نهار جديد
إن الإرث الحضاري الإسلامي طالما ساده الاعتدال والقبول بالآخر واحترام الأديان الأخرى وهذا ما ميز الإسلام عن غيره من المبادىء المتطرفة الأخرى إلا أن التطرف والغلو ليسا من الإسلام في شيء كما هو الحال عند المسيحية الصهيونية المتطرفة فهي ليست من الديانة المسيحية بشيء وكذلك من اليهودية الصحيحة . إن الاعتدال ما دخل في شيء إلا زانه ولا خلا من شيء إلا شانه ولقد لفت نظري حال الشعب العراقي بعد انهيار النظام السابق وكيف التف بعضهم على بعض فتجدهم في حال من التفاهم والتلاقي من أجل مصلحة بلدهم العراق رغم اختلاف مذاهبهم ومراجعهم ورغم اختلاف أديانهم ومللهم إلا أنهم اعتبروا مواطنتهم هي التي تجمعهم رغم أن كل واحد ملتزم بدينه ومذهبه وهذا من حقه فقد ضربوا مثلا رائعاً وكأنهم مدرسة ليتعلم منهم الآخرون فرغم ضياع عراقهم فهم أبوا إلا أن يتكاتفوا ويتفقوا ليجدوه بوحدتهم . فما أجمل الاعتدال .. إذ هو السبيل في الدعوة إلى الإسلام لأنه دين سلام ودين المحبة والرحمة. قال تعالى : (وما أنت عليهم بجبار فذكر بالقرآن من يخاف وعيد ) وقال تعالى: (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي) الآية.. لكن هل تفهم الادارة الأمريكية بجناحها المتطرف أن هذا هو الإسلام وأنها تفعل تماماً ما يفعله المتزمتون والذين يرمون الاسلام بكل نقائص نفوسهم العدوانية وعقائدهم المحرفة ونزواتهم العدائية للوصول إلى أهدافهم .