يريدون إسكات صوتي..ولن أتوقف عن دعم القضايا العربية
النائب البريطاني العمالي جورج غالاوي، لم يكن الوحيد في معارضته للحرب الأمريكية - البريطانية على العراق، ولكن كان الصوت الأعلى منذ اكثر من عشر سنوات في المطالبة برفع العقوبات عن العراق. ونظم (حملة مريم) لعلاج الطفلة العراقية المصابة بسرطان وأصبحت مريم رمزا لحملة اشمل لانقاذ اكثر من نصف مليون طفل عراقي كانوا قضوا خلال سنوات الحصار. النائب غالاوي ـ المتزوج من فلسطينية ـ كان دائما صوتا قويا مع القضايا العربية يحمل على جسده آثار كدمات وجروح من تظاهرات شارك بها دعما للفلسطينيين والعراقيين.. وتعرض مؤخرا لهجمة واسعة من قبل بعض الصحف البريطانية واتهم خاصة ، من صحيفة ديلي تلغراف، بأنه كان يتقاضى أموالا من صدام حسين لقاء مواقفه السياسية. وبالطبع فان الحملة على غالاوي وصلت الى صحف عربية متحمسة جدا في تلقي كل ما ينشر عن معارضي الحرب، دون عناء سؤال الرجل حول موقفه الذي لم ينفرد فيه ففي 15 مارس الماضي جاب ملايين البشر شوارع العالم مطالبين بمنع الحرب. ولأهمية ما ذكر للتعرف على مواقف جالاوي، تنشر "اليوم" هذا الحوار الذي أجراه معه موقع "البوابة" على الانترنت: أضحوكة عالمية @ تحدثت التقارير عن قضية سيرفعها المدعي العام البريطاني ضدك وان الحكومة البريطانية تبحث إمكانية محاكمتك بتهمة محاولة عرقلة جهود رئيس الوزراء في الحرب والخيانة. ما هو تعليقكم على ذلك؟ ـ اعتقد ان الحكومة البريطانية ستجعل من نفسها أضحوكة امام العالم اذا حاولت محاكمة عضو في البرلمان البريطاني ومواطن في بلد حر بسبب كلمات تفوه بها على شاشات التلفزيون في الحقيقة أنا قلت ان الجنود البريطانيين يجب ان لا يطيعوا أوامر غير شرعية في الحقيقة هذا نوع من الحشد لانه منذ محاكمة نورمبرغ الخاصة بجرائم الحرب بعد الحرب العالمية الثانية اصبح واجبا مشروعا لكل حكومة في العالم وكل جندي في العالم رفض إطاعة الأوامر غير المشروعة. ما قلته كان صحيحا ولكن أي حكومة تشترك في ما يسمى بعملية تحرير العراق وتقوم في نفس الوقت بمحاكمة و محاربة حرية عضو في برلمانها هي فعلا تجعل من نفسها أضحوكة أمام العالم. لذا فانني اعتقد ان عليهم ان يفهموا ان هذه محاكمة خاصة، تتطلب اذنا من الحكومة للمضي قدما بها. ان صحيفة "الصن" هي التي تسعى للمحاكمة وهي التي وصفتني بالخائن على صدر صفحتها الاولى قبل عدة أسابيع في المقام الأول هذه ليست خطوة من الحكومة البريطانية لمحاكمتي ولكن الحكومة هي التي تسمح لمثل هذه المحاكمة وسوف تصيبني الدهشة كثيرا اذا فعلت الحكومة ذلك. هم مرغمون @ ولكنهم يبحثون ذلك حاليا؟ ـ هم مرغمون على بحث ذلك ان عليهم واجبا قانونيا واتوقع أن يقوموا برفضه ولكن اذا مضت الحكومة قدما فانها ستجعل من نفسها أضحوكة امام العالم. @ لذلك فأنت تعتقد ان كافة الاتهامات التي ساقتها الديلي تلغراف ضدك بأنك كنت تتقاضى أموالا من صدام حسين لا أساس لها من الصحة ؟ ـ اود ان اقول انني أعاقب حاليا ليس فقط لمعارضتي الحرب على العراق، هذه المعارضة التي اثبتت فعاليتها حركت ملايين الناس في بريطانيا والعالم وجعلت مركز رئيس الوزراء البريطاني في خطر. فقد اعترف بنفسه (توني بلير) بانه اخبر أولاده ومسئوليه انه كان يعتزم الاستقالة من منصبه ولعل ذلك يفسر تصريحات رامسفيلد قبل الحرب بأنه من المحتمل ان تخوض الولايات المتحدة الحرب دون بريطانيا لقد كنت جزءا من قيادة حركة عالمية وصلت اوجها في 15 فبراير الماضي حيث تجمع عشرات ملايين الناس في أنحاء الكرة الأرضية مطالبين بمنع الحرب.. لذا فانه تتم معاقبتي ليس بسبب ذلك فقط بل لثلاثين سنة أمضيتها في خدمة مخلصة للقضايا العربية. حين كنت مراهقا بدأت العمل لصالح القضية الفلسطينية والقضية العربية الأوسع نطاقا لمدة ثلاثين عاما ولا ازال احمل اثار الجروح والكدمات منذ تلك الفترة ولكنني لم اشك ولو للحظة واحدة ان ما قمت به لم يكن هو العمل الصحيح. ليس لدي بديل @ الا تزال تعتقد انه رغم الاتهامات ضدك لا يزال من المجدي ان تظل تحارب حتى اخر حياتك؟ ـ نعم ليس لدي بديل اخر لقد انطلقت بدافع من ضميري في مطلع السبعينات وحملت السيف ولا استطيع انزاله طالما بي جسمي عرق ينبض، سأظل حاملا سيفي لاحارب به داخل وخارج البرلمان داخل وخارج حزب العمال، داخل وخارج بريطانيا سوف لن اغمد هذا السيف طالما بقيت روحي في جسمي وابقاني الله على قيد الحياة. @ هل تعتقد بعد كل هذه الاتهامات انك لا تزال تحظى بدعم الناخب البريطاني الذي أوصلك الى البرلمان؟ ـ لقد انتخبني جمهوري أربع مرات لعضوية البرلمان ولقد تلقيت دعما كبيرا خلال الأسابيع القليلة الماضية حين كنت أتعرض لهجوم ضار، ليتك كنت في بريطانيا لترى بنفسك شدة هذا الهجوم. ان هذا الهجوم الذي اتعرض له هو اعنف ما يواجهه دبلوماسي في تاريخ بريطانيا . ومن الواضح انه في كل مجتمع ديمقراطي يوجد اناس ذوو وجهات نظر مختلفة ولكنني اشعر ان لدي دعما من رفاقي وحزب العمال في غلاسجو واعتقد ان لدي دعما من أغلبية جمهوري اعتقد انني احتفظت بولاء المقاطعات التي انتخبتني واغلبية جماهيري وسننتظر حتى الانتخابات القادمة. المعارضة الأكبر @ لماذا تعتقد انك الوحيد الذي تم استهدافك من بين الاصوات المعارضة للحرب قبل اندلاعها ؟ لقد كان لديكم عدد كبير من المعارضين في حزب العمال؟. ـ كان لدينا 139 نائبا وكنا بحاجة الى 211 نائبا كي يشكلوا اغلبية معارضة ومع ذلك فان 139 نائبا يبقى الاكبر في تاريخ المعارضة البرلمانية في بريطانيا، ولذا فانه مهم انني لم اكن الوحيد الذي تعرض للهجوم فقد تعرض التحالف المناهض للحرب للهجوم لمدة عدة اسابيع. حتى فرنسا نفسها تعرضت للتهديد علنا وقام وزير الخارجية الاميركي كولن باول بتحذيرها على شاشة التلفزيون وهذا اكثر شيء خارج على المألوف أراه في حياتي، ان تقوم دولة صديقة بتحذير اخرى وتهددها بأنها ستدفع ثمن معارضتها للولايات المتحدة بشأن العراق. واذا كانت فرنسا كدولة تواجه تهديدا بالعقاب ماذا بشأننا نحن؟. اعتقد انه بسبب فعالية العمل الذي قمت به وبسبب طول المدة التي استغرقتها في العمل وانغماسي في القضايا العربية ومناصرة العرب.. و بفضل الله فانا اجد دعما من العرب في جميع البلاد العربية واعلم ذلك من خلال رسائل الناس وبريدهم الالكتروني وحيث اذهب إلى بلادهم يخبروني هم بذلك. لكل هذه الاسباب اعتقد انني مستهدف بشكل خاص، انا لست المستهدف الوحيد لكنني مستهدف بشكل خاص. @ لماذ لم تتشكل اغلبية معارضة للحرب في مجلس النواب البريطاني؟ ـ هناك 650 عضوا وكانوا بحاجة الى اكثر من 200 من نواب حزب العمال كي نكون اغلبية معارضة ولو كانت كلير شورت قدمت استقالتها في نفس الوقت الذي تقدم فيه روبين كوك بالاستقالة لارتفع عدد نواب العمال المعارضين للحرب من 139 الى اكثر من 200 وليس من الصحيح القول ان الحكومة اعتمدت في النهاية على دعم حزب المحافظين اتمنى لو كان ذلك صحيحا. @ كيف تصف العلاقة بينك و بين روبن كوك منذ استقالته؟ ـ لم نتحادث منذ الاستقالة، فهو قدم استقالته قبل الحرب بفترة وجيزة والبرلمان ليس في حالة انعقاد في الوقت الراهن ولكن عندما كنا قريبين من بعضنا البعض اختلفنا بشدة عام 1998 حيث قام بتبرير قصف العراق في عملية "ثعلب الصحراء" وكذلك أيد الحرب في يوغسلافيا و افغانستان. @ هل عارضت كل هذا؟ ـ نعم. وانا سعيد لاستقالته، فقد تحدث بقسوة قبل الاستقالة. دور فواز @ تحدثت مع فواز زريقات (رجل الاعمال الاردني المتهم بادارة اعمال غالوي) وقام فعلا بالقاء الكثير من الضوء حول ما حصل له خلال الشهر والنصف الماضية حيث اعتقل في 3 مارس الماضي ورفض فواز التحدث عن ذلك هل باستطاعتك التحدث حول الحملة التي كنت تقودها اثناء وجود فواز في السجن؟ ـ لم نتلق حتى الآن تفسيرا لاسباب اعتقال فواز وقد امطرنا السفارة الاردنية في لندن بالمطالبات باطلاق سراحه او تقديم تفسير لاسباب اعتقاله. وقام عدد كبير من النواب وكبار الصحفيين ممن ساعدهم فواز في عملهم في العراق وكذلك اعضاء من مجلس اللوردات وشخصيات بريطانية بمطالبة السفارة الاردنية باطلاق سراح فواز زريقات. استطيع القول بكل امانة بانني لم اتسلم أي اعتراف او جواب بشأن اعتقاله، ولكنني سررت اخيرا حيث تم اطلاق سراحه.. وانا غير متاكد ما اذا كان فواز يريد التحدث بشكل دقيق حول ما حصل له داخل السجن وانا بكل تأكيد لم أتحدث معه بشأن ذلك، ولكنني حين اجتمع به سأكون مهتما بمعرفة ماذا كان يدور حول هذه القضية . @ لماذا باعتقادك تم استهداف فواز بالذات؟ ـ انه احد القادة المناصرين للعراق في الاردن، وهو لاعب رئيسي هناك وفي اماكن اخرى في الشرق الاوسط.. انه معروف بشكل جيد وهو حليف و داعم لحملاتي، يجب ان نفترض ان ما حصل له كان بسبب نشاطاته هذه ولكنني شخصيا لم اتسلم تفسيرا منه او من السفارة الاردنية. (ملاحظة: رجل الاعمال الاردني فواز زريقات كان اوقف في الاردن لمدة اسبوعين تقريبا واضح لذلك. المحرر) @ هل تعتقد ان من العدل اتهامه بالتعاون مع العراق ضد قرار مجلس الأمن 661 الخاص بفرض عقوبات على العراق؟ ـ ليس لدي أي فكرة حول اعمال السيد زريقات التجارية. عليك طرح مثل هذا السؤال عليه ما اعرفه هو انه كان يقوم باعمال تجارية مشروعة في العراق وفي اماكن اخرى من الشرق الاوسط وانه كان ناجحا جدا. وانا ممتن لدعمه السخي الذي قدمه لحملاتنا. عارضت صدام @ في الفترة التي سبقت الحرب كنت مناهضا للحرب وعملت جاهدا لرفع العقوبات عن العراق على الرغم من عدم تحقيق نجاج في هذا المجال. الآن وقد انتهت الحرب وسقط النظام : هل تعتقد انك لا زلت تحتفظ بمصداقية بين الشعب العراقي؟ ـ لقد كنت اقول على الدوام بصورة علنية وخاصة والتسجيلات والشواهد على ذلك موجودة لكل من يريد الرجوع اليها، ان ملايين العراقيين كانوا يكرهون صدام حسين.. وهناك ملايين اخرى لم تكرهه وظلوا بعيدين عن الدعاية الغربية. ولكن من بين الملايين التي كانت تعادي صدام حسين هناك من يكره فكرة الغزو الاجنبي لبلاده واحتلالها وسرقتها وحتى اكثر من ذلك. انا مقتنع بشكل مطلق، ان كل شيء حدث منذ بداية الحرب اثبت صحة هذا التحليل. بطبيعة الحال كان نظام صدام حسين وكافة الانظمة العراقية التي سبقته انظمة وحشيه ومركزية وسحقت كل من كان يعارضها. ولكن هذه الانظمة حافظت على وحدة الاراضي العراقية ولكن لقاء ثمن باهظ في حقوق الانسان وحرية الفرد. والآن وقد سقط النظام وتحطم واصبحت البلاد خارج اطار السيطرة وربما التفت في نهاية المطاف، فان لا احد يستطيع ان يقول بالضبط الى اين سيؤول الامر. اشعر ان الشعب العراقي يعلم انني كنت صديقا لهم وإنني كنت دائما اعمل لمساعدتهم وتقديم الدعم لهم. عندما وصلت "حافلتنا الحمراء في حملة مريم" من لندن الى بغداد كان في انتظارنا ثلاثة ملايين من العراقيين في الشوارع يرحبون بنا وأستطيع القول ان هذه الملايين كانت سعيدة بنا وذلك من خلال الضوء في عيونهم والفرحة على وجوههم لقد كنا مجموعه من البريطانيين قادت الحافلة عبر ثلاث قارات و 11 بلدا وقطعت 1500 كيلو متر لتصل الى بغداد لمساعدة الشعب العراقي. غير نادم @ لسوء الحظ لم تنجح جهودك بعد كل ما حدث، هل تشعر انها كانت مضيعة للوقت؟ ـ إذا سألتني حول ما اذا كنت قد فشلت؟ فإن جوابي يكون طبعا فشلت. ففي الليلة الاولى للحرب قلت على قناة الجزيرة إنني كم كنت آسفا من أعماق قلبي للعالم العربي بسبب عدم نجاح حملتي الطويلة لرفع العقوبات ومنع الحرب. فشلت ولم نستطع وقف هذه البربرية لقد فشلت في هزيمة أقوى وأغنى البلدان ووقف تصميمهم على غزو واحتلال وتفتيت بلد عربي، وأنا آسف جدا لذلك، ولكنني غير نادم لحظة واحدة على الجهود التي بذلتها. وسوف اقوم بذلك مرة ثانية، لان مجرد الفشل لا يعني ان الطرف الآخر نجح. اعتقد أنني فشلت ولكنني اعتقد ان الأطراف الأخرى لم تنجح وان ما يجري وسوف يجري سوف يؤدي الى طردهم من العراق. اعتقد ان الاحتلال الأمريكي سوف يطرد من العراق وانا واثق من ذلك تماما. الحمقى لا يندمون @ هل تعتقد انه كان عليك ان تفعل اشياء مختلفة؟ ـ الحمقى هم الوحيدون الذين لا يندمون. وانا لست احمقا. كان باستطاعتي ان اقول اشياء مغايرة وان اتخد وسائل مغايرة. وبطبيعة الحال فان عديمي الاحساس والحمقى هم الذين يعتقدون ان ما فعلوه كان افضل شيء يمكن ان يكونوا قادرين على فعله. لقد اعطيت الكثير من حياتي السياسية لهذه القضية والآن كما ترى اواجه تدميرا كاملا ولم يبق دم في عروقي ولكنني مستعد لاعطاء المزيد مرة اخرى وآمل من الناس الذين اعجبوا بعملي الذي قدمته خلال 30 عاما ودعموه ان يأتوا للدفاع عني. آمل من هؤلاء ان يقدموا الدعم المالي لحملة الدفاع عني حتى أستطيع محاربة القضايا التي اواجهها حيث ان عملية الدفاع مكلفة جدا في بريطانيا، وفوق كل هذا آمل من الناس ان يحافظوا على ولائهم وايمانهم لان العدو يريد شق صفوفنا وتأليب بعضنا على الآخر واضعافنا حان الوقت لنكون يدا واحدة. @ هل تحدثنا عن حملة الدفاع عنك، في ضوء ما سمعناه عن مشاركة محامين من لبنان والاردن ودول الخليج؟ ـ بكل امانة لا استطيع ذلك لانني تسلمت للتو مكالمة هاتفية تفيد ان المؤتمر الوطني العربي في بيروت يجهز حملة يقف خلفها الدكتور معن بشور. كذلك فهمت ان هناك حملات اخرى قيد الاعداد وانا بدوري اجل واحترم ذلك. آمل ان يستطيعوا إثارة القضايا وضمير الناس حول اسباب هذه الهجمات علينا. انا لن أكون آخر من يتعرض لهذه الهجمات. دعني اقول لك بشكل خاص، ان دولة بعد اخرى وان أنصار غالاوي المحليين الذي حاربوا معه سوف يتعرضون لمثل هذه الهجمات.. لذا فان الحملات الدفاعية يمكن ان تكون بمثابة وسيلة نبقى من خلالها معا لنواجه المستقبل الأصعب الذي ينتظرنا. لا أدري @ كانت لديك صداقة شخصية او صداقة مع صدام حسين، ماذا تعتقد هل تعرض لخيانة هل اقدم على ذلك هو شخصيا، هل تعتقد بوجود صفقة ما كما يدور هنا. لماذا لم يحارب كما وعد؟ ـ انا منقطع عن هذه الأخبار بسبب وجودي في البرتغال، ولا أستطيع مشاهدة المحطات العربية كذلك زوجتي موجودة حاليا في لندن وهي مشغولة بالمشاكل التي أواجهها.. ولكنني اعتقد حين شاهدت انهيار بغداد السريع ان هناك احتمالين الاحتمال الأول هو ان القيادة العراقية (صدام حسين) قتل وبذلك رأى القادة العسكريون انهم في حل من واجبهم بالدفاع عن العاصمة. والاحتمال الثاني ان القادة العسكريين خانوا البلاد لمصلحة الغزاة وفي الحقيقة لا استطيع ترجيح أي من الاحتمالين في هذه المرحلة، ومن الملفت ان طارق عزيز وقع أخيرا في قبضة الأميركيين ومن المحتمل ان يكون على علم بحقيقة ما حدث. افترض ان القيادة العراقية كانت يدا واحدة على الرغم من روايات عن عزيز التي قد لا تكون صحيحه تماما، وعلى كل حال فان القصف والدمار الذي حدث في بغداد قبل سقوطها كان هائلا. @ هل تعتقد ان صدام حسين وولديه لا يزالون في العراق؟ ـ لا، اعتقد انهم قتلوا ويمكن ان يكون هذا تفسير للانهيار السريع للمقاومة في بغداد من قبل القوات المسلحة العراقية اوانه كانت هناك خيانة بين القادة العسكريين. اما ان كان صدام لا يزال حيا، في الواقع لا أستطيع القول. ان أي من التفسيرين هو الصحيح، فلو بقيت القيادة العراقية على قيد الحياة واستمرت القوات المسلحة في القتال فأن الوصول الى وسط بغداد كان يمكن ان يكون اكثر صعوبة وانا متأكد في هذه الحالة ان القتال كان ربما استمر حتى أيامنا هذه. أتساءل لماذا لم تنسف الجسور لقد تركت هذه الجسور حتى تتمكن أرتال الغزاة المدرعة من اختراق العاصمة بسهولة كبيرة وهذا الأمر يشير الى احتمال موت صدام أثناء القصف او ان القيادة العسكرية خانت البلاد. اتهامات مضحكة @ عودة الى الاتهامات، ما ذا تقول عن انك تلقيت أموالا من صدام حسين وضعت في حساباتك المصرفية؟ ـ هذه الاتهامات مضحكة، انا اكثر شخصية سياسية في بريطانيا تخضع للرقابة والتدقيق. ان الفكرة التي تقول ان اكثر دولة في العالم تخضع للرقابة (العراق) تحت إدارة صدام حسين كانت تحول أموالا لحسابات مصرفية دون علم احد ودون علم السلطات الأمنية البريطانية ولم تعمل هذا السلطات على كشف ذلك ولم تبرزه خلال عشر سنوات، هي بكل بساطة اتهامات تثير السخرية. @ كم من الوقت استغرقت حملة مريم؟ ـ استغرقت الحملة من عام 1998 حتى وقت متأخر من السنة الماضية . @ هل كانت لك زيارة او نشاطات في العراق قبل الحملة؟ ـ لم أزر العراق على الإطلاق قبل 12 مايو عام 1993، ولم اجتمع الى أي مسؤول عراقي على الإطلاق قبل ذلك. وهذا أمر مهم جدا لانه صحيفة "كريستيان سينس مونتيور"، التي أقاضيها حاليا، قالت انني كنت على جدول المدفوعات التابع للرئيس العراقي السابق صدام حسين حتى قبل ان اجتمع مع أي مسؤول عراقي. كذلك لم اكن في العراق عام 2003 ولكن بحسب الصحيفة فقد ادعت أنني تسلمت ثلاثة ملايين دولار نقدا من أحد أبناء صدام حسين بتاريخ 4 يناير الماضي على الرغم من أنني لم أقابل أيا من أبناء الرئيس العراقي أبدا في حياتي. لم أسافر إلى العراق منذ أواخر العام الماضي و في يوم 14 يناير عام 2003 كنت أمام آلاف الناس على الشبكة من مكتبي بمجلس العموم البريطاني ان هذه الوثيقة وغيرها في صحيفة "الكريستيان سانس مونيتور" هي بكل بساطة إثبات لا يتحمل الشك او التأويل على ان شخص ما في مكان ما ولغرض ما يزور هذه الوثائق ضدي. @ هناك وثيقة نشرت في الديلي تلغراف مروسة باسمك تقول انك أعطيت تفويضا لفواز زريقات بتمثيلك في الأردن والعراق؟ ـ هذا يتعلق بحملة مريم ولجنة الطوارئ فقط، وليس لي علاقة بأي نشاطات تجارية، والتفويض فقط لتمثيلي في حملة مريم على الإطلاق وليس له علاقة بالأعمال التجارية أو بي شخصيا ليس لذلك علاقة بمصالحي الشخصية. @ هل كانت تلك الوثيقة حقيقة؟ ـ قدمت لفواز وثيقة ولكنني لا اعلم كيف وصلت الى هنا للملف بطيعة الحال لا أستطيع الإجابة لا اعلم من يزور الوثائق الأخرى ولكنني اعمل أن محتوياتها مزورة تماما. @ صحيفة عربية ترجمت الوثيقة بأنك أعطيت فواز تفويضا كاملا بما في ذلك أعمال تجارية، هل تعتقد انهم أساءوا الترجمة؟ ـ ربما لم يسيئوا الترجمة! غالاوي في سطور ـ وُلد جورج..وُلد جورج غالاوي في مدينة (داندي) في (أسكتلندا) عام 1954. ـ درس في كلية (هاريس) وانتمى لحزب العمال وأصبح منظم الحزب عام 77. ثم أمينًا عامًا لهيئة مكافحة الحرب ضد الحرمان بين عامي 83.87. ـ أصبح عضوًا في البرلمان البريطاني ممثلاً عن حزب العمال منذ العام 87 وحتى العام 1997 عن منطقة (هيلهد). ثم نائبًا عن(جلاسكو) من العام 97 وحتى الآن. ـ نائب رئس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان البريطاني عن حزب العمال. ورئيس اللجنة البرلمانية للصداقة بين بريطانيا والبرتغال ورئيس المنتدى البريطاني-العراقي. ومنسق لجنة الطوارئ الخاصة بالعراق وفلسطين. ـ يكتب مقالاً أسبوعيًا في صحيفة (ميل أون صنداي) ومعروف بمواقفه المؤيدة لقضايا فلسطين والقضايا العربية.