ذئاب.. أتقنوا مهنة الاختلاس..!
عزيزي رئيس التحريرهناك فئات من الناس تسعى الى الخير وتداوم على فعله، وتحث عليه وتنشده في كل مجال من مجالات الحياة الدنيا والآخرة.ومن المعلوم ان هؤلاء الناس يحبون ان تكون اعمالهم فيما يرضي الله، مبتعدين عن كل ما يغضبه، فيجد المتعاملون معهم كل انس وارتياح من خلال الثقة المتبادلة بينهم.. يجتمعون على الخير وينبذون الشر والباطل.. ينفضون ايديهم من كل معاملة تشوبها الشوائب يهتمون بحماية انفسهم من النار، ومن دعوة مظلوم يلجأ الى خالقه ليرفع عنه الظلم ممن ظلمه، حيث انه جاء عن أبي يوسف عبدالله بن سلام رضي الله عنه قال : (إن الله تعالى لما خلق الخلق واستمروا على أقدامهم رفعوا رؤوسهم الى السماء وقالوا : يارب مع من أنت؟ قال : مع المظلوم حتى يؤدى اليه حقه) ، ولذا فان المؤمنين من الناس هم الذين يتقون دعوة المظلوم، فيخدمون الاسلام خدمة تليق به وبهم، وهم الذين عرفوا الله حق معرفته، وكان لهم شرف الخدمة والعز والنصر في اي موقع من مواقع الخدمات، وهم حريصون كل الحرص على نظافة اموالهم من كل شبهة ربوية، وهم قدوة حسنة في مجال الاعمال البنكية وغيرها.وبعكس هذه الفئات الخيرة يوجد من الناس فئات تتكالب على المادة، فلايهمها من اين جاءت، ولا من اين جمعت!! فيتخذون مشاريع ومساهمات وصفقات مالية يتخبطون فيها قد تنجح وقد تخسر، وفي كلتا الحالتين فان اساس المساهم وارباحه لهم. لانهم يحاولون اخراجه من مساهمته معهم كل تسل الشعرة من العجين لاسيما اذا كان اصحاب هذه المساهمات او الشركات من بعض خريجي البنوك الذين يعرفون كيف تؤكل الكتف!!وان طلب المساهم رأس ماله وارباحه ادعوا ان المساهمة او الشركة خاسرة، ولم يستطيعوا دفع اي فائدة له بينما هم يتمتعون بمساهمته لعشر سنوات او اكثر، وان كانت الخسارة حلت بهم بالفعل فهم يصيحون بالويل والثبور بانهم افلسوا في مشاريعهم ، وتحايلوا بشتى الوسائل والطرق لاخراج صك الاعسار لكي يأكلوا مساهمة المساهمين معهم وارباحهم، ولكن الحقيقة عكس ذلك، حيث ان نقود مشاريعهم واصل مساهمات المشاركين معهم وارباحهم في مكان ما ربما خارج البلاد التي تمت فيها المساهمة، وفي بنوك وعمارات في مدن حول العالم لايعلمها الا الله، ولذا فان بعض اصحاب المساهمات لايهمهم الا زيادة ارصدتهم ولم يخافوا الله في حق من ساهم معهم، واذا تكرموا عليهم وزعوا عليهم فتات الارباح ان كانت هناك ارباح مدونة بالسجلات والا فان نصيب المساهمين معهم الغفلة والنسيان، نعم .. الشركة او المساهمة قامت بمساعدة المساهمين معهم بأموالهم ولكنه حينما ازدهرت وكثرت فروعها تغيرت نيات المؤسسين، وهذا ما جعلهم يقلبون ظهر المجن لمن ساهم معهم!! فأين هؤلاء من الحديث القدسي القائل : (إن الله عز وجل يقول : أنا ثالث الشريكين، ما لم يخن احدهما صاحبه، فإذا خانه خرجت من بينهما) اخرجه ابوداود.ثم اين هذه النوعية من الناس الذين يقطعون عهودا مع الآخرين في الشركات والمساهمات ثم يغدرون فيما تعاهدوا عليه ولذا فانهم ابتعدوا عن تعاليم الاسلام ورفضوا تطبيق السنة الشريفة وهم يعلمون بما جاء في الحديث عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : قال الله تعالى : (ثلاثة انا خصمهم يوم القيامة : رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه حقه).ولذا أين بعض اصحاب الشركات والمساهمات من مفهوم هذا الحديث ولماذا يستحلون مساهمات المشاركين معهم؟! ولماذا يضطرون الى اعلان إفلاس الشركة او المؤسسة والحقيقة عكس ذلك، حيث انه بعد اعلان الافلاس تخرج نقود المؤسسين والمساهمين بصحة وعافية بأسماء بعض اصحاب عائلات المؤسسين او بأسماء مستعارة في عمارات مثلا في داخل البلاد او خارجها وقد كتب على اسوارها بأنها مقاولة المؤسسة الفلانية، وعمارة الشيخ الفلاني ومن الطبيعي مع ان كلمة (الشيخ) بعيدة كل البعد عن صاحب العمارة ولكن ذلك تم عن طريق ايعاز من المالك للمقاول بينما المالك يعرف انه ليس بشيخ ولا يمت للمشيخة بأي صلة، ولذا فهل هذه النوعية حرصت على نظافة المال وطيب المطعم والمشرب والملبس؟! عجبا لهذه الفئة من الناس ، واين هم من قوله تعالى (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) آية 227 الشعراء.عبداللطيف سعد العقيل