صحيفة اليوم

نافذة على عالمنا العجيب

نعم أين هي حقوق الانسان يا دعاة حقوق الانسان؟ سؤال مطروح.. الاجابة عنه جاهزة.. يمكن تصديقه لو ان النوايا من طرحه جاءت صادقة مجردة عن الهوى.. إلا أنها لم تكن كذلك بدلالة من يقف وراءها لأغراض سياسية تصب في وعاء وخدمة الصهيونية للسيطرة على القرار السياسي.. والمنبر الاعلامي العالمي..!هذه النغمة النشاز المغلفة بورقة السولوفان الشفافة تطرح بين الحين والحين كلما انبرت مواقف عربية من اجل تأكيد ثوابتها القومية ضد الغزوة الصهيونية وأطماعها ونواياها العدوانية المبيتة..ولأن المحور الثلاثي العربي الفاعل "السعودية" و"مصر" و"سوريا" هو حائط الصد تجاه هذه الغزوة فإن اكذوبة حقوق الانسان تطل من مخبئها في محاولة لتحجيم هذا المحور وايقاف مده..@ مصر وتهمة اضطهاد الأقباط.. معزوفة يحرك أوتارها اللوبي الصهيوني المتحكم في مقدرات الدولة الكبرى أمام أي موقف لا ترضى عنه اسرائيل وأصدقاؤها.@ سوريا بصمودها وبمواقفها الثابتة هي الأخرى متهمة باحتضان الارهاب والوقوف الى جانب المقاومة الوطنية في الجنوب اللبناني من اجل رفع كابوس الاحتلال عنه..@ وأخيرا السعودية بمواقفها الى جانب الحق العربي لم تسلم من تلك التهمة بانتهاك حقوق الانسان.. وكأنما تلك الحقوق وقف وملك لتلك المنظمة تمنحها لمن تشاء وتمنعها عمن تشاء وفق مزاجاتها وازدواجيتها.. ناسية أو متناسية ان السعودية تدين بدين هو اول من ثبت ورسخ حقوق الانسان لسائر البشر دون تمييز.. ولا مفاضلة.. من قتل يقتل حفاظا على أرواح بريئة لم تقتل كي لا تقتل.. ومن سرق قطعت يده حفاظا على أمن الآخرين وعلى حقوقهم من ان تنتهك بغير وجه حق..لن تكون المفاجأة اذا ما أدركنا ان شعارات تلك الحقوق غائبة داخل تلك المجتمعات التي يتحكم فيها اللوبي الصهيوني والاستعماري.. فالاضطهاد والاستعباد والعنصرية الفاشية متجذرة حتى الأعماق لمن لا يملك سحنتهم..نقول لدعاة حقوق الانسان في الكونجرس الأمريكي وفي الصحافة الأمريكية وفي صحافة رجل الأعمال اليهودي الاسترالي الأصل روبرت ميردوخ أين أنتم عن الحقوق المهدرة على ارض فلسطين المحتلة.. والعراق.. والشيشان.. والصومال. والسودان وكوسوفو.. والبوسنة.. وافغانستان..؟! لا شيء من هذا يعنيكم.. اسرائيل وحدها هي حقوق الانسان.. والويل لمن يشير اليها بسبابة اتهام.. لسوف يدان بمعاداة السامية.. وبالارهاب والتطرف وانتهاك حقوق الانسان.. لكم حقوقكم.. ولنا حقوقنا التي لن نتخلى عنها شئتم أم لم تشاءوا.. ولن تجزعنا بريق شعاراتكم.. لأننا شببنا على الطوق.. لم نعد جهلة ولا اطفالا.. ولا انذالا نسير في ركبكم الموسوم بالتحيز الذي يبصر بعين واحدة لا اكثر.. واخيرا.. حقوق انسانكم يفضحها هذا البيت:قتل امرىء (متصهين) جريمة لا تغتفروقتل شعب آمن مسألة فيها نظرهذا هو ميزان عدلكم.