي يفتقد اليها الطرف المستهدف في اغلب الاحيان.واوضحت ان عدد الميسرين الحالي هو 30 ما بين ميسر وميسرة يقابلهم 30 طفلا وطفلة مستهدفين أي ان كل ميسر يقابله طفل مستهدف وكل ميسرة تقابلها طفلة مستهدفة. ونوهت الى ان نسبة التفاعل بين هؤلاء الاطفال كبيرة جدا الى درجة النهوض الواضح بمستوى الاطفال المستهدفين سواء لجهة القراءة او الكتابة او لجهة تحسن التحصيل العلمي لديهم او لجهة التفاعل الايجابي الاجتماعي داخل الاوساط الاسرية والمدرسية. احدى الميسرات في برنامج من طفل لطفل نور الشطرات (16 عاما) قالت: انا من الاوائل في صفي واشعر بأن لدي طاقة تؤهلني للتعامل مع هذه الفئة خاصة انها تكون في الاغلب منعزلة وانطوائية وفي كثير من الاحيان تكون لديهم نزعة عدوانية الا انني استطعت ان انتقل بهؤلاء الاطفال من جو سلبي الى آخر ايجابي بالصبر والارادة.اما الميسرة رشا الحايك (16 عاما) فقالت: تعاملت مع طفلة مستهدفة عمرها 10 سنوات كانت عدوانية وعنيفة ومع الوقت استطعت ان اكسب ثقتها الى ان تحولنا الى صديقتين وهي الآن تعتمد علي في دراستها وفي حياتها وانا لن اتخلى عنها الى ان تتمكن من التفوق على ظروفها خاصة في جهة التحصيل الدراسي. مسؤولة برامج اتحاد المرأة الاردنية نادية شمروخ قالت: ان فكرة برنامج من طفل لطفل هي فكرة عالمية لكننا في الاتحاد قمنا بتطبيقها بما يتلاءم وظروفنا وهي فكرة انسانية تنموية طموحة هدفها الطفل بالدرجة الاولى الذي هو نواة الاسرة المستقبلية ولا بد له ان ينمو في ظروف بيئية واجتماعية تؤهله لان يكون عضوا فاعلا في المجتمع كما انها تهدف الى الحد من ظاهرة تسرب الاطفال من المدارس والوقوف على اسباب هذه الظاهرة ومحاولة معالجتها قدر الامكان منوهة الى ان الاتحاد يسعى الى تعميم فكرة برنامج من طفل لطفل على مختلف فروعه بالاردن.وبينت ان برنامج من طفل لطفل يلعب الدور البديل الذي تلعبه محلات الانترنت والعاب الكمبيوتر ولكن باسلوب علمي مدروس وبطريقة منهجية تجعل الطفل مشدودا الينا والى برنامجنا وبالتالي نصبح وكأننا بمثابة اهله واصحابه وهو بدوره يحاول اكثر فاكثر التقرب الينا كما انه يحاول ان يثبت لنا انه اصبح سويا وقادرا على ان يحقق مستويات اعلى من التحصيل العلمي وانه يتمتع بقدرة الاندماج في المجتمع بشكل ايجابي."بترا"