بغداد ـ واس

مسئول أمريكي يجبر الراغبين بالعمل في وزارة الصحة ان يتبرأوا كتابة من حزب البعث

رفض على شنان الجنابى الذى عينه الأمريكيون مسؤولا عن وزارة الصحة التنديد علنا بحزب البعث.وقال المسؤول العراقى فى مؤتمر صحفى (ان القوات الامريكية والبريطانية حلت حزب البعث.. وانا وقعت على ورقة سحبت بموجبها عضويتى من هذا الحزب ونحن ننتظر الاوامر الجديدة). واوضح الجنابى انه عندما طلب منه ان يندد بحزب البعث رفض ذلك. وقال مسؤولون أمريكيون شاركوا فى الاجتماع ان اى شخص يريد العمل بالوزارة عليه ان يوقع على هذه الورقة.وكان المسؤولون الأمريكيون قد رددوا مرارا ان العضوية فى حزب البعث لا تمنع بشكل العمل فى الدوائر الحكومية ويجرى حاليا درس سيرة العديد من هؤلاء الموظفين لمعرفة ما اذا كانوا سيبقون او سيقالون من وظائفهم. وكان حزب البعث يعد الملايين من الاعضاء الذين كانوا يسيطرون على كل جوانب الحياة فى العراق.وتظاهر المئات من الاطباء والممرضات والعاملين فى وزارة الصحة الخميس الماضى فى بغداد احتجاجا على اختيار الجنابى وهو الرجل الثالث فى الوزارة. واعلن مسؤول امريكي بارز في العراق ان مسؤولين كبارا من وزارة الصحة العراقية وقعوا بيانا تبرأوا فيه من حزب البعث. الا ان العديد من المسؤولين من شتى انحاء البلاد الذين حضروا مؤتمرا ببغداد عارضوا تعيين الرئيس الجديد للوزارة قائلين انه كان مقربا جدا من حكومة صدام واعربوا عن رغبتهم في تغيير كافة المناصب العليا في الوزارة.وقال ستيفن براونينج الذي عينه مكتب اعادة الاعمار والمساعدات الانسانية مستشارا له ان توقيع البيان الذي ينبذ حزب البعث كان شرطا للتعيين في وزارة الصحة. وقال براونينج بالتأكيد انا اشجع على ان تصبح هذه سياسة عامة في الوزارات الاخرى الا انني قمت بهذه المبادرة من تلقاء نفسي. واضاف ان ما بين 50 و60 شخصا حضروا مؤتمر وزارة الصحة وقعوا على البيان الذي نص صراحة بالعربية والانجليزية على نبذ حزب البعث والتنصل منه ومن نظام صدام السابق. وشنان كان من الموقعين على البيان الا انه لم يندد بالادارة السابقة علنا عندما الح عليه الصحفيون بعد ذلك خلال مؤتمر صحفي. وقد قال شنان من قبل انه عين وكيلا لوزارة الصحة في السابق بسبب كفاءته وليس بسبب انتمائه الى عضوية حزب البعث واضاف انه كان مجرد موظف في الوزارة. ويعاني القطاع الصحي العراقي من اوضاع مذرية نتيجة سنوات طويلة من العقوبات الدولية وبسبب اعمال السلب والنهب التي تعرضت لها المؤسسات الصحية بعد انهيار النظام السابق.وقال براونينج انه اختار شنان لهذا المنصب بعد مشاورات مع خبراء في داخل العراق وخارجه ومنهم خبراء في المجال الصحي العراقي ومنظمات اهلية.واضاف براونينج: بالتأكيد استمعت الى مخاوف. استمعت الى مخاوف تخص ماضي على شنان.وقال الطبيب خضر الفلوجي (33 عاما) وهو اخصائي في المخ والاعصاب مثل عمال القطاع الطبي في 18مستشفى في بغداد في المؤتمر ان من يمثلهم لا يثقون في كبار المسؤولين في الوزارة وانه يتعين على هؤلاء المسؤولين الرحيل . واضاف الفلوجي ان جميع من كانوا في الدوائر العليا بحزب البعث حتى وقت انهيار النظام ليسوا شرفاء. وقد ساهم الفلوجي في ترتيب احتجاج للاطباء يوم الاربعاء ضد حزب البعث والذي تعرض خلاله شنان للهجوم من جانب البعض.وقال مسؤولون امريكيون ان كبار اعضاء حزب البعث ومن تورطوا في انتهاكات لحقوق الانسان سيستبعدون من المناصب الرسمية في عملية اعادة اعمار وزارات العراق. وقال محللون ان مكتب اعادة الاعمار والمساعدات الانسانية الذي يسعى لاعادة العمل في 23 وزارة لا تشمل وزارة الدفاع ربما يجد صعوبة في العثور على فنيين ليست لهم صلات وثيقة بحزب البعث لتولي المناصب.ويقول الدكتور سعيد حقي (58 عاما) وهو مستشار رئاسي عراقي سابق هرب من البلاد في 1983 ان صغار المسؤولين عادة ما اضطروا الى الانضمام لحزب البعث حفاظا على مناصبهم. وعاد حقي الى البلاد في الشهر الماضي. وردا على سؤال حول رفض شنان التنديد بحزب البعث بشكل علنا قال حقي: لا اعتقد انه ارتكب اثما. فان لم يتغير من الناحية الفكرية فتلك هي مشكلته. هذا مجتمع ديمقراطي. لكني سوف اشعر بالقلق كونه يتولى سلطة.