محمد السهلي
حركة عقارية دؤوبة تشهدها المنطقة الشرقية هذه الايام.. عبر العديد من المزادات التي جرت خلال الايام الماضية والتي قدر حجم المبلغ المدار فيها ما يقارب الملياري ريال وهو رقم كبير جرى تداوله خلال 60 يوما وجعلنا نشعر بالاعجاب والدهشة!.. وإن كان يبدو للمراقب انها اشبه بما يحدث في اسواق الاسهم من تبديل للمراكز بين التجار, والانتقال من استثمار الى اخر اكثر ربحية.. نشجع هذه الحركة التي يعمل عليها كبار العقاريين بالمنطقة, فهي حركة نشطة ستنعكس ايجابا على دورة السيولة بين التجار والشركات العقارية, وتجعل الحراك العقاري الاكثر نشاطا بين القطاعات الاخرى, وهو ما كان واضحا خلال الايام الماضية التي شهدت اقامة اكثر من مزاد تفاوتت درجات النجاح فيها ما بين متوسط وعال, ولكنها لم تنزل الى درجة الفشل كما توقع البعض.. وما يلفت النظر ويجعلنا نقف معجبين بما تم تقديمه هو تلك الطريقة الحرفية التي تم بها ادارة الحملات الاعلامية والاعلانية لبعض المزادات والتي كانت مميزة الى درجة ان بعض المزادات نجح قبل إقامته, وهذا أرجعه الى وعي كبير اصبح يمتلكه تجار العقار والشركات التي تعمل في هذا المجال.. كانت تلك الحملات ناجحة ومميزة بينما ظهرت بعض المزادات بحملات تقليدية اعتمدت على الدعاية بالشارع دون التوجه الى الصحف ووسائل الترويج الاخرى مثل الانترنت والترويج المباشر والرسائل النصية.. وربما لان مهنتي تفرض علي الانتباه الى هذا الجانب والتركيز على سبله ومجال التطور فيه.. وفي ذات السياق عبر لي احد العقاريين الكبار والمحترفين بالمنطقة قبل يومين عن مخاوفه من كثرة المزادات التي جاءت في وقت متقارب, وقال ان ذلك قد يجعل هناك زيادة في العرض على حساب الطلب وبالتالي هبوط في الاسعار, إلا أنني رغم خبرتي العقارية المتواضعة "مقارنة بخبرته", اختلفت معه بدعوى ان المنطقة لم تشهد منذ وقت طويل مزادات كبيرة, والسوق لازالت متعطشة للعرض, كما ان طرق الترويج المستخدمة حديثا ستجعل النشاط العقاري تحت دائرة الضوء مدة طويلة, وربما سأشارك صديقي العقاري المحترف مخاوفه لو استمرت حالة "الكرم" في المزادات مدة طويلة, لكنها حتى هذه اللحظة ارى انها مقنعة ولم تصل السوق العقارية الى درجة "التخمة".. ربما يتساءل البعض عن السر خلف كثرة المزادات في هذه الفترة ليس على مستوى المنطقة الشرقية فقط بل على مستوى المملكة بشكل عام، وهنا قد أرجع السبب الى توجهات حكومية قد تنتج عنها انظمة لا تكون في صالح الوضع الحالي للعقارات مثل "دفع الرسوم على الاراضي البيضاء" و"نظام الرهن العقاري" المرتقب, اضافة الى ان العديد من رجال الاعمال والشركات العقارية يرغبون في اعادة ترتيب اورقهم.. هذه وجهة نظري لكن "العقاريون أبخص"!*رئيس قسم الاقتصادmalsahli@alyaum.com